إنريكي يرسم طريق استعادة هيبة إسبانيا
جو 24 :
منذ ودية الأرجنتين، في مارس/ آذار الماضي، تحت قيادة جولين لوبيتيجي، والتي انتهت بفوز إسبانيا بسداسية مقابل هدف، لم يظهر الماتادور بصورة مثالية، كالتي قدمها أمام كرواتيا، وصيف بطل كأس العالم.
ستة أهداف كاملة سكنت شباك الكرواتي كالينيتش، الذي استسلم للمنظومة الرائعة التي بناها لويس إنريكي خلال فترة قصيرة، وضع فيها الخطوط العريضة لمشروعه الجديد مع لا روخا.
وأسهمت عدة عوامل في تقديم إسبانيا لهذا الأداء المميز في دوري الأمم الأوروبية، سواء أمام كرواتيا، أو في المباراة الأولى ضد إنجلترا، أبرزها الرغبة في تعويض المستوى المتواضع الذي ظهر به الفريق في المونديال، وكذلك الحماس الكبير والنظام الذي وضعه إنريكي منذ توليه المسؤولية.
المهمة الأولى
حقق إنريكي الهدف الأهم في انطلاقته مع إسبانيا، وهو الفوز، فخلال 6 مباريات ما بين منافسات كأس العالم ومباريات الفترة التحضيرية، فازت إسبانيا بمباراتين غير مقنعين في ودية تونس ثم بدور المجموعات أمام ايران، بالإضافة لغياب الانتصار في آخر مبارلتين أمام المغرب وروسيا.
عودة إسبانيا لتحقيق الفوز منحت إنريكي فرصة جيدة لكسب دعم الجميع من جديد، بعد فترة مليئة بالاضطرابات ابتداءا من إقالة لوبيتيجي، ثم قدوم هييرو الذي قاد المنتخب بصورة مؤقتة لم تنته بالشكل المطلوب، وكانت النتيجة الإقصاء من ثمن النهائي بالمونديال.
استفاد مدرب برشلونة وروما السابق معنويا بالطريقة الأمثل، فالطبع الحصول على 6 نقاط في أول لقائين أمر جيد، ولكن تقديم هذا الأداء بجانب النتيجة أمام منتخبين تواجدا في المربع الذهبي للمونديال، بعث الطمانينة في نفوس الجمهور الإسباني.
أكثر شراسة
كما هو معتاد سار إنريكي على نهجه الهجومي، معتمدا فيه على أسلوب التيكي تاكا الشهير، الذي نفذه مع برشلونة وتمكن من خلاله تحقيق الخماسية في أول موسم له بملعب كامب نو.
أصر إنريكي على تنفيذ سياسية الضغط العالي المتقدم، وبالرغم من تواجد لوكا مودريتش وايفان راكيتيتش أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم، إلا إن الكروات عجزوا عن بناء الهجمة بشكل سليم، بسبب الضغط الشرس من لاعبي الماتادور.
واتسمت المنظومة الهجومية لإسبانيا باللامركزية في التجمع الأول تحت قيادة إنريكي، وهي الحيلة التي يعتمد عليها المدرب، بمنح الحرية للثلاثي الأمامي في تبادل المراكز، مستغلين التمريرات المباشرة لعمق الملعب من لاعبي الوسط.
ولم تظهر مشكلة عدم استغلال الفرص، التي عانى منها الفريق في الفترة الأخيرة، وعلى ما يبدو بدأ إنريكي في حل تلك المشكلة مع توليه المسؤولية، لتأتي النتيجة سريعة، بإحراز 8 أهداف في مبارتين وبأقدام 5 لاعبين وأمام خصمين كبيرين.
تجديد الدماء
غابت أسماء عديدة عن قائمة إسبانيا خلال هذا التجمع مثل جوردي ألبا وبيدرو رودريجيز وكوكي، ولكن إنريكي استدعى لاعبين أصغر في السن، ولا يقلون كفاءة عن الغائبين.
العنوان الأبرز لأول تشكيلة لإسبانيا مع إنريكي هو ما قدمه ماركو أسينسيو وساؤول نيجيز خلال المباراتين، فقد خطف نجم ريال مدريد الأضواء من الجميع في لقاء كرواتيا بإحراز هدف والتسبب في آخر، بالإضافة لصناعة ثلاثة أهداف.
كما حافظ نجم الروخيبلانكوس على مركزه الأساسي في الوسط باللقائين، بل وأحرز هدفين بالرغم من كونه لاعب ارتكاز.
واستفادت عدة عناصر واعدة من اعتزال إنييستا وسيلفا، لدخول قائمة إسبانيا مثل داني سيبايوس، الذي كان أحد مفاجآت إنريكي، وكذلك رودريجو هيرنانديز لاعب وسط أتلتيكو مدريد، المتوقع منه أن يكون خليفة سيرجيو بوسكيتس في المستقبل القريب.
أما بالحديث عن الجبهة اليسرى التي شهدت جدلا بعد استبعاد إنريكي لجوردي ألبا، لم يجد المدرب مشكلة سواء في الاعتماد على ماركوس ألونسو أمام إنجلترا، أو خوسيه جايا أمام كرواتيا.
(كووورة )