بغزة.. خدع سينمائية "مرعبة" تصنعها فتاة
يَبدو لك أنه مشهدٌ مُخيف بعضَ الشيء بل ربما صادم، عندما تجد شابًا مُضرجًا بدمائه ومُلقى على الأرض وبيده أو بوجهه جُرحٌ غائر، وآخر تحوّل شكله لمخلوق مرعب يمتلك أنيابًا طويلة.
تلك المشاهد وغيرها، لدى التدقيق بها جيدًا تجد أنها "خدعًا سينمائية"، أتقنت تجسديها آلاء أبو مصطفى (20 عامًا) من خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ما كان لتلك المشاهد أن تلامس الواقع، وتعكس مشهدًا حقيقيًا، إلا بعد دراسةٍ وتدريبٍ تلقته آلاء عبر إحدى منصات التواصل، وذلك بعدما استحوذ على اهتمامها هذا "الفن النادر" في القطاع.
تقول الفنانة آلاء التي تدرس الصيدلة لمراسل وكالة "صفا"، عقب فراغها من تجسيد إحدى الخدع إنّ: "هذا الفن لفت انتباهي واستحوذ على اهتمامي، بعد مشاهدتي لإعلان عن دورة تدريبية في هذا المجال بغزة، إلا أنني لم أتمكن من الالتحاق بها".
وتضيف: "فضولي دفعني للبحث عن هذا الفن الغريب عن المجتمع الفلسطيني، خاصة قطاع غزة، الذي يفتقر للسينما؛ فوجدت مقاطعًا عبر اليوتيوب، وبقيت لأسابيع أتابعها وأتعلم بشكل تدريجي".
وتشير آلاء التي تتمتع بموهبة الرسم منذ صغرها، إلى أن شغفها لتحقيق النجاح والوصول لمستوى متقدم في هذا الفن، دفعها لتجربة عملية داخل منزلها.
وتوضح أنها أجرت خدعةً على يد شقيقها- وجعلته كأنه جرح حقيقي-، حيث أبقته ينزف كميات من الدم، وعقب مشاهدته من الأهل اعتقدوا أنه حقيقي ما تسبب بخوفهم قبل أن تخبرهم بأنها خدعة فنية.
أما تجربتها الثانية؛ فقد ألصقت نصف علبة مشروب غازي بعين أحد الأطفال، وأحاطتها بالدماء بطريقة مُتقنة، عاكسةً أنه تعرض لحادث سقوط والتصقت العلبة في وجهه ما تسبب بجُرح غائر له.
وتلفت آلاء إلى أن معظم أعمالها شخصيات رُعب وكوميدية ودُمى، وعرضت هذه التجارب عبر صفحتها في "فيسبوك" و"انستجرام"، وحازت على إعجاب متابعيها، رغم اعتقادهم أن ما عرضته حقيقي.
وتبين إلى أن بعض المتابعين صُدموا من تلك المشاهد، فيما تعاطف آخرون مع تلك الشخصيات "المُصابة افتراضيًا"؛ وتضيف: "كُنت أوضح لهم بأن ذلك خدع سينمائية، فوجدت الكثير منهم ليست لديه خلفية عنه هذه الفنون".
وتتابع: "زادت نسبة المتابعين لحساباتي عبر مواقع التواصل، وكثُر الذين ينتظرون ما سأنشره من أعمال فنية جديدة، ما جعلني أفكر يوميًا في تطوير قدراتي، وأباشر في تنفيذ أفكار جديدة وإبداعية أكثر من التي سبقتها".
وتوضح آلاء إلى أن هذا الفن غرضه تجسد المشاهد بطريقة مُتقنة، ما يتطلب حرفية عالية ودقة متناهية، وأدوات لا تتوفر لديها، ما دعاها لتطور أداءها عبر ما يتوفر لديها من إمكانيات بسيطة، مُستخدمة بدائل كثير، منها "ألوان الفانتازيا".
وتلفت إلى أنه "في بداية الطريق واجهتني صعوبات كثيرة، وهي: كيف أتعلم وأوفر الأدوات اللازمة؛ خاصة أنه لا يتوافر في غزة من يتقن هذا الفن".
وتضيف: "مع مرور الوقت والتشجيع، اكتسبت الخبرة؛ وأتمنى أن يجد هذا الفن طريقًا له بغزة ودعمًا من الجهات المُختصة (لم تحددها)".