هذا مصير الناشطة السويدية التي أَجبرت طائرة على إلغاء رحلتها لإيقاف ترحيل طالب من بلادها
قالت الطالبة الناشطة، التي منعت طائرة من الإقلاع لإيقاف ترحيل رجل أفغاني، إنها تريد إيقاف جميع عمليات الترحيل القانونية إلى ذلك البلد.
في النهاية، أنزلت إريسون والرجل الأفغاني والحرس الموكلون بمرافقته من الطائرة.
إلا أن إريسون كشفت أن الرجل الذي كانت تحاول إنقاذه لم يكن على متن الطائرة، وبدلاً منه كان هناك رجل يبلغ من العمر 50 عاماً، يجري ترحيله.
تعتقد الطالبة التي تعمل مع اللاجئين، أن الرجل الذي حاولت إبقاءه في السويد أُعيد إلى بلده الذي مزَّقته الحروب.
لكن عائلته لم تصلها أنباء عن مكان وجوده.
وقالت في رسالة نصية في اليوم التالي: «هذه هي الطريقة التي يجري بها الترحيل في السويد. الأشخاص المرحلَّون لا يعلمون شيئاً، وليس مسموحاً لهم بالتواصل مع المحامين أو مع عائلاتهم».
وأضافت قائلة: «هدفي النهائي هو إيقاف كل عمليات الترحيل إلى أفغانستان».
ماذا سيحصل للطالبة الآن؟
السلطات السويدية صرَّحت بأن قرار ترحيل الرجل الأفغاني ما زال سارياً، لكنها لم تحدد الموعد بعد.
وتقول إن الناشطة قد تواجه حكماً بالسجن لستة أشهر، لرفضها الانصياع لأوامر الشرطة.
لكن في نهاية مقطع الفيديو انضمَّ بعضُ الركاب للناشطة، وصفَّق العديد منهم حين اقتيد الرجل خارج الطائرة.
ماذا فعلت إريسون؟
واشترت إلين إريسون التي تبلغ من العمر 22 عاماً، تذكرة من جوتنبرغ إلى إسطنبول لإيقاف ترحيل رجل من السويد، عن طريق إثارة الضجة في الطائرة.
بثَّت إلين احتجاجها مباشرة على فيسبوك، حيث رفضت الجلوس في مقعدها، يوم الثلاثاء 24 يوليو/تموز 2018، وصوَّرت الركاب الناقمين وطاقم الطائرة وهم يأمرونها بالجلوس في مقعدها، وفق ما ذكرت صحيفةDaily Mail.
وكانت خطتها في الأصل، تقضي بإيقاف ترحيل الرجل على الطائرة التي تمكنت من حجز مقعد فيها، قبل أن ينقل إلى طائرة أخرى تطير به إلى كابل.
مقطع الفيديو الذي شاهده ملايين الأشخاص، ويُظهر طاقم الطائرة والركاب الآخرين وهم يطلبون منها الجلوس، حيث تصرُّ هي على أنها ستجلس ما إن يُطلق سراح الرجل.
في لحظة ما يحاول أحد الركاب الغاضبين الاستحواذ على هاتفها، لكنها تسأله: «ما الأهم، حياة رجل أم وقتك».
وتكمل قائلة: «كل ما أريده هو إيقاف الترحيل، وسأنصاع للقواعد هنا».
«هذا أمر قانوني تماماً، وأنا لم أرتكب أي جريمة».
في النهاية اقتيد الرجل البالغ من العمر 50 عاماً، الذي لم يكن الهدفَ الأصلي الذي سعت الفتاة لإيقاف ترحيله، خارج الطائرة، وتوقفت عملية الترحيل.
وأكدت شركة الخطوط الجوية السويدية Swedavia، التي تشغِّل مطار لاندفيتر الذي شهد الحادثة، على أن طالب اللجوء الأفغاني وثلاثة مرافقيين أمنيين وإلين إرسون غادروا جميعاً الطائرة.
وفي العام 2015 سافر 163 ألف لاجئ أفغاني إلى السويد طلباً للجوء، 63 ألفاً منهم مسجلون باعتبارهم قاصرين من دون مرافقين.
وقالت إريسون، المتدربة في مجال العمل الاجتماعي والمتطوعة لمساعدة اللاجئين، إنها لم تحتمل فكرة إعادة شخص آخر «ليلقى حتفه».
وقالت لصحيفة The Guardian: «لا يحصل الناس هناك على أي ضمان بالأمان، لا يعلمون إذا كانوا سيعيشون يوماً آخر».
وأضافت: «أثناء عملي ومقابلتي لأناس قادمين من أفغانستان استمعت لقصصهم. ونما لدي اعتقاد بأنه لا يجب ترحيل أحد إلى أفغانستان؛ لأن ذلك البلد ليس آمناً».
وأردفت إريسون: «أعتقد أن بإمكاننا معاملة اللاجئين بطريقة أفضل مما نفعل الآن، خصوصاً في بلد غني مثل السويد».
وفي نهاية المطاف، وقف ركاب الطائرة في صفّها، وانتابت الآنسة إريسون عواطف جياشة.
في البداية، وقف رجلٌ خلفها وقال إنه يدعمها، ثم انضمَّ إليهما فريق كامل لكرة القدم، كان يجلس أعضاؤه في مؤخرة الطائرة، وفعلوا نفس الشيء.
وقالت: «شعرت بشعور جيد، عندما بدأ رجل تركي بالحديث معي، وحرص على أن أعرف أني لست وحدي».
ووصفها بعض رواد موقع تويتر بـ «البطلة».
وغرَّد أحد الأشخاص قائلاً: «شكراً لكِ على موقفك، وعلى شجاعتك، وتعاطفك، والأمل الذي تحملينه».
وتُسلِّط مظاهرة إريسون الضوءَ على المعارضة المحلية للخط المتشدد الذي تنتهجه الحكومة السويدية في مسألة اللجوء.
ومع تزايد شعبية حزب الديمقراطيين السويدي، اليميني المتشدد، والمعارض للهجرة واللجوء في استطلاعات الرأي الحالية، شعرت الحكومة بأن عليها أن تتخذ موقفاً أقوى تجاه هذه القضايا، قبل انتخابات سبتمبر/أيلول المقبلة.
وفي يناير/كانون الثاني، تعرَّضت كابل لهجوم إرهابي شنَّته طالبان، أودى بحياة 100 شخص، وأصاب 235 آخرين بجروح.
وفي ذلك الوقت، علَّقت السلطات السويدية عمليات الترحيل إلى أفغانستان مؤقتاً، لكنها استأنفتها لاحقاً، وتعتبر الحكومة أفغانستان بمثابة بلد آمن لإعادة طالبي اللجوء الذين لم تُقبل طلباتهم.
وتفرض السويد شروطاً أكثر صرامة لقبول اللاجئين، وهو ما أدى إلى تناقص أعداد طلبات اللجوء.
وإريسون واحدة من سويديين كثر، يشعرون بأن النهج الذي اتَّبعته حكومتهم قاس للغاية.
قالت: «أحاول تغيير قوانين بلادي، فأنا لا أحبها. ليس من الصواب إرسال الناس للجحيم».