طاهر المصري يحذر خلال لقاء وفد مجلس العلاقات العربية والدولية البابا فرنسيس من الممارسات الاسرائيلية في فلسطين
جو 24 :
التقى اليوم قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان مع وفد "مجلس العلاقات العربية والدولية" المكوّن من: طاهر المصري، محمد جاسم الصقر، فؤاد السنيورة، نجيب ساويرس، وعمرو موسى، كممثلين للمجلس.
وتداول الوفد مع البابا القرارات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، المتعلّقة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإقرار الكنيسيت لقانون يهودية الدولة، وأثر ذلك على مصير القدس، والقضية الفلسطينية، وجهود عملية السلام في المنطقة. حيث أكد الوفد العربي لقداسة البابا على رفضه لهذين القرارين، إضافة لرفضه لما تقوم به إسرائيل من إجراءات تعسّفية وعنصرية، في القدس وفي سائر الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة.
ويأتي هذا اللقاء بعد قرار اللجنة التنفيذية لـ"مجلس العلاقات العربية والدولية"، بضرورة القيام بجهد عربي نحو الفاتيكان، باعتبار أنّ القدس ومصيرها يهمّ العالم وشعوبه أجمع. حيث أكّد الوفد على أهمية رفض البابا والفاتيكان لتلك القرارات، التي تهدف إلى تهويد القدس على نحو كامل وأبديّ، والسعي لدى قداسته، بما له من تأثير روحي ومعنوي كبيرين على مستوى العالم، بتكثيف الجهود لوقف الإجراءات الإسرائيلية التعسفية في تهويد القدس وتهجير مواطنيها العرب.
وقد قام الوفد بعرض وجهة النظر العربية، بمضامينها الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك التأكيد على مخاطر إجراءات وبرامج تهجير المسيحيين، من القدس وفلسطين ومناطق الشرق العربي كافّة، وضرورة التصدّي لوقف تلك الهجرات، سواء تلك التي تحدث بشكل قسري، أو التي تتم ببرامج خفية ناعمة، من خلال التضييق عليهم في حياتهم المعيشية اليومية أو تخويفهم.
كما سيلتقي الوفد العربي برئيس وزراء الفاتيكان ووزير خارجيته، للتأكيد على نفس الأفكار أعلاه، التي عرضها أمام قداسة البابا.
وقد أكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري على أهمية وضرورة المحافظة على مبدأ وواقع (الوصاية والرعاية الهاشمية) على المقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدس. محذراً، في الوقت نفسه، من أنّ استمرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية على ما هي عليه، مع ما تدفع إليه الحكومة الإسرائيلية من تطرّف ديني وعنصري، ويشمل تأثيره المنطقة برمّتها، كقرارها الأخير بالمصادقة على (قانون قومية الدولة اليهودية)، بالإضافة إلى تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا على مستوى العالم، فإنّ كل ذلك سوف يؤذي كل الجهود القائمة والسابقة فيما سمّي بحوارات الحضارات والأديان، وهو أمر ينبغي أن تسعى جهود جميع الخيّرين ومحبّي السلام في هذا العالم إلى تجنّب الوصول إليه.
ويُذكر أنّ "مجلس العلاقات العربية والدولية" كان قد تأسس في الكويت في العام 2009، من نخبة من كفاءات ورجالات الدولة، في السياسة والاقتصاد والفكر، في العالم العربي. وذلك استكمالاً للتطور الكبير، الذي شهدته مؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي، وبهدف إيجاد مؤسسة عربية تُعنى بمحور العلاقات العربية _ العربية من جهة، والعلاقات العربية _ الدولية من جهة ثانية، من أجل السعي لإيجاد آلية يستطيع المواطن العربي من خلالها أداء دوره في تعزيز وتحصين العلاقات العربية البينية، وفي ترشيد العلاقات العربية الدولية على حدٍ سواء.
و"مجلس العلاقات العربية والدولية" هو هيئة مستقلة غير ربحية، منبثقة من المجتمع المدني في كافة الأقطار العربية، وتعمل على رفد ودعم القرار العربي في شأن العلاقات القومية والدولية بالرأي الموضوعي، والمعلومة الصحيحة، والتحرك السليم، وتساهم في بناء هذا القرار، من خلال التعاون مع الحكومات والهيئات الرسمية القطرية والقومية، وفي مد جسور التواصل والحوار البينّية العربية والعالمية.