لماذا يلجأ الرئيس واعضاء فريقه الوزاري إلى وسائل التواصل الاجتماعي؟
جو 24 :
عبدالرحمن ملكاوي - لعلّ واحدة من أكثر الملاحظات التي لمسها الأردنيون منذ تكليف الدكتور عمر الرزاز برئاسة الحكومة هو النشاط غير الاعتيادي لأعضاء الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي واطلاق التصريحات عبر تلك المنصّات، بالرغم من المساحة المميزة التي تحظى بها الحكومة في وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية.
بعض أعضاء الفريق الوزاري انشأوا صفحات لهم عبر منصات التواصل الاجتماعي -وخاصة تويتر- وآخرون كانوا قد هجروا حساباتهم عادوا إليها، فيما استمرّ قلة بنشاطهم السابق غير مبالين بحساسية الموقع الجديد وامكانية ما قد ترتّبه عليهم وعلى الحكومة والأردن أي تغريدة أو اعادة تغريد.
لجوء الرئيس وأعضاء حكومته لوسائل التواصل الاجتماعي وابتعادهم في بعض الأحيان عن الأطر التقليدية في ايصال المعلومة، والتي تضمن تجذيبها ووضعها في سياقها الصحيح وخلفياتها الدقيقة، عاد في بعض المرات عكسيا على الحكومة كلّها، وربما ذلك عائد لقلة الخبرة في العمل السياسي أو الاساءة في استخدام بعض المصطلحات أحيانا..
لا نعلم إذا كان الرئيس لا يثق بأجهزة الاعلام التابعة له، أم أنه يرتجل بهذه الطريقة للتأكيد على حجم ثقته بنفسه وادائه، إلى جانب الحصول على التغذية الراجعة بشكل مباشر من المواطنين، ولا نعلم لماذا لا يُمرر تصريحاته لوزيرة الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة من أجل العمل على نشرها بأفضل صورة، لكن الأكيد أن الاعلام الرسمي من شأنه ايصال الرسالة بشكل أكثر تهذيب من تلك التي دفعت العديد من النواب لتقديم نصيحة للرئيس بأن "يمنع وزراءه عن التصريح".
الشراري: متطلبات المرحلة
وحول ذلك، قال المحامي المختص في مجال الاعلام الالكتروني، عبدالرحمن الشراري، إن الرئيس قد يكون اضطر لهذه الطريقة نظرا لتكليفه في فترة حرجه وعلى وقع احتجاجات شعبية تستوجب التواصل والتفاعل مع المواطنين بشكل مستمر.
وأضاف الشراري لـ الاردن24 إن احتمالا آخر قد يكون دفع الرزاز وحكومته لهذه الطريقة، وهي حاجتها للوصول إلى الناس بشكل سلس "وأعتقد أنه نجح في ذلك، حيث أوجد له مساحة لا بأس بها أمام الرأي العام للتعبير عن رأيه".
وأشار الشراري إلى احتمالية أن يكون الرزاز قفز عن الاعلام التقليدي تفاديا للوقوع في حرج الأسئلة التي قد تُوجّه له على الملأ، ولذلك كانت وسائل التواصل الاجتماعي هي الاقرب لما يريد ايصاله.
صبح: امتداد لظاهرة عالمية
ومن جانبها، رأت الاعلامية والناشطة الفاعلة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عروب صبح، إن توجّه حكومة الرزاز إلى وسائل التواصل الاجتماعي -مع عدم الاستغناء عن الاعلام التقليدي- هو امتداد للجوء مسؤولي العالم كلّه إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت صبح إن مواقع التواصل الاجتماعي تتيح فرصة أكبر للحوار بين الشعب والحكومة، مع التأكيد على ضرورة أن يكون المسؤول قادرا على ادراك قيمة وأثر الكلمات التي يكتبها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وإذا ما كان توقيت اطلاق التصريحات ملائما.
وأشارت إلى أن الحكومة توجهت إلى وسائل التواصل الاجتماعي بهدف التفاعل مع الناس بشكل مباشر.
وحول امكانية اثارة التصريحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجدل، قالت صبح إن نوعية تلك التصريحات مثيرة سواء أكانت على شكل تغريدات أو عبر لقاءات متلفزة.
وأكدت صبح على ضرورة أن لا ينبري الوزير للتصريح قبل ادراك مسؤوليات الوزارة ودراسة مختلف الملفات بشكل حصيف، لافتة إلى أنها لا تؤيد أن يُطلق بعض الوزراء الجدد التصريح في هذه المرحلة الحساسة "خاصة وأن بعضهم ربما لم يطّلع على كلّ الملفات".
وأشارت إلى أن المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي يمتلكون جرأة أكثر من بعض العاملين في الاعلام الرسمي وشبه الرسمي، ويمكنهم احراج المسؤول في بعض الملفات.