شاورما وسيلفي.. وذكريات كثيرة ترحل مع الصديقين
جو 24 :
معا- طفلان صديقان، حياتهما ارتبطت أكثر بفعل الجيرة والمكان، أمير النمرة ولؤي كحيل، كانت ساحة الكتيبة ملعبهما المفضل لكنها في النهاية شهدت مصرعهما، في مشهد يذكرنا بصورة السيلفي التي عكست قرب قلبيهما وجسديهما من بعضهما.
صراخ وعويل وقلوب يفطرها الألم، هو المشهد الذي سيطر على لحظات الوداع الاخيرة للصديقين الراحلين، ربما هو فراق مؤقت للوداع في منزليهما غير المتباعدين كثيرا، ولكن اللقاء سرعان ما سيتجدد كما اعتادا في حياتهما، لكن هذه المرة لقاء لن يفترقا بعده أبدا.
أم الشهيد أمير النمرة، التي "حَرق قلَبها" حبيبُها، وهي تودعه وتلهج بكلمات "مع السّلامة يا حبيبي"، "حرق قلبي حبيبي"، تستذكر آخر لحظاتها مع حبيبها الصغير، عندما جاءها طالبا منها 10 شواقل لشراء الشاورما داعيا شقيقه للذهاب معه لكنه رفض، وسرعان ما توجه امير مع لؤي لشراء الشاورما، التي كانت آخر وجبة لهما، قبل أن تسقط قربهما الصواريخ المحملة بالموت.
"مهجة قلبي أمير، والله بيسوى مليون واحد" هكذا وصف والد أمير نجله الذي وعده بإقامة حفل لعيد ميلاده الشهر المقبل، مؤكدا ان أمير كان يتناول وجبة الغداء برفقة صديقه المفضل كما اعتاد أن يفعل دائما.
ساحة الكتيبة يقبل عليها المواطنون لقضاء الوقت وللقاء بعضهم البعض، ويطلق عليهامنتزه (الفقراء) تعرضت أمس لقصف من الطائرات الإسرائيلية اوقع شهيدين هماامير النمرة (15 عاما) ولؤي كحيل (16 عاما) وإصابة 15 مواطنا آخرين بجروح مختلفة.
من هذه الساحةأسدل الستار على حياة الشهيد أمير النمرة الذي كان مقررا أن يحتفل يعيد ميلاده السادس عشر الشهر المقبل، حياة كانت مليئة بالحيوية والنشاط والحب والأمل، فأمير يساعد والده في عمله في مدرسة لتعليم قيادة السيارات، وكان عاشقا للرياضة بأنواعها.
أما لؤي الذي يقطن بجوار أمير في ذات الحي، فقد عرف عنه أيضا حبه للرياضة وخاصة كرة القدم، فقد كان أحد ناشئي مدرسة الكرة بنادي غزة الرياضي، وقد تدرج بجميع المراحل العمرية وكان مثالاً للرياضي المجتهد والخلوق مع زملائه اللاعبين ومدربيه بالنادي.
الصديقان اللذان استهواهما جمال المدينة رغم ظروفها المؤلمة، لم يكونا يعلمان بأنهما سيلتقطان آخر صور لهما من أعلى مبنى المكتبة الوطنية غرب مدينة غزة، حيث اعتادا اللعب معا في تلك المنطقة.
لم يكن الطفلان أمير ولؤي يشكلان تهديدا على دولة الاحتلال ولم يكونا في المنطقة الأمنية العازلة، ولم يحملا صواريخ، ولا أسلحة، ولكنهما كانا يبحثان عن المتعة والترفيه في واحدة من أكثر المناطق أمنا في قطاع غزة.
رحل لؤي وأمير قبل أن يحتفلا بعيد ميلاد الأخير الشهر المقبل لتبقى دماؤهما شاهدة على جريمة بشعة لا يمكن تبريرها أبدا.