تجربتي في التوقف عن تناوُل السكر.. ماذا استفدت وكيف تأثرت صحتي وجمالي؟
قبل ستة أشهر قررت أنا وزوجي التوقف التام عن تناول السكر، وعن تناول كل المنتجات المحتوية على السكر حتى ولو بكميات ضئيلة. الأسباب التي دفعتنا لاتخاذ هذه الخطوة الهائلة هي أسباب صحية، وأسباب تتعلق بالجمال، خاصة بالنسبة لي.
السكر يرفع نسبة الغلوكوز بالدم بسرعة ويخفضه بسرعة، مما يؤدي إلى الالتهابات التي تؤدي إلى الشيخوخة وأعراضه وأمراضه كالسكري. وهو من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التجاعيد وترهّل البشرة؛ حيث إن السكر المرتفع في الدم يرتبط مع بروتينات في الجسم لتكوين جزيئات تعمل على إلحاق الضرر بالكولاجين والإيلاستين، المسؤولَين عن شد وتماسك ومرونة البشرة، مما يؤدي إلى تكوّن التجاعيد والترهلات، وكان هذا السبب الذي دفعني شخصياً لاتخاذ هذا القرار.
أمور تعلمتها من تجربتي ومتابعتي للموضوع:
1-اقتنعت أن تناول السكر بشكل يومي وبكميات كبيرة إنما هو عادة اجتماعية سيئة تتناقلها الأجيال بشكل لا واعٍ وليس حاجة أساسية للجسم.
2-السكر يسبب الإدمان، فإدمان السكر ينبغي أن يتم التعامل معه كإدمان المخدرات حسب دراسة حديثة تمت في جامعة كوينزلاند الأسترالية، فإن دواء يستخدم لعلاج إدمان النيكوتين بالإمكان استخدامه لعلاج إدمان السكر أيضاً، فالإدمان هو السبب الذي يمنع الأشخاص من التفكير بالاستغناء عنه.
3-الاستغناء عن السكر ليس صعباً، كما يعتقد الجميع، أو على الأقل كما كنت أعتقد، لاحقاً سأذكر عوامل ساعدتنا في تسهيل المهمة.
4-كنت أعتقد أن الاستغناء عن السكر هو استغناء عن متعة من مُتع الحياة؛ حيث لا يوجد بديل له، كنت مُخطِئة.
5-عندما تستغني عن الطعام السيئ تزيد من تناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن مما يؤثر إيجاباً على الصحة.
6-عندما تتخلص من إدمان السكر، تصبح تجربة تناول الحلوى شيئاً ممتعاً أكثر من تناولها باستمرار وبدافع الإدمان.
7-وجود شريك في تحقيق الهدف يسهّل القيام بالعملية بشكل مضاعف على الأقل، فقد حاولت القيام بذلك لوحدي عدة مرات، ولم أنجح بالاستمرار، إلا عندما انضم إليَّ زوجي في القرار ونجحنا من أول محاولة.
الآن وبعد مرور ستة أشهر على هذا القرار ما زلنا مستمرين وننوي أن نستمر به طوال العمر (مع بعض الاستثناءات) وأعتبره من أهم الخطوات التي اتخذتها للحفاظ على صحتي، وبصراحة أنا فخورة جداً بهذا الإنجاز.
أثر الاستغناء عن السكر على صحتي وجمالي:
1-خسارة بطيئة وتدريجية في الوزن وهذا يعد أفضل من الخسارة الكبيرة والسريعة؛ لأنه ثابت، ومن الصعب أن تعاودي اكتساب تلك الكيلوغرامات. فقد خسرت حوالي 5 كيلوغرامات في هذه الفترة وخسر زوجي 7.
2-لاحظت أن بشرتي أصبحت أنقى وتوحّد لونها.
3-لاحظت أن البياض في عينيّ ازداد، لكني لم أكن متأكدة بأنني لا أتوهم ذلك، وتأكدت من ملاحظتي عندما قرأت نفس النتيجة عند شخص آخر خاض نفس التجربة.
4-بما أنني لست مدمنة على السكر الآن فقد تحررت من أي تحكّم من قِبل الطعام بشكل عام، فمهما كان شكل الطعام ورائحته مغرية فإنني أستطيع وبكل سهولة رفضه إذا وجدت أن هذا الطعام ليس نافعاً لجسمي.
5-أستمتع بشكل لم أجربه من قبل بالطعام الطبيعي ونكهاته التي لم أكن أستسيغها أو حتى أختبرها من قبل، فالطعم الحلو للسكر كان يطغى على كل طعم آخر.
6-تذوقت السكر بكمية كبيرة ولم أستسِغه، فبعد مُضي خمسة أشهر على امتناعي عن السكر قررت شرب فنجان من الشاي بالليمون مع إضافة ثلاث ملاعق من السكر، والذي كنت أتناوله تقريباً كل يوم (بالليمون شتاء وبالنعناع صيفاً)، لم أستطِع إنهاء الفنجان فللسكر طعم ثقيل على لساني وحلاوة حارقة لم أستمتع بها.
إذا أحببتِ أن تتوقفي عن تناول السكر سوف أذكر تالياً نصائح تساعدك وتسهل عليك المهمة حتى تنجحي:
1-من البديهي أن البداية هي الأصعب؛ لذلك يجب عليكِ أن توفري البدائل الصحية في بيئتك قبل المباشرة بالاستغناء عن السكر. اشتري التين والعنب المجففين والتمر والعسل والفواكه واملئِي بها رفوف مطبخك ومكان عملك، ومن الضروري أن تحتوي حقيبتك على هذه الأطعمة لتكون قربك حيثما ذهبتِ.
2-في البداية تستطيعين تناوُل ما شئتِ من هذه الأطعمة الصحية، وبالكميات التي تشتهينها لكن لاحقاً مع مرور الوقت تستطيعين وبسهولة تقليل الكميات، إذا أردتِ.
3-أخبري أصدقاءك وأقرباءك وزملاءك في العمل بقرارك حتى يقوموا بدعمك ويمتنعوا عن تقديم الحلويات لك.
4-إذا كنتِ من عشاق الشوكولاتة تستطيعين شراء شوكولاتة تحتوي على الستيفيا، وهو مستخلص من نبتة تنمو في جنوب إفريقيا معروفة بطعمها الحلو الذي لا يرفع نسبة الغلوكوز في الدم كمُحلّ طبيعي بديل عن السكر، ويباع أيضاً على شكل بودرة تستطيعين إضافته إلى الأطعمة والمشروبات.
5-إذا كنتِ من عشاق الشاي أو القهوة فبإمكانك تجربة عدة بدائل طبيعية، منها العسل، دبس التمر، الستيفيا، أنا شخصياً من عشاق الشاي، جربت الستيفيا مع الشاي ولم أحبه، لكني أحببت الشاي بالعسل.
6-إذا كنتِ من عشاق الحلويات بشكل عام أنصحك بصنعها في المنزل بمواد صحية مستبدلة السكر بالعسل؛ حيث سأذكر في تدوينة جديدة وصفات لحلويات صحية جربتها وأحببتها، ومنها كرات الطاقة السريعة.
7-إذا أحسستِ أنك ستفقدين السيطرة وأنك اشتهيتِ حلوى معينة أو كنافة قدموها لكِ، قومي بأخذ قضمة واحدة فقط أو قطعة صغيرة، فهذا لن يضر إذا قمتِ به أحياناً أو في المناسبات (حتى ما تضل بنفسك).
بعد فترة ستلاحظين أنك أصبحتِ تشتهين الفواكة بأشكالها أكثر من اشتهائك للحلويات، وسوف تبدأين بعدم استساغة الحلويات الكثيرة السكر، وهذا دليل على أنك في الطريق الصحيح للصحة والجمال. الرائع بالموضوع أنه وبعد شهور من تطبيق هذا النظام تستطيعين تناوُل ما تريدين من حلويات وقتما تريدين بدون أن تفقدي السيطرة، فمثلاً تستطيعين تحديد يوم واحد فقط في الأسبوع لتناول قطعة كبيرة من الحلوى (يوم الجمعة هو اليوم الحلو بالنسبة لي)، وبهذه الطريقة تستمتعين بها أكثر بكثير مقارنةً في حال كنتِ تتناولينها بلا سيطرة.
المهم ألا تُكثري منها حتى تكوني أنتِ المسيطرة، وليست الحلويات.
عربي بوست