الحزب الشيوعي ينتقد انحياز البرلمان لسياسة رفع الأسعار
أكد الحزب الشيوعي الأردني ان انحياز غالبية اعضاء مجلس النواب لصالح تسمية د. عبدالله السنور رئيسا للحكومة يعتبر قبولا من النواب للنهج الذي مارسه النسور في حكومته السابقة.
وجاء في بيان اصدره الحزب ان تكليف النسور سيتبعه موجة من رفع الاسعار، معتبرا ان الحكومة لن تكون وحدها مسؤولة عما ستؤول اليه الاوضاع بالمملكة بل سيكون مجلس النواب مسؤولا ايضا:
وتاليا نص البيان:
في اجتماعه الدوري تدارس المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني الاوضاع العامة السائدة في البلاد وخلص الى ما يلي :-
1- يرى المكتب السياسي أن انحياز غالبية أعضاء المجلس النيابي لصالح تسمية الدكتور عبد الله النسور رئيساً لأول حكومة توصف بـ "البرلمانية" يعد تزكية من قبل مجلس النواب للنهج الذي تمسكت به الحكومة المنتهية ولايتها لا سيما في المجال الاقتصادي، وخاصة في القاء عبء الأزمة المستفحلة التي تعاني منها المالية العامة على كاهل الشرائح الاجتماعية الكادحة والمتوسطة، وهو الأمر الذي رفضته وادانته غالبية ساحقة من جماهير الشعب الاردني وأحزابه السياسية المختلفة.
تكليف الدكتور النسور بتشكيل الوزارات القادمة يعني ان الشعب الاردني سيواجه في الاسابيع القليلة موجة جديدة من رفع الاسعار، بما في ذلك رفع اسعار الكهرباء والمياه، وهو ما سيدخل البلاد في طور جديد من المواجهة بين حكومة مصرة بعناد على التمسك بنهج ثبت فشله ...نهج الارتهان لصندوق النقد الدولي، والاذعان لشروطه واملاءاته، وبين غالبية شعبية باتت غير قادرة وغير مستعدة لتحمل تبعات هذا النهج الذي اغرقها في وحول الفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة والعجز عن مجاراة الارتفاعات المتلاحقة في أسعار السلع والخدمات، بما فيها الاساسية والضرورية.
وحينها لن تكون الحكومة فقط مسئولة عما سيجري، بل ان المسؤولية ستطارد أيضاً مجلس النواب عن خياراته الخاطئة، وعن اخفاقه في ارساء علاقة ندية متكافئة مع السلطة التنفيذية ترفض أي تدخل حكومي في صلاحياته وخياراته.
وإذا ما توخينا الدقة فان المسئولية الرئيسة تقع أيضاً على عاتق القوى المحافظة المتنفذة في النظام التي اصرت على تكبيل الحياة السياسية والبرلمانية بقيود نظام انتخابي يستند الى الصوت الواحد المجزوء، الذي تمخض التمسك به عن مجلس نيابي غير مؤهل وغير جدير بأن يضطلع بمهمة تشكيل "حكومات برلمانية" نظراً لأن غالبية النواب تم انتخابهم لاعتبارات تفتقر للبعد السياسي البرامجي، وبالتالي فان المشاورات التي تمت، واستغرقت زمناً ً قياسياً تخللته مناورات سياسية توخت تحقيق مصالح ومنافع شخصية او كتلوية، وتشكل كتل شهدت تواتر الانسحابات والانهيارات واعادة الاصطفاف، جرت في ظل غياب كامل للشفافية. وتغييب الشعب الاردني عن معرفة ما يصنعه نوابه بإسمه ونيابة عنه.
2-لاحظ المكتب السياسي غياب أي تعليق رسمي على ما نشرته عدد من الصحف الغربية حول وجود معسكرات لتدريب عناصر من المعارضة السورية المسلحة تحت اشراف خبراء من عسكريين امريكيين وبريطانيين، وعن مشاركة طائرات أردنية في نقل معدات عسكرية من كرواتيا الى مجموعات التمرد المسلح في سوريا عبر الاراضي الاردنية.
التكتم الرسمي على هذه المعلومات يرخي ظلالاً من الشك على مصداقية الموقف الرسمي الاردني الذي عبرت تصريحات العديد من المسؤولين عنه بالقول ان للأردن "دور سياسي" فقط، أي أن هؤلاء المسئولين لا يقرون بوجود دور عسكري للأردن فيما يجري في سوريا!!
في هذا الصدد يؤكد المكتب السياسي مجدداً، انه لا يرى أي مصلحة للأردن في تأجيج المواجهة المسلحة الجارية في سوريا، وعلى الحكومة أن تنأى بنفسها عن الاصطفاف مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وبعض الاطراف العربية والاقليمية ومجاراتها في تقسيم المجموعات المسلحة الى مجموعات "متطرفة" واخرى "معتدلة" والامتناع عن الانخراط في مساعيها لدعم وتدريب وتسليح مجموعات مرتبطة بها، وخاضعة لنفوذها، ومستعدة لتنفيذ مخططاتها واطماعها في سوريا والمنطقة عموماً، وان لا يدفعها الاحساس بالمخاطر المتوقعة الناجمة عن ازدياد نفوذ وثقل المجموعات المسلحة المتطرفة "كجبهة النصرة" في سوريا، الاذعان لمطالب واشنطن التي تستشعر ذات الاخطار من ذات الجهات ومشاطرتها خطط دعم مجموعات مسلحة لواشنطن مصلحة في دعمها بصرف النظر عن مصالح الشعب الاردني الحقيقية التي تكمن في ضرورة بذل جهود حقيقية ومخلصة تشاهم في ايجاد حل للأزمة السورية المستعصية عن طريق الحوار بين كافة الاطراف.
الحكومة الاردنية مدعوة الى تبديد القلق الذي يساور جميع الحريصين على استقلال الاردن وأمنه وعدم تدخله في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة بأن تصدر رداً رسمياً على ما نشرته الصحافة الغربية.
3- أقر المكتب السياسي احياء ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيل الزعيم الثوري الفنزويلي هوغو تشافيز بما يليق بهذه الشخصية البارزة في الحركة الثورية العالمية.
عمان في 11/3/2013
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي الاردني