2024-10-01 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الاسقاط الواهي في قصة القدس العربي..

الاسقاط الواهي في قصة القدس العربي..
جو 24 :
كتب أحمد الحراسيس - يحترف بعض السياسيين والكتاب الصحفيين مهارة تطويع وتجيير الأحداث والقضايا العامة لخدمة هدف بعينه، بمعنى وضعها في اطار وقالب غير ذي صلة بالموضوع الأصلي، ونقل الاهتمام العام أو الاستياء العام لمحور اخر يخدم هواجسهم والرؤية التي يعبرون عنها ويمثلونها بمناسبة أو بدون مناسبة.

هناك فريق من هؤلاء يختص في محاولات الصاق ما تيسّر لهم من اتهامات بالعشائر الأردنية، حتى لو اضطروا في ذلك إلى "الاستهبال" أحيانا، والقفز بين المواضيع بطريقة بهلوانية سواء أكان ذلك بوجود سياق أو من دون أي سياق.

اليوم، نشر الزميل الكاتب بسام بدارين مقالا في صحيفة القدس العربي تناول فيه جريمة قتل الطفل هاشم الكردي على يد مشاركين في "فاردة عرس"، حيث أقحم مصطلح "العشائرية" في مادته على نحو يثير الريبة، بل إنه جزم في عنوان مادته أن "الشارع الأردني غاضب وضد العشائرية"، لا نعرف ما علاقة حادثة الاعتداء الجبانة تلك بالعشائرية؟ هل لمكان وقوع الحادثة (محافظة المفرق) دلالة ديمغرافية عند كاتبنا؟ ماذا لو عرف البدارين أن أبناء عشائر تلك المنطقة لا علاقة لهم البتة بواقعة الاعتداء على مركبة والد هاشم الكردي؟ هذا الاعتداء الذي لا يجوز ان نحاكم فيه على المستوى الشعبي غير تك الثلة المجرمة على فعلهم المدان قانونيا وعشائريا..

الأردنيون من شتى المنابت والأصول استنكروا ونددوا بجريمة قتل الطفل الأردني هاشم قبل تغريدة الملكة رانيا وبعدها، لا بل طالبوا بمحاسبة كافة المشاركين فيها ووصل الأمر بالبعض إلى مطالبة بالغاء عادة "الفاردة" البائدة، ومعاقبة ممارسي هذا الطقس المرهق والمؤذي، ومع ذلك ورغم تحول القضية الى موجة ممتدة على شبكات التواصل الاجتماعي ، لم يتطرق أحد إلى أصول الجناة و منابتهم، ولم يتحدث أحد فيما إذا  كانوا "سبعاوية" أو غير ذلك! ثم من  الذي غضب من العشائرية وتحدث عنها في خضم الإدانات التي ملأت الدنيا ؟ وكيف تمكن الكاتب من قياس حالة الغضب في السوشال ميديا ؟

بدارين حاول استدراك خطأه في مادته الصحفية بمنشور لاحق عبر صفحته على الفيسبوك قال فيه إن "التقرير يتناول الجريمة وردود الفعل عليها ومزاج الشعب الاردني بمختلف مكوناته، وهناك قلق من البعد العشائري في الترتيب والوفود التي بدأت تزور أهل المغدور"، متناسيا أن البعد العشائري غالبا ما يتدخل في ضمان عدم امتداد الجرائم و اتساع رقعتها واطرافها .

ليس الفرح هو من قتل الطفل في حضن امه، انما تراجع هيبة الدولة وقناعة الناس بسيادة القانون ، المسألة برمتها لها علاقة بانهيار المنظومة القيمية في المجتمع بكل اطيافه ومكوناته (..)، وانحسار قيم العشيرة التي تمنع الشباب الطائش من الاعتداء على حرمة النساء والاطفال تحت اي ظرف ،وليس العكس.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير