مي سكاف.. اللحظات الأخيرة والاتصال مع ابنة خالتها
جو 24 :
كشفت الكاتبة والروائية السورية #ديمة_ونوس ابنة خالة الفنانة السورية الراحلة #مي_سكاف، تفاصيل اللحظات الأخيرة للفنانة، وآخر اتصال هاتفي بينهما.
وقالت ونوس في حديث مع "العربية.نت" إن الفنانة الراحلة كانت محبطة بشكل كبير طيلة الأشهر الأربعة الماضية بسبب الأحداث في سوريا، والاحتلال الإيراني الروسي لبلادها، واستمرار نزيف الدم السوري، وتزايد عدد الضحايا الذين يموتون يوميا على يد ميليشيات الأسد وحزب الله وروسيا وإيران.
وأضافت أن الإحباط تمكن منها وأصابها بعزلة وانطواء وصمت، وكانت تشعر أن سوريا لن تقوم لها قائمة، وسيظل السوريون يدفعون ثمن ذلك نفيا وتشريدا وقمعا وقتلا وسفكا لدمائهم، وتهجيرا ونزوحا، ولذلك عكفت كثيرا في منزلها في فرنسا، وقللت من مشاركاتها الاجتماعية، وأدى ذلك إلى تدهور حالتها الصحية.
وكشفت ابنة خالة الفنانة الراحلة أن سكاف تلقت عبر وسائل التواصل، ووسائل وقنوات أخرى، رسائل تهديد واضحة من شبيحة بشار الأسد والموالين له، بسبب موقفها الداعم للثورة السورية، وكان الموالون للنظام يرسلون لها رسائل وقحة تعبر عن سلوكهم المريض، وهو ما أثر عليها نفسيا وجعلها تشعر بالحزن الشديد والإحباط، الأمر الذي دفعها للعزلة.
ديمة ونوس
وقالت إن آخر اتصال هاتفي جرى بينها وبين مي كان قبل وفاتها بـ 24 ساعة، وتحدثت فيه مي بصوت حزين ومقهور، متسائلة عن مصير سوريا قائلة: إلى أين نحن ذاهبون؟ وهل سنعود يوما لسوريا؟ مضيفة أن الاتصال الذي استمر لدقائق كان مملوءا بالقهر والغضب والكبت الشديد مما يجري في الوطن.
وذكرت ديمة ونوس أنها خشيت على سكاف عقب هذه المكالمة، ولذلك تواصلت مع ابنها المقيم معها في باريس، وطالبته بطمأنتها باستمرار على والدته، مشيرة إلى أنها تلقت في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي اتصالا هاتفيا من نجل مي يخبرها بوفاة والدته.
وذكرت أن الابن أخبرها أنه عاد للمنزل في ساعة متأخرة من الليل، فوجد أمه متوفاة، وعلى الفور أبلغ الشرطة التي وصلت للمنزل، وطالبت بتشريح جثة والدته لبيان سبب الوفاة، خاصة أن الفنانة الراحلة شخصية معروفة، ولها وزنها الاجتماعي في سوريا، ومعروفة أنها من أشد الداعمين للثورة السورية والمعارضين لنظام الأسد.
وأوضحت أن التحقيقات مازالت مستمرة لبيان ومعرفة سبب الوفاة، لكنها ترجح أن يكون السبب إصابتها بسكتة دماغية قاتلة، خاصة أن مي في آخر اتصال هاتفي معها كانت في حالة شديدة الإحباط والحزن مما يجري في سوريا، مضيفة أنه ليس أكثر صعوبة وإيلاما على النفس إلا من ظلم السوريين للسوريين.
وقالت ونوس إن عددا كبيرا من الفنانين السوريين تواصلوا مع الأسرة وقدموا لها واجب العزاء، مثل الفنان فارس الحلو والفنان جمال سليمان والفنانة أصالة نصري، كما تواصل معنا بعض الفنانين الأصدقاء سواء المقيمين في سوريا أو خارجها.
وأشارت إلى أن سكاف كانت فنانة محبة للحياة ومتفائلة، ولا يمكن أن تفكر كما تردد بالانتحار، مؤكدة أن سكاف كانت شديدة الحب لوطنها، ولم يحتمل قلبها وعقلها ما يجري لبلدها، ورحلت شهيدة حب الوطن.العربية