استقال الخصاونة من "الاستانة" وكلف الطراونة في "اربد".. ماذا بعد؟
جو 24 : إبراهيم قبيلات - مسيرة الاصلاح في الأردن تتجه إلى مزيد من الغموض، أمس كشف الشارع عن ذلك، وأول من امس وقف الاردن على أصابع قدميه أمام مفاجأة من عيار لم يعتد عليها القصر، لقد استقال عون الخصاونة من "الاستانة"، وكلف فايز الطراونة بتشكيل حكومته في "إربد".
لكن، هل هذا يعني شيئا بالنسبة الى السيناريوهات المتوقعة لشكل الفريق الوزاري، تجارب استجابة صانع القرار لشارع الربيع العربي لا تبشر بخير، وهذا يعني أنّ المشهد المقبل هو مشهد تصعيدي.
كل ما سبق جديد.. لكن الجديد أيضا أنّ حساب الطراونة الشعبي منذ الدقيقة الاولى ظهر انه مكشوف.
اعتاد رؤساء الحكومات في المملكة على امتلاك حصة ايجابية في الشارع خلال يوم التكليف، وهذه الحصة تبقى عرضة للتتآكل يوما بعد يوم إلى أن يشعر صانع القرار في البلاد ان الحكومة باتت عبئا عليه فيقيلها أو أن تظهر معطيات جديدة للاقالة او الاستقالة، لا فرق.
الطراونة ليس من بين هؤلاء الرؤساء الذين يمتلكون في يومهم اليوم الأول خزانا معقولا من الشعبية.. إن حسابه مكسوف، والمناخ الشعبي العام اليوم يشبه إلى حد كبير المناخ الذي ظهر إبان الإعلان عن تكليف سمير الرفاعي بتشكيل الحكومة.
الشارع الاردني آنذاك لم يعط الرفاعي فرصة التقاط الأنفاس، فمنذ إجراء العملية الجراحية لزرع رئيس جديد في الرابع، يوم 14 كانون الاول 2009 بدا أنّ الجسم يرفض العضو المزروع .. لكن اشتداد المضاعفات ظهرت بعد أن صرخ المحامي التونسي عبد الناصر العويني: "بن علي هرب بن علي هرب"، فنهضت ذيبان في السابع من كانون الثاني وكان ما كان.
شهدت حكومة الرفاعي منذ أيامها الأولى علاقات مضطربة مع القوى السياسية، لكنها لم تصمد أمام الحراك في المحافظات سوى أيام، فهل يصمد الطراونة.
بينما كانت مسيرات العاصمة والمحافظات تهاجم الطراونة، انشغل الكركيون مسقط رأس رئيس الورزاء بالهتاف: "يا زيد قول لابوك كل الاردن بكرهوك"، فهل هذا يعني ان الحراك الشبابي في الاردن لم يعد ينظر الى معادلات المحاصصة العشائرية بأنها حل؟.
هو سؤال لن ننتظر كثيراً لمعرفة جوابه.
يبدو أن الفعل الرسمي طاقة متجددة تمد الحراك بكل ما يلزم من أسباب: "الاعتقالات، وآخرها اعتقال الزميل جمال المحتسب الموقوف من قبل محكمة أمن الدولة العسكرية بتهمة مناهضة النظام، التعامل الخشن مع الحراك، صورية محاربة الفساد، الإصرار على رفع الاسعار، تحت بند التنظير باتخاذ قرارات اقتصادية غير شعبية، هذا المصطلح الذي يعني "رفع اسعار المشتقات النفطية ورفع أسعار الكهرباء، وبالتالي رفع معظم السلع الاساسية وغير الاساسية.
ما يجد المراقبون حيرة فيه هو السؤال التالي: ما الذي يمكن أن يتحدث به الطراونة الى الاردنيين وقد قال أسلافه كل شيء عن الاصلاح وضرورة التعجيل به، ومحاربة الفساد، وحتى عن الولاية العامة، التي غدت باباً للتندر على سابقه الخصاونة.
إن أشد ما سيستثير الشارع هو عودة الاسطوانة نفسها من الحكومة الجديدة بحديثها عن الاصلاح والتسريع من وتيرته.
بل إن الناشطين أنفسهم لن يرغبوا في تكرير مضامين شعاراتهم ،ببيانات يعبرون بها عن خيبات الأمل، ويؤكدون فيها على ضرورة وجود إصلاح حقيقي يتضمن محاربة الفساد والفاسدين، ووقف برنامج الخصخصة وبيع الممتلكات العامة وإعادة السلطة للشعب.
إذاً، ماذا سنسمع من شعارات رسمية في حقبة رئاسة فايز الطراونة؟ الأيام حبلى بالمفاجآت والصيف قادم وستذيب حرارته ثلجا مكث طويلا.
لكن، هل هذا يعني شيئا بالنسبة الى السيناريوهات المتوقعة لشكل الفريق الوزاري، تجارب استجابة صانع القرار لشارع الربيع العربي لا تبشر بخير، وهذا يعني أنّ المشهد المقبل هو مشهد تصعيدي.
كل ما سبق جديد.. لكن الجديد أيضا أنّ حساب الطراونة الشعبي منذ الدقيقة الاولى ظهر انه مكشوف.
اعتاد رؤساء الحكومات في المملكة على امتلاك حصة ايجابية في الشارع خلال يوم التكليف، وهذه الحصة تبقى عرضة للتتآكل يوما بعد يوم إلى أن يشعر صانع القرار في البلاد ان الحكومة باتت عبئا عليه فيقيلها أو أن تظهر معطيات جديدة للاقالة او الاستقالة، لا فرق.
الطراونة ليس من بين هؤلاء الرؤساء الذين يمتلكون في يومهم اليوم الأول خزانا معقولا من الشعبية.. إن حسابه مكسوف، والمناخ الشعبي العام اليوم يشبه إلى حد كبير المناخ الذي ظهر إبان الإعلان عن تكليف سمير الرفاعي بتشكيل الحكومة.
الشارع الاردني آنذاك لم يعط الرفاعي فرصة التقاط الأنفاس، فمنذ إجراء العملية الجراحية لزرع رئيس جديد في الرابع، يوم 14 كانون الاول 2009 بدا أنّ الجسم يرفض العضو المزروع .. لكن اشتداد المضاعفات ظهرت بعد أن صرخ المحامي التونسي عبد الناصر العويني: "بن علي هرب بن علي هرب"، فنهضت ذيبان في السابع من كانون الثاني وكان ما كان.
شهدت حكومة الرفاعي منذ أيامها الأولى علاقات مضطربة مع القوى السياسية، لكنها لم تصمد أمام الحراك في المحافظات سوى أيام، فهل يصمد الطراونة.
بينما كانت مسيرات العاصمة والمحافظات تهاجم الطراونة، انشغل الكركيون مسقط رأس رئيس الورزاء بالهتاف: "يا زيد قول لابوك كل الاردن بكرهوك"، فهل هذا يعني ان الحراك الشبابي في الاردن لم يعد ينظر الى معادلات المحاصصة العشائرية بأنها حل؟.
هو سؤال لن ننتظر كثيراً لمعرفة جوابه.
يبدو أن الفعل الرسمي طاقة متجددة تمد الحراك بكل ما يلزم من أسباب: "الاعتقالات، وآخرها اعتقال الزميل جمال المحتسب الموقوف من قبل محكمة أمن الدولة العسكرية بتهمة مناهضة النظام، التعامل الخشن مع الحراك، صورية محاربة الفساد، الإصرار على رفع الاسعار، تحت بند التنظير باتخاذ قرارات اقتصادية غير شعبية، هذا المصطلح الذي يعني "رفع اسعار المشتقات النفطية ورفع أسعار الكهرباء، وبالتالي رفع معظم السلع الاساسية وغير الاساسية.
ما يجد المراقبون حيرة فيه هو السؤال التالي: ما الذي يمكن أن يتحدث به الطراونة الى الاردنيين وقد قال أسلافه كل شيء عن الاصلاح وضرورة التعجيل به، ومحاربة الفساد، وحتى عن الولاية العامة، التي غدت باباً للتندر على سابقه الخصاونة.
إن أشد ما سيستثير الشارع هو عودة الاسطوانة نفسها من الحكومة الجديدة بحديثها عن الاصلاح والتسريع من وتيرته.
بل إن الناشطين أنفسهم لن يرغبوا في تكرير مضامين شعاراتهم ،ببيانات يعبرون بها عن خيبات الأمل، ويؤكدون فيها على ضرورة وجود إصلاح حقيقي يتضمن محاربة الفساد والفاسدين، ووقف برنامج الخصخصة وبيع الممتلكات العامة وإعادة السلطة للشعب.
إذاً، ماذا سنسمع من شعارات رسمية في حقبة رئاسة فايز الطراونة؟ الأيام حبلى بالمفاجآت والصيف قادم وستذيب حرارته ثلجا مكث طويلا.