أوساكا.. ضحية العنصرية التي جلبت المجد إلى اليابان
تمكنت اليابانية نعومي أوساكا من أن تكون أول لاعبة من بلادها تحرز لقباً كبيراً في بطولات كرة المضرب، بعد فوزها على الأميركية سيرينا ويليامز يوم الأحد في نهائي بطولة أميركا المفتوحة، في المواجهة التي شهدت أحداثا عديدة لسيرينا ويليامز.
وتقدمت أوساكا إلى المركز السابع في التصنيف العالمي للاعبات التنس الذي صدر يوم الاثنين، عقب تتويجها بلقب بطولة أميركا المفتوحة "فلاشينغ ميدوز"، رابع بطولات "غراند سلام" الأربع الكبرى بالموسم.
وتحمل أوساكا الجنسية اليابانية والأميركية، حيث ولدت في مدينة أوساكا اليابانية في 1997، من أم يابانية وأب من جزيرة هايتي، وكان ليونارد والد أوساكا يدرس في نيويورك قبل أن يذهب إلى اليابان ويتزوج والدتها، وهو ما أغضب أسرة والدة أوساكا لأنه من أصحاب البشرة السمراء وهو ما يخالف عاداتهم.
وقررت وقتها والدة أوساكا الزواج من ليونارد الشاب الأسمر، وتسبب ذلك في انقطاعها عن أسرتها لما يزيد عن 10 سنوات، وعندما بلغت نعومي أوساكا 3 سنوات سافرت إلى أميركا، وبحسب تقارير صحافية، واجهت نعومي مضايقات عنصرية في اليابان.
وتصنف أوساكا من الـ"هافو" وهو تصنيف للأشخاص مزدوجي العرق في اليابان.
وتنبأت والدتها بنجوميتها منذ وقت مبكر وقبل ولادتها، وقالت في تصريحات صحافية: بعد 5 أشهر من الحمل، كنت أعرف أنها ستكون مهمة وذات شأن، وفوزها على بطلة غراند سلام في البطولات الأربع والعشرين، لا يقلل من إمكانات سيرينا، لكنه يشجع الأطفال مختلطي الأعراق في كل مكان.
وأضافت: تعتبر كل من أوساكا وويليامز من النساء اللاتي أصبحن بطلات عالميات وسط ضغوط شديدة من كونهن ذوات بشرة بنية اللون في رياضة بيضاء تاريخية.
وقالت: فوز أوساكا انتصار لذوي الأعراق المختلطة في كل مكان، لأنه غالبا ما يتم التمييز ضد أطفال العرق المختلط بلدانهم ومجتمعاتهم، وهذا ما شعر به أفراد عائلتي.
ولم يكن الفارق العمري (16 عاما) حاجزا بينها وبين قدوتها ومثلها الأعلى سيرينا، التي كانت مواجهتها حلما بالنسبة لأوساكا (20 عاما)، وقالت بعد فوزها باللقب: عندما حضنتني سيرينا، شعرت أنني عدت طفلة مجددا، كان حلمي دائما أن ألعب ضدها.
وعلى الرغم من أنها ترعرت في أميركا، إلا أنها لم تنفصل عن جذورها اليابانية، وأشاد شنزو آبي رئيس وزراء اليابان بالانجاز الذي حققته، واعتبرها اليابانيون فخرا للبلاد في وسائل التواصل الاجتماعي رغم أصولها المختلطة.