عشرات آلاف الفلسطينيين يرفضون‘‘ قانون القومية‘‘ العنصري
جو 24 :
رفض عشرات آلاف الفلسطينيين من فلسطينيي48، قانون القومية الصهيوني الاقتلاعي، وطالبوا بالغائه، في مظاهرة حاشدة شهدتها مدينة تل ابيب مساء السبت، في الوقت الذي شن فيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه ورئيس الكنيست، هجوما وتحريضا شرسا على فلسطينيي 48.
وكان رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا فلسطينيي 48 محمد بركة، قد أكد في خطاب للجماهير المحتشدة، "إنا هنا باقون، والنكبة لن تتكرر، والبلاد اشتاقت لأهلها".
وكانت لجنة المتابعة العليا، التي تضم كافة الأحزاب والقوى الوطنية في شارع فلسطينيي 48، قد بادرت الى هذه المظاهرة الجبّارة، التي حسب تقديرات، فاق عدد المشاركين فيها عن 50 ألف متظاهر، من بينهم الآلاف من الناشطين اليهود، من حركات وجمعيات سلامية وحقوقية. وقد عملت الطواقم الحزبية والمجتمعية على مدى أيام لنقل عشرات الآلاف بسفر منظم وخاص الى مدينة تل ابيب، التي أدت المظاهرة لإغلاق حركة السيرة في مركزها لساعات.
ورُفعت في المظاهرة الشعارات المنددة وأعلام فلسطينية، وهتف المتظاهرون تنديدا بالسياسة العنصرية وسياسة الاقتلاع، داعين إلى الغاء قانون القومية الصهيونية كليا وليس تعديله، كما تطالب أوساط إسرائيلية. وصدحت في الساحة الأخيرة للمظاهرة، أناشيد "أناديكم" لتوفيق زياد، ومرفوع القامة أمشي لسميح القاسم، وأغنية القدس زهرة المدائن لفيروز.
وكانت الكلمة المركزية، لرئيس المتابعة محمد بركة، الذي افتتح كلمته قائلا، إنه خلال سير المظاهرة حرّضت وسائل إعلام إسرائيلية على رفع العلم الفلسطيني، وأنا أقول (بالعبرية)، "إن هذا هو العلم الذي يحاولون اخراجه من التاريخ بقانون، ولكن هذا علم الشعب الفلسطيني لشعب معتز وفخور بنفسه"
وقال بركة، هنا نصرخ مع محمود درويش واقفون هنا قاعدون هنا نائمون هنا وباقون هنا ولنا هدف واحد ان نكون، جميعنا ابناء آدم خلقنا احرارًا، ولن ننام او نرتاح بعد اجتماعنا هذا ولكن هذا هو نقطة البداية لمحاربة قانون العنصرية، بكل الوسائل والطرق الجماهيرية والميدانية والبرلمانية وفي جميع الطرق".
وقال بركة، هناك مخاطر عديدة من القانون، ولكن لن تكون نكبة أخرى، ولن نرحل، لأننا هنا، "كأننا عشرون مستحيل"، وسنتغلب على العنصرية، وننطلق لمستقبل واعد لنحمي أولادنا وبيوتنا هنا بيتنا وهذا وطننا وهنا باقون.
وقال رئيس لجنة رؤساء البلديات العربية مازن غنايم، لأول مرة تكون مثل هذه المظاهرة الصاخبة خارج قرانا ومدننا العربية، ويدل اننا لن نرفع الراية البيضاء ولا مرة في حياتنا، هذا المسلسل العجيب الغريب كانت بدايته عام 1948 ومستمر ليومنا هذا، والحل ان قوتنا بوحدتنا.
وخلال سير المظاهرة، عمم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منشورة على شبكة التواصل الإعلامي، قال فيه، "إنه لا يوجد دلالة أفضل على ضرورة قانون القومية، واستمرارنا في رفع العلم الإسرائيلي، من رفع العلم الفلسطيني في تل ابيب".
وقال نتنياهو في جلسة حكومته الأسبوعية أمس، "تلقينا أمس دليلا قاطعا على التحدي ضد وجود دولة إسرائيل وعلى وجوب قانون القومية. شاهدنا أمس أعلام منظمة التحرير الفلسطينية ترفع في قلب تل أبيب. في قلب تل أبيب. سمعنا الهتافات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين". الكثيرون من المتظاهرين يريدون إلغاء قانون العودة والنشيد الوطني. إنهم يريدون أنه سيتم طي علمنا وإلغاء إسرائيل كالدولة القومية الخاصة بالشعب اليهودي. إنهم يريدون تحويلها، كما يقول المتحدثون باسمهم، إلى دولة إسرائيلية- فلسطينية. ويقول آخرون أنه يجب تحويلها إلى دولة كل مواطنيها".
وتابع نتنياهو، "الآن أوضح من أي وقت مضى أن هناك حاجة إلى قانون القومية. نحن بحاجة إليه من أجل ضمان مستقبل دولة إسرائيل كالدولة القومية الخاصة بالشعب اليهودي. مررنا هذا القانون وسنحافظ على هذا القانون".
وقالت وزيرة القضاء أييليت شكيد، إن "رفع اعلام منظمة التحرير في ميدان رابين في تل أبيب، يثبت ان الحديث ليس عن رغبة بالمساواة المدنية، لأن هذا قائم، بل يريدون المساواة القومية وهذا لن يكون".
وقال رئيس الكنيست يولي ادلشتاين، "لقد ثبت مرّة أخرى، أن المعركة التي يخوضها أعضاء الكنيست العرب، ليس ضد قانون القومية، وإنما ضد وجود دولة إسرائيل. يؤسفني انهم يجرون الجمهور العربي الى تظاهرة تحريض قبيح".
كما انضم لجوقة التحريض رئيسة المعارضة تسيبي ليفني، التي أعلنت أنها لن تشارك في مظاهرة فلسطينيي 48، لأنهم يعارضون كون إسرائيل "دولة يهودية"، علما انه لم تتوجه لجنة المتابعة لليفني وامثالها للمشاركة في المظاهرة.
الغد
الغد