تعريف بامتحان الكفاية
جاء في قانون حماية اللغة العربية رقم 35 لسنة 2015 النافذ منذ 1/9/2018 في المادة 10 على مايأتي:
أ- لا يعين معلم في التعليم العام أوعضو هيئة تدريس في التعليم العالي أو مذيع أو معد أو محرر في أي مؤسسة إعلامية إلا إذا اجتاز امتحان الكفاية في اللغة العربية.
ب- تحدد جميع الأمور المتعلقة بامتحان الكفاية في اللغة العربية، بما في ذلك الرسوم التي تستوفى بمقتضى نظام يصدر لهذه الغاية.
وبناء على ذلك، صدر نظام امتحان الكفاية في اللغة العربية، نظام رقم 96 لسنة 2016، ونشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 1/8/2016.
كما أصدر مجلس مجمع اللغة العربية الأردني تعليمات امتحان الكفاية بقراره رقم م ل ع/2/2441 بتاريخ 20/12/2016، استنادا إلى المادة 10 من نظام امتحان الكفاية.
إلى المتقدم لامتحان الكفاية
تحية طيبة وبعد
يعيش المواطن الأردني منذ ولادته في محيط يتعامل مع اللغة العربية، وإن كان ذلك من لهجات أهله ومجتمعه، كما يتعامل مع اللغة العربية الفصيحة أيضا، التي يسمعها كثيرا من إذاعات القرآن الكريم، والكلام العربي الفصيح من أشعار وكتابات وخطب، كما يتعامل مع اللغة العربية السليمة من جهات شتى. ونحن نعرف أن الإنسان العربي قبل الإسلام، وفي صدر الإسلام كان يتكلم العربية الفصيحة دون أن يتعلم ذلك في مدرسة أو معهد، بل بناء على السماع من مجتمعه ومحيطه الذي كان يتكلمها. ومع الفتوح الإسلامية واختلاط المجتمع الإسلامي بأقوام آخرين لم يكونوا عربا، ولأسباب أخرى أيضا، لم يعد المجتمع الجديد يتكلم الفصحى. وصار لا بد من تعليمها. ومن أجل ذلك وضعت كتب قواعد اللغة العربية ابتداء من كتاب سيبويه، ووضعت المعاجم وغير ذلك من علوم اللغة.
عزيزنا
ومع أنك تعيش في مجتمع يتعامل باللغة العربية في التواصل والتفكير والتعبير، إلا أن من يستطيع أن يتعامل مع اللغة الفصحى أو حتى السليمة، كتابة ومحادثة قليل جدا. بل، ومع أنك عشت تعليم اللغة العربية بأوجهها من نطق وإملاء وقواعد وإنشاء وغير ذلك، وعلى مدى أكثر من اثنتي عشرة سنة، إلا أنك غير قادر على التعبير السليم بها، إلا لمن ندر. ولا نريد أن نخوض في أسباب ذلك، إلا أن أحد هذه الأسباب هو نوع التعليم وهو تلقيني، ونوع الامتحانات وهو تحصيلي، اللذان يقصران في حقك وحق اللغة.
يقولون إن الثقافة هي ما يبقى في عقل الإنسان بعد أن ينسى كثيرا من النصوص والنقاش وما سمعه أو قرأه. ونحن نقول لك، إن امتحان الكفاية ليس امتحان تحصيل. لن نسألك سؤالا مباشرا في الإعراب مثلا، أو في البلاغة، أو ما قرأت في كتاب ما أو حتى ما تحفظ من القرآن الكريم أو أشعار أو خطب البلغاء. نحن نريد أن نقيس قدرتك في التعامل مع اللغة العربية، أو بكلام آخر ما ترسب في عقلك من التعابير السليمة من اللغة العربية، في فهم نصوص، أو استجلاء نص خطأ من بين عدة نصوص أكثرها صواب، أو تمييز نص صواب من بين نصوص فيها أخطاء, قد يكون ما يميزها أمر إملائي، أو نحوي أو صرفي أو ما يشبه ذلك. مثلا، لا نقول لك أعرب كلمة (الولدان) في الجملة جاء الولدان. ولكن نكتب لك عدة جمل مثل
جاء الولدين من المدرسة
رأيت فتاتين في السوق
في بيتنا سيارتان
دخل الطلاب واحدا واحدا، وخرجوا اثنين اثنين
ونطلب منك اختيار الجملة الخطأ. وهي هنا الجملة الأولى؛ لأن الصواب جاء الولدان، فكلمة (الولدان) فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى. فأنت في عقلك تحاكم هذه العبارات بما رسخ فيه من قواعد اللغة. وتستنج الصواب دون أن تكتب سبب الصواب.
لذلك يتألف هذا الامتحان من أربعة أجزاء: الجزء الأول في الفهم والاستيعاب، والثاني والثالث في تمييز نص صواب أو خطأ من عدد من النصوص المناسبة، والجزء الرابع فيما بتعلق بالمعجم.
ستجد في نهاية كل جزء ما حققت من علامة في ذلك الجزء. على أن العلامة النهائية ليست مجموعة العلامات الجزئية، لأن لكل جزء وزنا حددته اللجان المختصة. واللجنة العليا هي التي تعلن النتائج النهائية.
عزيزنا
ندعو لكل مشترك بالنجاح. ونتيجتك صالحة لمدة ثلاث سنوات. وإذا لم تكن من الناجحين، فمعنى ذلك أن قدراتك في اللغة العربية ضعيفة. وقد لا توجد كتب أو دورات معمولة لتقويتك وتحسين نتيجتك، ولكن قراءة الكلام الفصيح المتنوع بتمعن، ومراجعة ملخص للغة في النحو والصرف والإملاء، أوقراءة كتب في تحديد الأخطاء الشائعة، وقراءة القرآن الكريم بتؤدة والاستماع عليه يمكن أن يحسن القدرات ويمكن أن يساعد كثيرا. ويمكن أن تتقدم مرة أخرى وأكثر حتى تحصل على النجاح.