مودريتش: طفولتنا الصعبة جعلتنا أكثر قوة وصلابة
يؤمن لوكا مودريتش قائد كرواتيا بأن العزيمة والإيمان بالنفس أهم دائما من البنية الجسدية، وهذا سيكون واقعا في نهائي كأس العالم لكرة القدم أمام فرنسا يوم الأحد، وربما لا يتمتع مودريتش ببنيان قوي، إذ يبلغ طوله 172 سنتيمترا ووزنه 66 كيلوغراما، لكن ينافسه قليلون في مهاراته وبراعته في التحكم بإيقاع اللعب والقدرة على التحمل.
وسيخوض مودريتش، الفائز بأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، أكبر مباراة بمسيرته أمام فرنسا، وسيكون حجم الجسد آخر شيء يفكر فيه، وقال صانع اللعب للصحافيين عشية النهائي: دائما أتجاهل الحديث عن هذا الأمر. لم أشكك أبدا في قدراتي حتى إذا قام آخرون بذلك، لطالما وثقت بقدرتي على الوصول إلى ما أنا فيه اليوم وأشكر الرب بعدما أصبح هذا حقيقيا، لا يجب أن تكون عملاقا لتلعب كرة القدم. أنا سعيد بنفسي وبما وصلت إليه ولم أتأثر بما يقوله أي شخص آخر. هذا فقط يحفزني.
وستكون كفة فرنسا أرجح للفوز باللقب للمرة الثانية في استاد لوجنيكي بموسكو، فيما تعتمد كرواتيا على الإصرار الذي قادها للتفوق في ثلاث مباريات متتالية بعد وقت إضافي وفازت مرتين بركلات الترجيح.
ونشأ العديد من أفراد جيل كرواتيا الحالي خلال الحرب بعد الانفصال عن يوغوسلافيا، وهو ما أكسبهم قوة وصلابة.
وتابع مودريتش (32 عاما)، الذي عاش في مساكن للاجئين عدة سنوات خلال طفولته: تعاملت بشكل كبير مع صعوبات خلال حياتي، أهم شيء هو عدم الاستسلام وعدم ترك الأمور للظروف. يجب أن تؤمن بنفسك وأن تقاوم بإصرار مهما كانت العقبات وأن تحارب لتحقيق أحلامك، وهذا ما ألهمني في حياتي، نحن في نهائي كأس العالم وهذا تأثير المدرب، فقد تولى القيادة في فترة صعبة جدا ومنذ المباراة الأولى حدثنا عن عدم الاستسلام والإيمان بالنفس، وقال إنه يعتبرنا مجموعة من اللاعبين الجيدين رغم الأزمة. كما جلب إلينا الطمأنينة ونحب ما يتمتع به من صدق وسلوكه مع كل لاعب. نحب الالتفاف حوله وأظهر تأثيره علينا ليس فقط كمدرب بل كإنسان.