ذلك هو السر!
على مدى ثلاثة أيام متتالية عاش الأردنيون حالة من التضامن الوطني مع أجهزتهم الأمنية ليست الأولى من نوعها، ولكن توقيتها تزامن مع مرحلة يواجه فيها الأردن تحديات كبيرة وربما حاسمة، نتيجة الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية، فكانت تلك العملية الجبانة في الفحيص، وملاحقة الإرهابيين في السلط مؤشر على أن الحرب على الإرهاب مستمرة، بغض النظر عن حجمها وطبيعتها، خاصة بعد أن تحطمت معظم قدرات المنظمات الإرهابية في سوريا والعراق.
هم في الأصل ليسوا أصحاب قضية، ولا عقيدة، وقد دلت أفعالهم على أنهم مجرمون يقتلون من أجل القتل، ويخربون من أجل التخريب، وكل ما فعلوه ليس سوى تدمير للمجتمعات العربية والإسلامية، وتشويه لصورة الإسلام والمسلمين، وبث للفرقة بين الشعوب، إنهم في الحقيقة الظاهرة الأكثر قبحا في السنوات الأخيرة من عمر هذه المنطقة، بكل أبعادها وأجنداتها والقوى التي تقف خلفها.
لقد لخص جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الموقف بجملة واحدة " سنقاتل الخوارج ونضربهم وبكل قوة وحزم" موضحا أن بلدنا مستهدف من الظلاميين الذين يريدون الشر بنا جميعا، وأن هدفنا دائما هو كسر شوكة الإرهاب ودحره، ولن نحيد عن هذا الهدف رغم التضحيات.
ما يمكن فهمه قياسا على تجارب سابقة أن أولئك الذين جندوا ودعموا وخططوا لتلك المجموعة الإرهابية لن ينجوا من الملاحقة أينما كانوا، فمن الواضح أنهم يحاولون ايجاد مكان عندنا لفلولهم، ولكن سر قوة الأردن يكمن في الثقة المطلقة التي يضعها الأردنيون بقائدهم الأعلى وقواتهم المسلحة وأجهزتهم الأمنية، وكلمة السر هي مزيج من الأحرف التي تتشكل منها كلمات مثل " مرابطون ، صابرون ، مخلصون ، نشامى، شهداء " على أن التنفيذ العملي يظهر في ذلك الحب والعشق الذي يكنه الأردنيون لأبنائهم " العسكر " فشهيدهم شهيد كل بيت أردني.
نحن اليوم أمام الدرس المستفاد، والدروس كلها مفيدة، لقد حان الوقت لكي نظهر قوتنا وتضامننا، ونمضي نحو أهدافنا بعزم وثبات، حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض، فالأردن ينادينا لمزيد من الحب والثقة والرضى، ولا أزيد!
MiddleEastUnivers@meu.edu.jo