تحدي عدم الإنفاق: هل يمكنك أن تمتنع عن الشراء لمدة 6 أشهر؟ هذا الرجل جرّبه وإليك النتيجة
جو 24 :
تحدي عدم الإنفاق هو اختزال للصراع الأزلي بين «ما أحتاج إليه» و«ما أرغب في اقتنائه». هو مواجهة حقيقية مع الذات وإثبات (لمن ينجح في إتمامه) بأن الحياة تستمر رغم غياب مفهوم الشراء كلياً من حياته. قد تكون الفكرة صعبة للوهلة الأولى، لكن الكثيرين جربوها وخرجوا بنتائج مذهلة. أولاً يستمر تحدي no spend لفترة زمنية مؤقتة، مثلاً عطلة نهاية الأسبوع أو أسبوع كامل أو شهر أو حتى 6 شهور أو سنة. لكن هذا التحدي يأتي باستثناءات كشراء المواد الغذائية ووقود السيارة، ولو أن البعض قد يذهب إلى حد زراعة الخضراوات وتربية الدواجن! صاحب موقع the tiny life الأميركي قرر أن يخوض التجربة لمدة سنة كاملة. وبعد مرور 6 شهور، توصّل رايان ميتشيل إلى بعض الدروس والعِبر من التجربة المرهقة والداعية إلى التأمل في الذات.
إليكم خلاصة هذا تحدي عدم الإنفاق:
يقول رايان: «قررت هذه السنة مواجهة التحدي الشخصي (عدم الإنفاق). كنت أرغب في معرفة ما إذا كان بإمكاني عدم شراء أي شيء لمدة سنة كاملة. بعد مرور ستة أشهر، نجحت (وتعلمت بعض الدروس أيضاً)». عقب مشاركته لقصته مع الأصدقاء وعدد من قراء المدونات، تساءل العديد من الأشخاص عن كيفية مواجهة تحدي «بلا إنفاق».
عالم اليوم قائم على الشراء ثم الشراء
في عالمنا القائم على الشراء، والشراء، ثم الشراء، حيث نحصل على أي غرض تقريباً على الفور بنقرة زر واحدة، يبدو أن تمضية سنة كاملة من دون اقتناء أي شيء أمر شاق. يوضح رايان: «سأعترف بأنني لم أكن متأكداً من قدرتي على التعامل مع مثل هذا التحدي. على الرغم من أنني أعيش في منزل صغير وأتبع أسلوب الحياة البسيطة ومبدأ الحد الأدنى Minimalism، فإن فكرة عدم شراء أي غرض على الإطلاق لمدة سنة تبدو صعبة للغاية. والآن بعد أن دخلت في هذا التحدي ومرت ستة أشهر، يجب أن أعترف، يصبح الأمر أسهل عندما تقدم على تجربته. استند الأمر بشكل رئيسي على وضع بعض القواعد ثم تغيير نمط تفكيري. إليك ما تعلمته بشأن عدم شراء أي شيء في أول 6 أشهر».
أولاً: لماذا قد تحاول عدم شراء أي شيء (غير توفير المال طبعاً)؟
من بين الأسئلة الأولى التي ترد حول تحدي عدم الإنفاق هو «لماذا؟». يقول رايان: «لأكون صادقاً، كانت الإجابة على سؤال «لماذا قد لا أشتري أي غرض؟»، جزءاً كبيراً من العملية التي تستغرق سنة بلا إنفاق. وتتمثل النتيجة التي يمكن التوصل إليها في أن تحدي عدم الإنفاق لا يقصد به منع الأشخاص من إنفاق الأموال، بتعلة أنه من السيء أو الخطأ أن نشتري كل ما نريد، علماً بأنه لا يوجد شيء خاطئ في التسوق في حد ذاته». يصبح الشراء مشكلة عندما ننفق الأموال التي لا نملكها على سلع لا نحتاجها. يعد الأمر بمثابة مشكلة حقيقية عندما نشتري بعض الأشياء ونخلق بشأنها قصصاً صغيرة مفتعلة لتبرير عمليات الشراء التي قمنا بها. غالباً ما نتوقع أن تحقق لنا مشترياتنا السعادة، أو الأصدقاء، أو الحرية، أو غيرها من المكافآت التي لا يمكن تقديمها. في نهاية المطاف، ينتهي بنا الأمر بأن نصبح أقل سعادة؛ لأن تلك القصص التي حاولنا إقناع أنفسنا بها لم تتحقق، في حين أن نفقاتنا الآن تحدٍّ من إمكانية بلوغ أهدافنا طويلة المدى في المستقبل. يؤكد رايان أن لديه الكثير من الأهداف التي يعمل على تحقيقها، وواحدة من أكبر العقبات التي تحول دون بلوغ ذلك، المال. كان إنفاق المال على الأمور غير الضرورية يساهم في تأجيل تحقيق أهدافه الأكبر، حيث كان ذلك يخلق حاجزاً أمام الأحلام الكبيرة التي أرادها بشدة. وبمجرد أن أدركت الإجابة على سؤال «لماذا لا أنفق؟»، استطاع الحفاظ على تركيزه، مسلطاً اهتماماً أكبر على تحدي «عدم الإنفاق». أنا الآن بصدد تجربة هذا الحل المؤقت لأحقق أحلامي، خاصة أن إنفاق المال الآن بدلاً من ضمان مستقبل أفضل لا يستحق العناء.
ثانياً: قبلتُ التحدي ولكن ما هي قواعد تحدي بلا إنفاق؟
لا يعتبر نفسه من محبي القواعد. ومن بين القواعد التي يتبعها، أنه من الجيد طرح الأسئلة بشأن كل شيء (بما في ذلك القواعد). يطبق هذا «المبدأ التوجيهي» على النهج الذي يتبعه في العمل، وفي ترتيب منزله أيضاً. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بهذا التحدي، هناك إرشادات وتعليمات. وفيما يلي قواعد تحدي «بلا إنفاق» التي قرر اتباعها:
الغذاء أمر جوهري
يحتاج الجميع لتناول الطعام، لكن رايان يعمل في الوقت الحالي على الشروع في زراعة طعامه بمفرده، ولكن الإنفاق لشراء الغذاء أمر لا بد منه. كجزء من تحدي عدم الإنفاق، انقطع تماماً عن تناول الوجبات السريعة ولم يسمح لنفسه بتناول الطعام إلا في المطاعم التي تقوم على الخدمة الذاتية في المناسبات الخاصة، ما يعني أنه لا بد من الطبخ داخل المنزل بصورة يومية.
لا يمكن الاستغناء عن شراء الطعام.. لكن يمكنك زراعته!
المنتجات الاستهلاكية اليومية مسموح بها
تعد المنتجات الاستهلاكية ضرورة أخرى، مثل ورق الحمام والشامبو ومعجون الأسنان ومزيل العرق والصابون وغيرها من المقتنيات المماثلة التي يتم استخدامها بشكل دائم. للتأكد من عدم العثور على طريقة لخرق قاعدة عدم الإنفاق، أنشأ «مخزوناً» قبل أن يبدأ. كما سمح لنفسه فقط بالحفاظ على الأغراض الأساسية وعدم إضافتها إلى قائمة الجرد. تعد هذه الحاجيات المنزلية من الضروريات الأساسية، وقد ابتاع فقط ما يستخدمه يومياً.
يسمح باقتناء العناصر الطبية
إذا كنت في حاجة إلى وصفة طبية أو دواء فلا بد من الحصول عليه، ويقتصر هذا فقط على توصيات الطبيب.
لا تشترِ إلا ما تريده ووقت الحاجة إليه
عندما ينتهي مخزون «المنتجات الاستهلاكية اليومية» أو الطعام المذكور آنفاً، يمكن أن تشتري بديلاً عنه. ساهمت قاعدة عدم الإنفاق في منع رايان من شراء ما لا يحتاجه. بالنسبة إلى المواد الاستهلاكية التي يستخدمها كثيراً أو تنتهي بسرعة، يعمد غالباً إلى ضبط الكمية الضرورية منها لتخزينها. وتتمثل القاعدة في أنه يمكن تحديد كمية المواد التي يمكن تخزينها، ولكن لا يسمح بتجاوزها أبداً.
حاول أن تصلح العطب أولاً، ثم فكّر في الاستبدال
لا يملك رايان في منزله إلا الأساسيات، ما يعني أنه إذا حدث عطب بشيء ما، فهو في حاجة إلى استبداله. لكنه ينصح بمحاولة إصلاحه، وإذا لم تنجح بذلك، يمكن استبداله.
النسخة الرقمية فقط من الكتب
لمن يهوى المطالعة، يمكن تحميل تطبيق Audible Ibooks على الهاتف. وفي حال كنت ترغب في الحصول على كتاب ورقي، يمكن استعارته من المكتبة.
الهدايا.. عند الضرورة فقط
في بعض الحالات، من الضروري تقديم الهدايا للآخرين. وفي العديد من الحالات، تكون الأولوية مشاركة الآخرين في تجربة ما بدلاً من الهدايا. بالتالي، وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد أحدهم أو احتفال خاص، من الأفضل مرافقته لتناول العشاء أو الذهاب إلى حدث ما أو القيام برحلة أو تقديم هبة أخرى لا تتضمن شراء المزيد من «الأشياء». خلال ستة أشهر من تحدي بلا إنفاق، كان الغرض الوحيد الذي اقتناه رايان (خلافاً للطعام والشامبو)، سجاد حمام جديد، بعدما عفنت واتسخت سجادته. اشترى سجادة للحمام ذات جودة عالية وتخلص من القديمة لقاء 20 دولاراً فقط. كان برأيه هذا الأمر إنجازاً حقيقياً، وبأن تحدي عدم الإنفاق ناجح إلى حد الآن.
الهدية لا تعني دائماً المزيد من المشتريات
6 دروس يجب أن تتعلمها لكي تنجح في تحدي عدم إنفاق المال
توجد 6 دروس عملية يتعلمها الإنسان من تحدي بلا إنفاق. ويتمثل الأمر المميز بشأن ذلك في أن هذه الدروس ستظل سارية حتى بعد انتهاء التحدي، وفي كل مرة تقوم فيها بشراء غرض ما. أما إذا كنت ترغب في شراء أغراض أقل أو قضاء سنة كاملة دون إنفاق أو توفير المال والحرص على أن تكون أكثر حكمة عند اقتناء شيء ما، فمن المستحسن أن تعتمد على هذه الدروس الستة حتى ترشدك.
«لماذا سأشتري هذا الشيء؟»، اطرح على نفسك هذا السؤال قبل شراء أي غرض
عندما تكتشف هذا السؤال، تصبح مواجهة تحدي عدم الإنفاق أكثر سهولة، حيث يرتكز الأمر على تبنّي عقلية «التركيز على الجائزة الكبرى». وإذا كنت تريد تحقيق أهداف أكبر، فكل ما عليك هو التركيز على الهدف الأساسي. تأكد أن الهدف الذي تسعى إليه هو الذي سيبقيك على المسار الصحيح وسيوجّهك. وتجدر الإشارة إلى أن تحدي بلا إنفاق لا يقوم على منع الناس من شراء الحاجيات لمدة سنة كاملة بحجة أن اقتناء الأشياء أمر سيئ، فالأمر يتعلق بتنفيذ الخطط وضبط المشتريات لجعل حياتك أفضل في النهاية. وإذا كان هناك غرض ما لا يجعل حياتك أفضل أو يدفعك نحو تحقيق هدفك الأكبر، فربما لا يستحق إنفاق مالك عليه. اسأل نفسك: لماذا أرغب في المشاركة في تحدي بلا إنفاق؟ ما هي أهدافي الكبرى؟ لماذا سيدفعني هذا التحدي نحو تحقيق أهدافي؟ بمجرد الإجابة عن هذه الأسئلة، سيكون الباقي أسهل.
هل تملك المال؟
قد يكون هذا السؤال من أسهل وأكثر الأسئلة وضوحاً، الذي غالباً ما نتغاضى عن الإجابة عنه. وبوجود بطاقات الائتمان التي غالباً ما تغرينا بعبارة «اشترِ الآن وادفع لاحقاً»، بالإضافة إلى العروض الترويجية، أصبح من السهل أن ننفق أكثر من إمكاناتنا. وعندما يتعلق الأمر بإجراء عملية تبضّع، مثل شراء عشاء؛ اسأل نفسك هل أنت قادر على شراء ذلك أم لا؟ وإذا لم يكن لديك المال الكافي، فلا تشترِه، إنه أمر واضح وبسيط للغاية. أما إذا كنت ترغب في شراء حاجة ضرورية ولا يمكنك دفع ثمنها، فابحث عنها في أماكن أخرى، بحيث يمكنك شراء هذا الغرض حسب إمكانياتك. هل تستأجر منزلاً يكلف أكثر من ميزانيتك؟ قد يكون الوقت قد حان لإيجاد منزل آخر. هل تستنفد أقساط سيارتك ميزانيتك كل شهر؟ قد يكون الوقت قد حان لبيعها وشراء سيارة أرخص. أدى عالم بطاقات الائتمان إلى إفساد وجهة نظرنا حول ما نستطيع وما لا نستطيع تحمل شرائه؛ لذلك إن لم يكن لديك المال في نهاية اليوم، فبكل بساطة لا تشترِ أي شيء.
كلما كان الهدف واضحاً كلما سهل التحدي
تأجيل إشباع الرغبات الشخصية
إذا كنت مقتنعاً بأنك في حاجة لشراء غرض ما، أضفه إلى قائمتك وانتظر الرحلة القادمة إلى المتجر. أما إذا كنت تتسوق وشاهدت غرضاً ما ترغب في شرائه (لكنه ليس موجوداً في القائمة)، فانتظر حتى رحلتك القادمة لكي تشتريه. في معظم الأحيان، ستضمحل تلك الرغبة في شراء ذلك الشيء وتختفي قبل أن تعود إلى المتجر مرة أخرى. ويعد هذا النهج فعالاً للغاية أيضاً فيما يتعلق بالتسوق عبر الإنترنت. في كل مرة ترغب فيها في شراء غرض ما، فقط أضفه إلى بطاقة الشراء الإلكترونية واتركه هناك. عقب ذلك، وفي المناسبة المقبلة التي تعمل فيها على التسوق، إذا كنت لا تزال راغبِاً في شراء ذلك الغرض، فستجده جاهزاً بالفعل حتى تبتاعه. في الأثناء، قد ترجح فكرة إيجاد حل لمشكلتك دون إنفاق أي مبلغ إضافي، أو أنك ستكتشف أنك لم تكن بحاجة إلى ذلك الغرض كما كنت تتخيل. فبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الشراء الاندفاعي، ستساعدهم استراتيجية الانتظار بشكل كبير. بعد القيام بهذا الأمر بشكل دوري على امتداد ستة أشهر، اكتشف رايان أنه وفي معظم الحالات لم يكن في حاجة إلى ذلك الغرض.
اسأل نفسك عما أنت بصدد شرائه فعلاً
نحن نشتري الطعام؛ لأننا في حاجة إلى أن نأكل، حيث لدينا حاجة بيولوجية إلزامية تدفعنا لتناول الطعام. بالنسبة لمعظم مشترياتنا، على غرار الملابس، ومستلزمات الديكور، ومعدات التمارين الرياضية، والأجهزة، غالباً ما نقتنيها؛ لأننا نشتري في الواقع مفهوماً أو فكرة مثالية. عندما تشتري جهازاً للتمارين الرياضية، لا يقتصر الأمر ببساطة على أنك «تحب» أن تمارس الرياضة، إذ يُعزى ذلك إلى رغبتك في الوصول إلى النتيجة النهائية، ألا وهي جسم مثالي وسليم، ناهيك عن التمتع بالمزيد من الطاقة وانخفاض ضغط الدم، وإلى غير ذلك من النتائج الإيجابية المتأتية من ممارسة الرياضة. وبالتالي، تبادر بشراء مثل هذه المعدات؛ لأنك تؤمن بأن هذا الجهاز سيمنحك النتيجة التي ترنو لبلوغها. عندما تقرر شراء شيء ما، اسأل نفسك: ما الذي أنا بصدد شرائه فعلاً؟ ما الذي أطمح لكسبه من جراء اقتناء هذا الشيء؟ هل حقا أنني سأبلغ النتيجة التي أرنو إليها أم أنني أحاول أن أقنع نفسي بذلك فقط؟ من الضروري للغاية أن نتعمق بشكل جيد في القصص التي نحاول إخبار أنفسنا بها، والرواية التي نعمل على تضمينها في إطار عملية الشراء. وقد لاحظ رايان هذا الجانب بشكل خاص في صفوف الأشخاص الذين يشترون سيارات على شكل بيوت متنقلة أو ما يعرف بالكرفان، حيث غالباً ما يتمنون أن يقوموا بتجربتها أولاً. في معظم الحالات، يكتشفون أنهم ليسوا من الأشخاص الذين قد يعيشون في كرفان، وأنهم قد أقدموا على عملية شراء ضخمة من الصعب إلغاؤها.
اسأل نفسك ما هي السبل الأخرى التي يمكنك من خلالها أن تحقق هدفك؟
في حال كان هناك أمر ما تريده أو تحتاج شراءه، على غرار الملابس، والكتب والأدوات، اسأل نفسك هل هناك طريقة أخرى يمكنك من خلالها بلوغ النتائج ذاتها؟ حاول أن تصل إلى وسيلة يمكنك من خلالها الحصول على ما تحتاجه ولكن من دون إنفاق المال. فهل يمكنك مثلاً أن تقترض ذلك الغرض من صديقك؟ هل يمكن بشكل من الأشكال إيجاد حل بديل حتى تحقق النتائج المرجوة ذاتها؟ في معظم الأوقات، نبادر بشراء مقتنيات ما دون تكليف أنفسنا عناء التطلع إلى الخيارات البديلة المتاحة. ففي حال كنت تريد شراء كتاب معين، هناك فرصة كبيرة أن تجده في المكتبة، والأمر سيان بالنسبة للأفلام التي تريد مشاهدتها والموسيقى التي ترغب في سماعها. وبالنسبة لمعظم المعدات، يمكنك التمتع بخيارات التأجير التي تؤمنها متاجر تحسين المنازل. فيما يتعلق بالمقتنيات الأخرى، مثل الملابس والأجهزة المنزلية والأواني والأطباق، يمكن شراؤها بمبالغ أقل في متاجر بيع الأشياء المستعملة. كما يمكن التوجه لموقع الإعلانات على الإنترنت Craigslist، أو صفحات التبادل على الإنترنت الخاصة بأهالي الحي، لإيجاد المقتنيات التي ترغب من دون مقابل. تعتبر المقايضة والتبادل التجاري مع الآخرين حلاً حتى تحصل على ما تريد من دون إنفاق أي مبلغ. لا بد أن تتعلم أن تكون إنساناً مبتكراً: تعلم الطبخ، أو حاول أن تحول فناء المنزل إلى حديقة، كما يمكنك أن تتعلم الخياطة والقيام بالإصلاحات البسيطة. عندما نركز على النتيجة التي نرغب في بلوغها، في الغالب سنجد وسائل مختلفة لتحقيق ما نطمح في تحقيقه. في الوقت الذي قد يمنحك فيه جهاز المشي الحل لرغبتك في الحصول على جسم مثالي، لماذا لا تبدأ الخروج للمشي بشكل دوري بدلاً من ذلك؟ هل هناك مضمار في مكان ما يمكنك استخدامه مجاناً؟ وعلى المدى الطويل، هل يمكن أن تكون عضويتك في أحد نوادي الرياضة أقل تكلفة وتؤمّن لك المساحة التي قد يحتلها جهاز المشي؟ ببساطة، لن تحظى بالنتيجة التي ترغب في الوصول إليها بمجرد شراء غرض ما؛ لذلك يجب أن تبذل مجهوداً أكبر. هل يمكنك الحصول على الجسم المثالي دون أن تنفق؟
اسأل نفسك: هل ما ستشتريه سيكون بديلاً لأي شيء؟
استناداً إلى مبدأ الحد الأدنى، يتبنى العديد قاعدة «شيء ما أقتنيه مقابل التخلي عن شيء آخر». ويعد هذا الأمر أساسياً ولا غِنى عنه في حال كنت تعيش في مكان صغير. لكن، حتى وإن كنت تملك غرفة إضافية، سيساعدك تطبيق هذه القاعدة على التقليل من الفوضى والحيلولة دون أن تطغى المقتنيات الزائدة عن الحاجة على منزلك. في كل مرة تشتري فيها غرضاً جديداً، اسأل نفسك ما الذي ستستغني عنه حتى تفسح المجال للغرض الجديد؟ في حال اشتريت قميصاً جديداً، استغنِ عن قميصك القديم. أو اشتريت حذاء جديداً، تخلص من حذائك القديم ذي الرائحة الكريهة. أو اشتريت سجاداً حماماً جديداً.. استبدل القديم المتعفن (لكن ما هو السبب وراء شراء سجاد جديد في المقام الأول؟). لا تتشبث بالمقتنيات التي من شأنها أن تخلق الفوضى في حياتك وتأخذ حيزاً كبيراً من مساحة منزلك. سيساعدك الالتزام بعدم شراء أي شيء طوال سنة كاملة على تحديد أولوياتك من جديد واكتشاف الأشياء المهمة حقاً. ستتحقق بذلك من المقتنيات التي تشتريها «بهدف الشراء فقط» والأغراض التي تحتاجها حقاً. في ظل عملك على تقليص عدد أغراضك وتحديد أولوياتك، ستكتشف أن هناك قدراً كبيراً من البساطة والجمالية في الحفاظ على عدد المقتنيات التي تملكها بالفعل. في حال قررت شراء غرض جديد، تأكد من أنه يمثل ما تحتاج إليه بالفعل، وأنه مصدر لسعادتك. يعتبر عدم شراء أي شيء طوال سنة كاملة بمثابة تحدٍّ صعب للغاية، ولكنه ليس بذلك التعقيد كما يبدو. بمجرد أن تبادر بخوض غمار تجربة تحدي بلا إنفاق، ستتفاجأ كيف تتغير أولوياتك بشكل جذري. فقد تتمكن من ربح العديد من الساعات أسبوعياً كنت تقضيها في التبضع. في المقابل، يمكنك تمضية الوقت في طبخ وجبات لذيذة، أو الاستمتاع رفقة عائلتك أو القيام بنزهة في الأرجاء. وستقترب بذلك من أهدافك المالية وتخلق قوة دافعة للأمام حتى تستمر في المُضي قدماً.