"كعك العيد" فرحة المغتربين في بلاد الغربة
جو 24 : يطيب للمغتربين الاردنيين في الخارج، صنع كعك العيد، باعتباره ثقافة طعام وموروث شعبي، وبوابة لنشر روح الكرم والاخاء بسلام مع الاخر.
ويقول مغتربون لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، إن مع رائحة السميد والطحين الممزوجة بالقهوة العربية، تستنشقها هناك في كل بيت عربي مسلم. ورغم أن هذا العيد للاضاحي، الا أن صنع "كعك العيد" فيه يعكس هويتنا، وخيرات الطبيعة، وانفراده عن أي ثقافة شعبية أخرى، فهو علامة فارقة بالمذاق، إذ يشرع الناس لتوزيعه أيضا بين الجيران وفي المدارس وفي كل مكان في بلاد الغربة.
سعاد عفيف لم تمنعها الغربة في أمريكا وبُعْد المسافة عن الاهل والاقارب، من صنع كعك العيد، والابتهاج به، فهي تقوم بتحضيره وتعليمه لجاراتها بعد أن تذوقن منه في الاعياد الماضية، فأصبح همّها الترويج لهذا الموروث العريق، كما وان جاراتها أصبحن يشاركنها في إعداده.
وتصطحب معها جزءا كبيرا وهي ذاهبة الى المسجد لصلاة العيد، اذ تتعالى تكبيرات العيد، ويقف الناس مهلّلين بعظمة الله في توحيد الصفوف والأمة فيما بينها باختلاف ثقافاتها ولغاتها وجنسياتها، ملبية النداء بصوت واحد الله أكبر.
فيما هي الاخرى عبير محمد آدم، لم تمنعها الغربة في ألمانيا، من صنع كعك العيد، فهي كما قالت، انه "لا عيد بدون كعك"، فالكعك مرآة مهارة ربة المنزل في إعداده، وإضافة نكهة حب إطعام أفراد الاسرة والجيران، بحد تعبيرها.
وتعتبر ثقافة الطعام جزءا من الثقافة والموروث الشعبي، من الواجب ايصال هذه الثقافة للعالم كله، وفرصة للترويج عن هذه الاطياب والخيرات التي ينعم بها بلدنا الغالي.
ويساعدها أولادها بحسب عبير، كي لا تندثر هذه العادة الجميلة وتتعزز في نفوسهم وتقرّبهم فيما بينهم وتزيد الفرحة في قلوبهم.
تحرص عبير على نشر هذه الثقافة، بإعطاء أولادها منه لغايات توزيع الكعك في مدارسهم، والحديث عن طقوس إعداده والتحضير له، والحرص على اختيار المكونات ذات الجودة والنكهة والطعم الطيب الاصيل، لضمان تقديم أفضل ما يمكن لضيوف العيد.
استاذة علم الاجتماع بكلية الاميرة رحمة في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتورة لبنى العضايلة، توضح أن هذه العادة الجميلة لا تفارق الكثيرين في ذهابهم وإيابهم وحتى ترحالهم، إذ أنها فرصة للتشارك في صنعه وإعداده، حتى لو كان ذلك في أيام الغربة لدى البعض.
وأشارت الى أن هذه العادة موجودة وما زالت لدى العديد من أفراد الاسر، فهي بمثابة احتفالية مميزة، يفرح ويتهيأ من خلالها أفراد الاسرة الواحدة لاستقبال العيد، بتحضير كعك العيد.
وترى الفرحة في عيون الاطفال وهم يراقبون عن كثب تحضير كعك العيد بشغف شديد، وقد تطال أيادٍ منهم للمساعدة وتذوق ما طاب منه.
مشهد تحضير الكعك، ليس له مثيل، فهو مرآة التآخي والتعاون بين الافراد ابتداء من تجهيز مكونات الكعك من قِبل رب الاسرة، وتحضير المكونات والخلطة والعجين من ربة الاسرة ومساعدة افراد العائلة، بروح اجتماعية تتصاعد فيها رائحة الفرح ممزوجة برائحة الكعك.
وأشارت الى ان هذا الموروث هو بمثابة مهرجان كرنفالي تتلاقى فيه افراد الاسرة والجيران والاقاراب للمساعدة في صنع هذا الكعك، بجو من المحبة والالفة فيما بينهم.
ولا يغيب عنا المشهد، حينما ترسل ربات البيوت أطفالها الى الجيران محمّلين بأطباق الكعك، لادخال الفرحة والابتهاج في نفوسهم، وزيادة روح التكافل الاجتماعي، وتعزيز جانب الكرم وإطعام الجار قبل أهل الدار.
وقالت، في الوقت الذي يحرص البعض على صناعة كعك العيد في المنزل، إلا أن البعض الآخر يلجأ الى شرائه من المخابز ومحلات الحلويات والعديد من الجمعيات والمؤسسات، كما وتقوم سيدات وربات منازل بإعداد كعك العيد بأسعار مختلفة.
واضافت، في عصر العولمة، انتشرت المطابخ الانتاجية بكثرة في الآونة الاخيرة، إلا أن على المشتري ان يحرص على انتقاء المطابخ الإنتاجية ذات النظافة والجودة والسعر المناسب.
وأشارت الى انه ومع هذا العصر تغير فيه شكل كعك العيد والطعم والمذاق.
وقالت، لا أحب أن أفوّت هذا المهرجان الاحتفالي، فابنتي سارة تساعدني بشغف في تحضير ما لذ وطاب من كعك العيد، وهي على موعد مع صنع هذا الكعك قبيل العيد بشوق وترقب من بداية شراء المكونات والتحضير، الى آخر مراحل الخبيز والتزيين في أطباق الضيافة.
أم ابراهيم، عاملة، ترى إعداد وصنع الكعك بالنسبة لها أحد مظاهر الفخر الهامة، وأمر يعود بالنفع على الصحة النفسية والاجتماعية لأفراد الاسرة، مبينة أنه بالرغم من انشغال وقتها بين العمل والاولاد والاعتناء بالاسرة، إلا أن ذلك لم يمنعها من إعداده وتحضيره.
واوضحت ان طقوس العيد هو أمر يحتّم على أفراد الاسرة المشاركة في تحضيره بشكل جيد، وأن ما يتم شراؤه عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتلك المطابخ، قد يكون الامر مجازفة، بين السعر والجودة والمذاق.
استشاري الامراض النفسية والحالات الادمانية، الدكتور عبدالله أبوعدس، يقول ان الموروث الاجتماعي في ما يتعلق باستقبال المناسبات الدينية، هو ما يشجع على زيادة التكافل بين افراد الاسرة الواحدة وبالتالي بين الاسر المختلفة في المجتمع الواحد.
وأضاف انه يندرج تحت الموروثات الاجتماعية، الكثير من العادات كصنع الكعك والذي يؤدي الى التقارب بين افراد الاسرة ويشجع على مبدأ التشاركية والتعاون الفعال وتجاوز الخلافات والتي قد تكون موجودة قبل موسم العيد.
وأشار الى ان مثل هذه العادات هي نوع من التأمل الايجابي ينعكس على أفراد الاسرة وكذلك على الاطفال بنوع من انواع السعادة ورفع الثقة في النفس، وتجاوز التوترات البسيطة، وتنتشر الروح الايجابية بين عائلة وعائلة أخرى، بروح من التناغم والتسامح بين أفراد المجتمع الواحد.
وأوضح انها مناسبة لتجاوز أنانية الذات والتفكير بالذات الاخرى وان يتم تطبيق هذا النوع من التشارك والاجتماع الاسري طوال العام ولا يقتصر على المناسبات الدينية فقط، وهذا يؤدي الى فهم الاخر واستيعابه وبث الروح النفسية الصحية على أفراد العائلة وبالتالي ينطبق على العائلات في المجتمع الواحد وتقبل الآخر ونشر روح التآخي بود في البلد الواحد.
--(بترا)
ويقول مغتربون لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، إن مع رائحة السميد والطحين الممزوجة بالقهوة العربية، تستنشقها هناك في كل بيت عربي مسلم. ورغم أن هذا العيد للاضاحي، الا أن صنع "كعك العيد" فيه يعكس هويتنا، وخيرات الطبيعة، وانفراده عن أي ثقافة شعبية أخرى، فهو علامة فارقة بالمذاق، إذ يشرع الناس لتوزيعه أيضا بين الجيران وفي المدارس وفي كل مكان في بلاد الغربة.
سعاد عفيف لم تمنعها الغربة في أمريكا وبُعْد المسافة عن الاهل والاقارب، من صنع كعك العيد، والابتهاج به، فهي تقوم بتحضيره وتعليمه لجاراتها بعد أن تذوقن منه في الاعياد الماضية، فأصبح همّها الترويج لهذا الموروث العريق، كما وان جاراتها أصبحن يشاركنها في إعداده.
وتصطحب معها جزءا كبيرا وهي ذاهبة الى المسجد لصلاة العيد، اذ تتعالى تكبيرات العيد، ويقف الناس مهلّلين بعظمة الله في توحيد الصفوف والأمة فيما بينها باختلاف ثقافاتها ولغاتها وجنسياتها، ملبية النداء بصوت واحد الله أكبر.
فيما هي الاخرى عبير محمد آدم، لم تمنعها الغربة في ألمانيا، من صنع كعك العيد، فهي كما قالت، انه "لا عيد بدون كعك"، فالكعك مرآة مهارة ربة المنزل في إعداده، وإضافة نكهة حب إطعام أفراد الاسرة والجيران، بحد تعبيرها.
وتعتبر ثقافة الطعام جزءا من الثقافة والموروث الشعبي، من الواجب ايصال هذه الثقافة للعالم كله، وفرصة للترويج عن هذه الاطياب والخيرات التي ينعم بها بلدنا الغالي.
ويساعدها أولادها بحسب عبير، كي لا تندثر هذه العادة الجميلة وتتعزز في نفوسهم وتقرّبهم فيما بينهم وتزيد الفرحة في قلوبهم.
تحرص عبير على نشر هذه الثقافة، بإعطاء أولادها منه لغايات توزيع الكعك في مدارسهم، والحديث عن طقوس إعداده والتحضير له، والحرص على اختيار المكونات ذات الجودة والنكهة والطعم الطيب الاصيل، لضمان تقديم أفضل ما يمكن لضيوف العيد.
استاذة علم الاجتماع بكلية الاميرة رحمة في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتورة لبنى العضايلة، توضح أن هذه العادة الجميلة لا تفارق الكثيرين في ذهابهم وإيابهم وحتى ترحالهم، إذ أنها فرصة للتشارك في صنعه وإعداده، حتى لو كان ذلك في أيام الغربة لدى البعض.
وأشارت الى أن هذه العادة موجودة وما زالت لدى العديد من أفراد الاسر، فهي بمثابة احتفالية مميزة، يفرح ويتهيأ من خلالها أفراد الاسرة الواحدة لاستقبال العيد، بتحضير كعك العيد.
وترى الفرحة في عيون الاطفال وهم يراقبون عن كثب تحضير كعك العيد بشغف شديد، وقد تطال أيادٍ منهم للمساعدة وتذوق ما طاب منه.
مشهد تحضير الكعك، ليس له مثيل، فهو مرآة التآخي والتعاون بين الافراد ابتداء من تجهيز مكونات الكعك من قِبل رب الاسرة، وتحضير المكونات والخلطة والعجين من ربة الاسرة ومساعدة افراد العائلة، بروح اجتماعية تتصاعد فيها رائحة الفرح ممزوجة برائحة الكعك.
وأشارت الى ان هذا الموروث هو بمثابة مهرجان كرنفالي تتلاقى فيه افراد الاسرة والجيران والاقاراب للمساعدة في صنع هذا الكعك، بجو من المحبة والالفة فيما بينهم.
ولا يغيب عنا المشهد، حينما ترسل ربات البيوت أطفالها الى الجيران محمّلين بأطباق الكعك، لادخال الفرحة والابتهاج في نفوسهم، وزيادة روح التكافل الاجتماعي، وتعزيز جانب الكرم وإطعام الجار قبل أهل الدار.
وقالت، في الوقت الذي يحرص البعض على صناعة كعك العيد في المنزل، إلا أن البعض الآخر يلجأ الى شرائه من المخابز ومحلات الحلويات والعديد من الجمعيات والمؤسسات، كما وتقوم سيدات وربات منازل بإعداد كعك العيد بأسعار مختلفة.
واضافت، في عصر العولمة، انتشرت المطابخ الانتاجية بكثرة في الآونة الاخيرة، إلا أن على المشتري ان يحرص على انتقاء المطابخ الإنتاجية ذات النظافة والجودة والسعر المناسب.
وأشارت الى انه ومع هذا العصر تغير فيه شكل كعك العيد والطعم والمذاق.
وقالت، لا أحب أن أفوّت هذا المهرجان الاحتفالي، فابنتي سارة تساعدني بشغف في تحضير ما لذ وطاب من كعك العيد، وهي على موعد مع صنع هذا الكعك قبيل العيد بشوق وترقب من بداية شراء المكونات والتحضير، الى آخر مراحل الخبيز والتزيين في أطباق الضيافة.
أم ابراهيم، عاملة، ترى إعداد وصنع الكعك بالنسبة لها أحد مظاهر الفخر الهامة، وأمر يعود بالنفع على الصحة النفسية والاجتماعية لأفراد الاسرة، مبينة أنه بالرغم من انشغال وقتها بين العمل والاولاد والاعتناء بالاسرة، إلا أن ذلك لم يمنعها من إعداده وتحضيره.
واوضحت ان طقوس العيد هو أمر يحتّم على أفراد الاسرة المشاركة في تحضيره بشكل جيد، وأن ما يتم شراؤه عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتلك المطابخ، قد يكون الامر مجازفة، بين السعر والجودة والمذاق.
استشاري الامراض النفسية والحالات الادمانية، الدكتور عبدالله أبوعدس، يقول ان الموروث الاجتماعي في ما يتعلق باستقبال المناسبات الدينية، هو ما يشجع على زيادة التكافل بين افراد الاسرة الواحدة وبالتالي بين الاسر المختلفة في المجتمع الواحد.
وأضاف انه يندرج تحت الموروثات الاجتماعية، الكثير من العادات كصنع الكعك والذي يؤدي الى التقارب بين افراد الاسرة ويشجع على مبدأ التشاركية والتعاون الفعال وتجاوز الخلافات والتي قد تكون موجودة قبل موسم العيد.
وأشار الى ان مثل هذه العادات هي نوع من التأمل الايجابي ينعكس على أفراد الاسرة وكذلك على الاطفال بنوع من انواع السعادة ورفع الثقة في النفس، وتجاوز التوترات البسيطة، وتنتشر الروح الايجابية بين عائلة وعائلة أخرى، بروح من التناغم والتسامح بين أفراد المجتمع الواحد.
وأوضح انها مناسبة لتجاوز أنانية الذات والتفكير بالذات الاخرى وان يتم تطبيق هذا النوع من التشارك والاجتماع الاسري طوال العام ولا يقتصر على المناسبات الدينية فقط، وهذا يؤدي الى فهم الاخر واستيعابه وبث الروح النفسية الصحية على أفراد العائلة وبالتالي ينطبق على العائلات في المجتمع الواحد وتقبل الآخر ونشر روح التآخي بود في البلد الواحد.
--(بترا)