لبن اللوز مضر وحليب الصويا آثاره مدمرة.. هذا أفضل نوع عليك أن تتناوله
جو 24 :
اللبن الحليب ليس جيداً للبيئة، صحيح؟ تؤثِّر هذه الصناعة تأثيراً ضخماً على البيئة حول العالم بطرقٍ شتى، من الأبقار منتفخة البطن إلى الاستغلال الضعيف للأراضي الزراعية والاستهلاك الضخم للموارد المائية. لكن يبدو أن اختيار بديل غني ولذيذ المذاق، أو حتى له نفس القيمة الغذائية لإضافته إلى قهوة الصباح أو حبوب الفطور، مهمة طويلة وفق صحيفة The Guardian البريطانية. لا يرجع هذا لقلة الخيارات المتاحة بالطبع؛ فهذا السوق في ازدهار، إذ حقَّقَ سوق الحليب البديل نمواً عالمياً بمعدل 8% كل عام على مدار العقد الماضي، وبلغت نسبة الحليب الخالي من منتجات الألبان 12% من إجمالي الحليب (اللبن والبديل) في عام 2017،
عدد لا نهائي من أنواع الحليب
ووفقاً لشركة Euromonitor البريطانية، هناك عددٌ لا نهائي من الأنواع المتاحة في السوق من حليب اللوز، وحليب الصويا، وحليب الشوفان، وحليب الأرز، وحليب جوز الهند. ولكن في حين أن جميعها أفضل من اللبن الحليب بكثير، فهي ليست بالجودة التي تبدو عليها. فمثلاً هؤلاء الذين ظنوا أنهم يفعلون الصواب عندما اتجهوا لحليب اللوز بديلاً عن اللبن الحليب، أصابهم الذعر عندما اكتشفوا الأثر المُدمِّر لهذه الصناعة في ولاية كاليفورنيا الأميركية.
ماذا نشرب إذاً؟
يقول الدكتور ميخاليس هادجيكاكو، الذي يدرس استدامة الأنظمة الغذائية في كلية علوم الحياة والعلوم البيئية بجامعة ديكن الأسترالية، إن الأمر مُعقَّدٌ ويحتاج الكثير من الفهم. قال: «هناك تعقيدٌ وفروقٌ دقيقة تعتمد على المكان الذي يعيش فيه الشخص، والمُنتَج الذي ينظر إليه تحديداً، ليس فقط نوع الحليب، بل العلامة التجارية تحديداً، فقد يكون لهذا المُنتَج بعينه طريقة إنتاج مختلفة مقارنةً بمنتجٍ آخر يتطابق معه للغاية. لذا، لا توجد إجابة مُحدَّدة». ولكن إذا كنَّا ننظر للانبعاثات الكربونية، واستهلاك المياه، والمبيدات الحشرية، والأسمدة المُستَخدَمة خلال عملية الزراعة في أستراليا، إلى جانب القيمة الغذائية، فلن نجد سوى قلة من الفائزين.
حليب الصويا
حليب الصويا هو المحطة الأولى التي يتوقَّف عندها من يبحث عن بدائل لـ اللبن الحليب، وهناك عددٌ لا يحصى من الأنواع التي يمكنك الاختيار من بينها. ولكن طريقة زراعة الصويا عالمياً لها آثارٌ مُدمِّرة على غابات الأمازون المطيرة، وبعد ذلك يأتي الجدل المُتعلِّق بمسألة التعديل الجيني ككل. يقول هادجيكاكو إن الأستراليين يتمتَّعون بنوعٍ من إيقاف التنفيذ أو تخفيف العقوبة، مشيراً إلى البحث الذي يُبيِّن أن معظم حليب الصويا في أستراليا مشتقٌ من حبوب محلية بالكامل. وبالرغم من أن الصويا تتطلَّب عادةً قدراً لا بأس به من المياه والأسمدة الفسفورية، فهي خيارٌ جيد في رأيه. وأضاف: «لا أتخيَّل أنها تؤثِّر على البيئة بالقدر الذي يمكننا مقارنته بفول الصويا المنتج في البرازيل أو الأرجنتين مثلاً، حيث تعد إزالة الغابات مشكلةً ضخمة». وعلى الجانب الإيجابي يحتوي حليب الصويا على البروتين، مما يزيد من قيمته الغذائية.
حليب اللوز وحليب الأرز
ويؤكد إن هذه الخيارات تزداد شعبيتها في المقاهي ولكن كلاً من اللوز والأرز من المحاصيل التي تستهلك الكثير من المياه، وزراعتها في مناخٍ جاف عادةً ما تتسبِّب في مشكلات. في حين أن تأثير زراعة اللوز في أستراليا ليس بشدة تأثيرها في كاليفورنيا، فإن الوضع متوتِّر في حوض موراي دارلينغ الأسترالي، من حيث يأتي معظم إنتاج اللوز. قال هادجيكاكو إنه على الرغم من أن حصة زراعة الأرز من المياه في أستراليا منتظمة تقريباً، يعتمد هذا على البيئة الأوسع. وأضاف: «السؤال المهم فعلاً هو كم لتراً من هذا يستخدم في المناطق التي تعاني من ندرة المياه؟ وما هو التأثير الحقيقي لكمية المياه هذه على النظام البيئي؟ لا يتعلَّق الأمر بكمية المياه المستهلكة وحسب. فإذا كانت المياه تُستَخدَم في مناخٍ أو في وقتٍ من العام تتوافر فيه المياه، فسيكون لها تأثيرٌ أقل بكثيرٍ على النظام البيئي إذا قورِنَت بحالة استخدام المياه من مصدرٍ جوفي مُستَنزَف في منطقةٍ نادرة المياه».
حليب الشوفان
يقول هادجيكاكو إن الخبر الجيد هو أنه اتضح أن حليب الشوفان له أقل تأثير بيئي، خاصة ذلك المشتق من الشوفان الأسترالي. وأضاف: «يُزرَع الشوفان عادةً كحبوبٍ شتوية، ويعتمد بالأساس على مياه الأمطار، ولكن يوجد ريٌّ مُكمِّل في حالاتٍ معينة، ولكنه يبدو لي خياراً لا يعاني حقاً من المساهمة في ندرة المياه مثل اللوز والأرز، ولديه أيضاً فوائد أخرى مثل قلة الانبعاثات الكربونية وما إلى ذلك». ولكنه ينهار في مسألة القيمة الغذائية. ففي حين أن حبوب الشوفان لها فوائد صحية كبيرة في نظامك الغذائي، يُخفَّف الحليب بالكثير من المياه، مما يجعله ذا قيمة غذائية منخفضة. يطرح هادجيكاكو أن معظم حليب الشوفان قد يحتاج إلى التعزيز إذا أرادوا أن يكون له مساهمة غذائية.
لبن جوز الهند
لجوز الهند أيضاً تأثيرٌ بيئي قليل طبقاً لما قاله هادجيكاكو، لأنه ينمو في المناطق وفيرة المياه فقط كالمناطق الاستوائية، مثل الفلبين وسريلانكا، وتايلاند، والمحيط الهادي، وتحتاج الجوزات كمياتٍ قليلة من المبيدات والأسمدة. ولكن بينما لا تسهم زراعة جوز الهند في إزالة غابات زيت النخيل، ينمو عادة جوز الهند في مناطق من الممكن أن يكون لها تأثير على التنوُّع البيولوجي الاستوائي. ولكن كما هو الحال مع الشوفان، هناك تساؤلاتٌ حول القيمة الغذائية للحليب، حتى في الأنواع المُخفَّفة كثيراً من حليب جوز الهند المشروب. قال هادجيكاكو: «في الأغلب لبن جوز الهند هو الأقل جودة في هذه المسألة، أيضاً بسبب محتواه العالي المُشبَّع». وأضاف: «إذاً هناك جانبٌ سلبي في حليب جوز الهند، ولا يُقدِّم نفس الفوائد التي من المُحتَمَل أن يُقدِّمها حليب الصويا وحليب اللوز».
حليب الإبل
حليب الإبل هو أحد آخر المدخلات في سباق بدائل اللبن. في العام الماضي، 2017، زادت أكبر شركات أستراليا لمنتجات ألبان الإبل، شركة Australian Wild Camel، حجم قطيعها، لتجعله أكثر قابلية للنمو التجاري. قال هادجيكاكو إنه قد يكون بديلاً مثيراً لأن الجمال ليست حيوانات مُجتَرَّة حقيقية مثل الأبقار، لذا فهم ينتجون قدراً أقل من ميثان مقارنةً بالماشية المُجتَرَّة. لكن حليب الإبل له قيمة غذائية عالية، مثل كل الألبان ذات المصدر الحيواني. ولحوم الجمال تعتبر مصدراً مستداماً للبروتين، على الأقل في أستراليا حيث يُنظَر للجمال كالآفات. قال هادجيكاكو إن الصدام سيحل إذا قرَّر مربو الجمال تكثيف الإنتاج، لأن تركهم يتجوَّلون في البلاد قد يلحق الضرر بالتنوُّع البيولوجي. وأضاف: «هناك مخاوف إذا زاد الإنتاج، حينها سيكون التأثير البيئي كبيراً». أدلى هادجيكاكو بنصيحةٍ أخيرة، قائلاً: «ربما يكمن الحلُّ في عدم المبالغة في استخدام أيٍّ من هذه المنتجات. امزجها قليلاً، لا تعتمد على حليب الأرز أو حليب اللوز وحده. الجوهر هو ألا تسرف في الاستخدام».