الملك يوجه سهام النقد للجميع.. " الترجمة الكاملة"
مقابلة استثنائية وغير مسبوقة تلك التي منحها الملك عبدالله الثاني لمجلة الاتلانتك تحدث فيها بما يجول بخاطره وانتقد فيها بشكل استعلائي (على حد وصف الصحيفة) كل الاطراف بما فيهم شيوخ العشائر والمخابرات وبشار الاسد واردوغان والرئيس مرسي.
وتاليا نص ترجمة الدكتور حسن البراري لما كتب عن المقابلة في صحيفة نيويورك تايمز:
الكاتب ديفيد كيركباتريك- القاهرة— يقود الملك عبدالله الثاني واحدة من اصغر وأفقر واضعف الدول العربية، ومع ذلك فإن ذلك لا يمنعه من التعالي على كل من حوله بمن فيهم قادة مصر وتركيا وسوريا وكذلك بعض اعضاء العائلة المالكة الاردنية، والمخابرات وقاعدته السياسية العشائرية التقليدية وخصومه من الاسلاميين وحتى دبلوماسيّي الولايات المتحدة.
وقال الملك عبدالله في مقابلة مع الصحفي الأميركي جيفري غولدبيرغ والتي ستنشر في مجلة الاتلانتك هذا الاسبوع أن الرئيس المصري محمد مرسي "ضحل." واضاف بأن رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان هو سلطوي وينظر للديمقراطية وكأنها "ركبة باص" وكأن الحال هو "ما ان اصل الى محطتي فأنني سانزل من الباص." ووصف الرئيس بشار الاسد بأنه محلي جد لدرحة أنه وعلى عشاء طلب من ملك المغرب وملك الاردن أن يشرحوا له معنى الجت لاغ (فرق التوقيت بين الدول وما يحدثه من اضطراب في الرحلات الجوية الطويلة)، فالرئيس بشار حسب الملك عبدالله لم يسمع من قبل بالجت لاغ.
وقد وفرت مقابلة الملك مع السيد غولدبيرغ (كاتب مؤثر مختص بالشرق الاوسط وصديق لأكثر من عقد من الزمان) نظرة نادرة على البنية الذهنية المتناقضة لحليف واشنطن الأقرب في العالم العربي وهو يناضل لفهم ثورات الربيع العربي، وهذه مناسبة نادرة يتحدث فيها عربي تسلطي بشكل صريح في العلن.
يبدو الملك عبدالله متواضع وحتى متعب من التحديات التي لم يوفق في التنبؤ بها عندما ورث العرش قبل اربعة عشر عاما، ويصف الملك نفسه قبل تتويجه ملكا كرجل عادي(فوريست جامب) في ظل حكم ابيه الطويل. وعلى النقيض من الده الملك حسين، يعد الملك عبدالله بأن ينتقل بالاردن الى اقرب ما يكون للملكية الدستورية على الطراز البريطاني وهكذا يكون متقدما على الربيع العربي. ولكنه يصر على أنه وحده فقط من يمكن له ان يقود عملية الانتقال للديمقراطية- وذلك حتى ولو جزئيا- لضمان ان لا تفضي الديمقراطية الى وصول خصومه الاسلاميين للسلطة.
ويقول الملك عبدالله بأن عصر الملكيات ينتهي، ويتساءل اين ستكون الملكيات خلال خمسين عاما؟ لكن حتى عائلته - مع وجود 11 شقيقا ونصف شقيق- لا تستوعب دروس الربيع العربي للسلالات الحاكمة كما هو في حالتهم، فالشعب لن يتسامح مع الفساد الزائد. "افراد عائلتي لم يستوعبوا الامر... انظر الى بعض من اخواني، هم يعتقدون بأنهم امراء، لكن ابناء عمومتي هم امراء اكثر من اخواني وكذلك انسبائهم - يا الهي!" واضاف قائلا "دائما ما أمنع افرادا من عائلتي من وضع الاضوية على سيارات الحرس... اقوم بضبطهم واصادر سياراتهم واقلل من حصصهم في الوقود واجبرهم على التوقف على الاشارات الضوئية." وقال ايضا بأنه سيعاقب ابنه في حال ادانته بالفساد. واضاف بأن كل واحد يمكن الاستغناء عنه من العائلة المالكة وهو واقع الربيع العربي الذي اصاب الملك.
ويلقي الملك باللائمة على جهاز المخابرات لأنهم اعاقوا جهوده في الاصلاحات السياسية، وعلى سبيل المثال يتهم الملك جهاز المخابرات بأنه تآمر مع المحافظين من النخب السياسية لاعاقة محاولات فتح المجال امام تمثيل الفلسطينيين- الذين يشكلون اكثر من نصف سكان الاردن- في البرلمان. ويقول، "المؤسسات التي وضعت ثقتي بها لم تكن معي" وهنا يسمي الملك جهاز المخابرات. وقال بانه لم يدرك في البداية كم تعمقت وتجذرت العناصر المحافظة في بعض المؤسسات مثل المخابرات، وعادة ما يكون الامر على شاكلة خطوتين للامام وخطوة للخلف.
ويقول الملك "وقف الاسلاميين من الفوز بالسلطة هو معركتنا الاساسية في كل المنطقة،" وتهكم الملك على الاخوان المسلمين وعلى الحركة الاسلامية العربية التي تقف خلف اكبر احزب المعارضة في البرلمان الاردني، وعلى حكومة مرسي بمصر ناعتا اياها ب "ذئاب في ملابس حملان".
كما اتهم الدبلوماسيين الاميركيين بأنهم ساذجون في نواياهم. ويضيف "عندما تذهب الى وزارة الخارجية الاميركية وتتحدث عن ذلك، عندها وكانهم يقولون "هذا مجرد حديث ليبراليين، وهذا هو الملك الذي يقول أن الاخوان المسلمين هم متجذرون وشريرون" واضاف الملك عبدالله بان وظيفته هي أن يبعد الغربيين عن الرؤية التي تفيد بأن الطريقة الوحيدة التي من خلالها تحصل على الديمقراطية هي من خلال الاخوان المسلمين".
الملك غير مكترث بزعماء العشائر من الشرق اردنيين وهم الذي شكلوا الداعم التقليدي لحكمه. وقد وصف الملك مجموعة من شيوخ العشائر ومنهم احد رؤساء الوزارات قبل أن يلتقي بهم في مدينة الكرك بأنهم ديناصورات قديمة. واضاف "الامر كله وكأنه ساصوت لهذا الشخص لأنه من عشريتي" وهذا هو برنامجهم السياسي كما يقول الملك.
ابدى الملك قلقا مما يجري في سوريا، وقال بأنه عرض اللجوء والحماية على عائلة بشار الاسد لكنهم قالوا "شكرا جزيلا، فلماذا لا تقلق على بلدك اكثر مما تقلق علينا؟" وتعهد الملك بان تتغير الملكية وان ابنه سيكون على رأس ديمقراطية على الطراز الغربي مع وجود ملكية دستورية وليس موقع بشار اليوم.