عشية الموسم.. "إسرائيل" في مواجهة زيتون الضفة
استفاق مواطنو قرية بورين جنوب نابلس صباح اليوم على نبأ قطع المستوطنين عشرات أشجار الزيتون من الأراضي التابعة للقرية، وذلك عشية حلول موسم قطف الزيتون.
ويتوقع مراقبون أن تزداد وتيرة اعتداءات المستوطنين خلال الفترة المقبلة تزامنا مع موسم القطاف.
تخريب
وأشار الباحث الميداني في مؤسسة ييش دين لحقوق الإنسان منير قادوس إلى أن اعتداءات المستوطنين على قرية بورين وغيرها من القرى تتمثل بقطع الأشجار أو تكسيرها، وفي المناطق القريبة من المستوطنات يسرق المستوطنون الثمر عن الأشجار.
ونبه قادوس في حديث لمراسلون أنه تم توثيق 17 اعتداءً استيطانيا في منطقة جنوب نابلس على المواطنين والممتلكات والأراضي خلال الأسبوعين الأخيرين فقط، مؤكدا أن هذه الاعتداءات تنعكس على اقتصاد الفلاح الفلسطيني بشكل عام.
وأكد أن الأشجار التي قطعت من أراضي القرية الليلة الفائتة يزيد عمرها عن 70 عاما، وهي من الأشجار المثمرة التي تعود ملكيتها للمواطن زكريا جميل النجار، وهذه الأشجار ستحتاج لسنوات طويلة حتى تعود للإثمار إن لم تتعرض لاعتداءات أخرى.
دعم جنود الاحتلال
وتتزامن اعتداءات المستوطنين في المنطقة مع دعم جنود الاحتلال لهم؛ حيث يمنع الجنود المزارعين من دخول أراضيهم لقطف محاصيلها أو حراثتها، بالإضافة إلى تدخلهم إلى جانب المستوطنين لحظة وقوع الاعتداءات، فضلا عن مصادرة سلطات الاحتلال مئات الدونمات عاما بعد عام.
وخلال موسم الزيتون الفائت تم توثيق 35 اعتداءً استيطانيًّا على المزارعين والأراضي وأشجار الزيتون في المنطقة، وهناك مخاطر كبيرة على حياة المزارعين من المستوطنين ومن جنود الاحتلال الذين يتدخلون لصالح المستوطنين، كما قال قادوس.
وأكد أن اعتداءات المستوطنين على موسم الزيتون تبدأ قبل الموسم بأشهر، ففي فصل الصيف تحرق مئات أشجار الزيتون في منطقة جنوب نابلس.
تزايد ملحوظ
من جهته، أشار مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس محمود الصيفي إلى أن اعتداءات المستوطنين تزداد بشكل ملحوظ سنويا قبيل حلول موسم الزيتون، علما أنهم يعتدون يوميا على الأراضي المحاذية للمستوطنات على مدار العام، وخصوصا في قرى جنوب نابلس التي تعاني من تمدد استيطاني كبير.
وأضاف لمراسلون أن ازدياد الهجمات الاستيطانية على الأراضي جنوب نابلس مؤخرا، يدلل على أن المستوطنين يتعمدون إلحاق ضرر كبير بموسم الزيتون هذا العام، وينذر بتصاعد الاعتداءات بشكل أكبر من ذلك خلال الشهرين القادمين اللذين يتخللهما موسم الزيتون.
كما أن اعتداءات المستوطنين على موسم الزيتون تتمثل بإحراق أشجار الزيتون أو إحراق البستان كاملا أو اقتلاع الأشجار أو تقطيعها وتكسير أغصانها، ويضاف لذلك الاعتداءات على المزارعين وبيوتهم في كثير من القرى، ومما يزيد من خطورة هذه الاعتداءات كون المستوطنون مسلحين.
وتابع الصيفي: "في قرية تل منذ حوالي شهرين أحرق المستوطنون ما يزيد عن 400 شجرة زيتون مثمرة ومحملة بالثمار، وفي عصيرة القبلية أحرق أكثر من 150 شجرة، وفي عراق بورين، وحوارة وعينبوس وبيتا وقبلان أحرقت مئات الأشجار واعتدي عليها، ونحن كمراقبين بالمتابعة اليومية نجد أن ذلك يعدّ نهجا منظما يستهدف أراضي الزيتون لإلحاق أضرار فادحة بالموسم".
ويهدف المستوطنون من وراء تكثيف اعتداءاتهم بالإضافة لإلحاق ضرر بالموسم إلى السيطرة على الأرض، ففي كثير من الأحيان لاحظنا إحراق المستوطنين للأراضي، وبعد عام يمنع المزارعون من الوصول لها ويتم لفها بالأسلاك الشائكة، وفق الصيفي.
كما أن اعتداءات المستوطنين تستمر من قبل حلول الموسم وحتى الموسم الذي تزداد خلاله الهجمات، وعادة يتم مهاجمة المزارعين أثناء عملهم في أراضيهم وطردهم منها وسرقة المحاصيل، وفي بعض المستوطنات هناك معاصر زيتون أنشئت خصيصا للمحاصيل التي سرقت من الفلسطينيين.
ونبه الصيفي إلى أنه ما لا يقل عن ألفي شجرة زيتون أحرقت بالضفة من بداية العام وحتى الشهر الحالي، ومن المتوقع أن يزداد العدد بفعل تزايد الاعتداءات، وخاصة في منطقة جنوب نابلس التي تشهد اعتداءات شبه يومية.
المركز الفلسطيني للإعلام