إسرائيلي وصم بالخيانة وزار عرفات.. وفاة يوري أفنيري
جو 24 :
توفي في إسرائيل أمس داعية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل الصحفي الإسرائيلي المستقل يوري أفنيري عن 94 عاما، الذي ظل يدعو للسلام مع الفلسطينيين بما فيهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولدولة فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وكان يؤمن بأن إسرائيل ستنعم بالسلام إذا تبنت ما يدعو إليه.
وُلد أفنيري بألمانيا عام 1923، وبدأ أنشطته السياسية في التنظيمات الصهيونية المسلحة أرغون والهغاناه، وأيد احتلال الشطر الشرقي من القدس، لكنه ابتعد كثيرا عن بداياته السياسية، وأصبح -كما وصفه الصحفي الفلسطيني وديع عواودة- الصحفي الإسرائيلي الأكثر شجاعة، والذي ظل يسبح بشجاعة ضد التيار الصهيوني طوال سبعين عاما.
وزار أفنيري الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات تحت القصف خلال حصار بيروت 1982 في شقته بالعاصمة اللبنانية، وكان الوحيد الذي قال إن إسرائيل قتلت عرفات بالسم في 2004.
وقال عنه الصحفي البريطاني روبرت فيسك بصحيفة إندبندنت إنه واحد من أبطاله بالشرق الأوسط، وهم قليلون، وهو يساري متفائل لعب الشطرنج مع ياسر عرفات خلال حصار بيروت، وكان ينتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحدة، ويصفه بالعنصري المنافق، وانتقد كذلك أرئيل شارون لكراهيته الفلسطينيين.
ويتابع فيسك أن أفنيري التقى مسؤولي حماس، وكان غاضبا من تحوّل غزة إلى قصة عن هجمات الصواريخ والرد عليها.
وكان يعتقد بأن الهولوكوست (المحرقة النازية)، وبدلا من تنقية قلوب اليهود من الكراهية للآخر، تسببت في عكس ذلك، إذ أصبح اليهود كالمريض الذي لا يستطيع إلا الحديث عن آلامه وحده ويعتقد عدم وجود ما يضاهيها، مضيفا أن "الهولوكوست منح اليهود حصانة أخلاقية ورخصة لفعل أي شيء يرغبون في فعله".
وقالت عنه صحيفة واشنطن بوست إنه أول سياسي إسرائيلي يلتقي ياسر عرفات وكان ذلك في يوليو/تموز 1982 خلال حصار بيروت، مشيرة إلى أن أفنيري وُصم بالخيانة لإسرائيل فور عودته من ذلك اللقاء، رغم تبرئة النيابة العامة الإسرائيلية له من هذه التهمة. ونعاه الرئيس الإسرائيلي ريوفين ريفلين في تغريدة له أمس واصفا إياه "بالمعارض الدائم".