بيان أوزيل يسقطه في فخ جديد
جو 24 :
هاجم النجم الألماني التركي مسعود أوزيل بحذر اتحاد الكرة الألماني ولكن وسائل الإعلام الألمانية أبقت التركيز على شخصه، في الوقت الذي يأمل فيه اتحاد الكرة أن يفلت من العاصفة بعدما نفى اتهامات العنصرية التي وجهها أوزيل.
النقاش حول اعتزال أوزيل اللعب في المنتخب الألماني بعد صورته المثيرة للجدل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتسع ليصبح مسار الحديث عن عملية اندماج الأتراك بشكل عام في ألمانيا.
رينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم تم اتهامه بشكل صريح بالعنصرية من قبل أوزيل أمس الأول الأحد، لكنه دافع عن نفسه وأكد أمس الإثنين أن اتحاد الكرة " قد شارك بشكل كبير في عملية الاندماج في ألمانيا لسنوات عديدة".
إذا كان أوزيل يأمل أن يكون بيانه الغاضب ضد اتحاد الكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيزيح الأنظار عنه ويوجهها إلى ما يعتبره إساءة الاتحاد الألماني لشخصه منذ نشر صورته مع أردوغان، فإن رد فعل الإعلام الألماني لم ينصفه.
بيان أوزيل الذي طال انتظاره والذي جاء بعد أسابيع من صورته مع أردوغان وخروج ألمانيا بطلة العالم من دور المجموعات في مونديال روسيا، زاد من غضب الإعلام الألماني تجاه لاعب وسط آرسنال، بدلا من انقلابه على جريندل.
ونشر أوزيل البيان باللغة الإنجليزية عبر شبكة تويتر للتواصل الاجتماعي، وبصيغة تحول دون اقتباسه في المؤسسات الإعلامية.
وجاءت التغريدة الثانية لنجم آرسنال كهجوم ضد الإعلام الألماني.
شن أوزيل هجوما على بعض الصحف الألمانية لاستخدام تلك القضية "كدعاية استغلها اليمين المتطرف لتعزيز قضيتهم السياسية.
وكان أوزيل يقصد على نحو شبه مؤكد صحيفة "بيلد" واسعة الانتشار والتي وجهت نقد لاذع للاعب البالغ من العمر 29 عاما.
واستمرت الانتقادات اليوم الثلاثاء، حيث تجاهلت صحيفة بيلد بشكل ملحوظ الحديث عن جريندل، واكترثت بشكل أكبر لمعرفة ما إذا كان أوزيل قد كتب البيان بنفسه، وعن الدور الذي لعبته صديقته وممثليه في هذه القضية الشائكة.
وذكرت "بيلد" أيضا أن مدرب المنتخب الوطني يواكيم لوف الذي نال إشادة أوزيل، فوجئ باعتزال النجم الدولي، وهي الخطوة التي رفعت الحرج عن لوف واتحاد الكرة خلال عملية اختيار قائمة المنتخب الألماني خلال الاستحقاقات القادمة.
كما أغضب اوزيل وسائل الإعلام الألمانية نظرا لأن بيانه جاء في وقت متأخر من مساء الأحد، وهو ما يعني أن أغلب الصحف الألمانية قد أرسلت نسختها اليومية بالفعل إلى المطبعة.
ردود الفعل في تركيا جاءت مختلفة تماما، حيث أشارت صحيفة "الصباح" التركية إلى أن "أوزيل سجل أفضل هدف ضد العنصرية".
إلكاي جوندوجان اللاعب الألماني صاحب الأصول التركية والذي ظهر مع أوزيل في صورته مع أردوغان في أيار/مايو الماضي لم يتعرض لنفس المصير، حيث نشر بيانا في نفس اليوم الذي انتشرت فيه الصورة الفوتوغرافية.
وقال جوندوجان أنه لم يقصد أن يصدر بيانا سياسيا عبر تلك الصورة، حيث أن تركيا كانت تستعد في ذلك الوقت لإجراء الانتخابات الرئاسية.
ورغم أن جوندوجان تورط في واقعة قد تكون من وجهة نظر الجماهير الألمانية أكثر إساءة مما فعله أوزيل، حيث منح أردوغان قميصه وكتب عليه بخط يده "إلى رئيسي الموقر" لكنه نجا من موجة الغضب التي انتابت وسائل الإعلام ، ربما لأن الدور الذي يقوم به مع الماكينات الألماني أقل تأثير من الدور الذي لعبه أوزيل خلال المشاركة المحبطة في المونديال.
جوندوجان فعل كل ما بوسعه لتجاوز الأجواء الشائكة، على عكس أوزيل الذي يتم اتهامه دائما بأنه لاعب كسول.
ورغم مطالبة حزب الخضر الألماني والمجلس الأعلى للمسلمين باستقالة جريندل لكن صاحب المنصب الأعلى في اتحاد الكرة الألماني يبدو أنه في أمان حاليا.
(DPA )