رحل القحطاني وبقي حصنه.. هكذا ودع العالم الإسلامي مؤلف كتاب حصن المسلم
جو 24 :
ربما لأن الكتاب في حد ذاته ثروة لمن يحمله، بما يحويه من معلومات وأذكار تنير طريق الباحثين عن الطمأنينة في الحياة والألفة بذكر الله، لم يلفت أنظار الكثيرين اسم مؤلف الكتاب الذي أضحى يتردد اليوم كثيرًا بعد وفاته.
الشيخ الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني، مؤلف كتاب "حصن المسلم" توفى فجر يوم الاثنين، عن عمر يناهز 67 عامًا، بعد أقل من شهر على إصابته بالسرطان.
ووُلد "القحطاني" عام 1372هـ، وتخرّج في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود عام 1404هـ، ثم حصل على الماجستير عام 1412هـ، برسالة عنوانها "الحكمة في الدعوة إلى الله"، ثم حصل على الدكتوراه عام 1419هـ، برسالة عنوانها "فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري".
الصلاة على الشيخ القحطاني أوديت عصر اليوم في جامع "الراجحي” في العاصمة السعودية الرياض، وتم دفن جثمانه في مقبرة النسيم.
الإعلام السعودي قال إن فحوصًا طبية أجراها الشيخ القحطاني، قبل شهر من الآن، كشفت عن إصابته بمرض خبيث، وتبين فيما بعد أنه أصيب بسرطان الكبد.
صحيفة سبق المحلية السعودية سلطت الضوء بشكل أكبر على حياة الراحل، حيث قالت إن الشيخ "القحطاني" إنشغل بالعلم منذ صغره، واشتهرت مؤلفاته؛ بل تُرجمت للغات أجنبية تجاوزت ٤٤ لغة لكتاب "حصن المسلم" فقط، كما أن له مئات المؤلفات الفقهية المتنوعة.
ونقلت الصحيفة جانبا من السيرة الشرفة للشيخ من خلال محبيه، فقال عنه باحث الدكتوراه الكويتي الشيخ "أحمد بن حسن الجفيري": "مؤلفات فضيلة الشيخ الدكتور سعيد بن وهف القحطاني، عالم يتوقد هِمة وحيوية.. هالني كثرتها وجودتها، ولو انشغل بالحروب الكلامية وفتنة التصنيف وتصنيف الردود على فلان وفلان لما كان له كل هذا النتاج العلمي المبارك الذي ترجم معظمه، ووزع بعضه بالآلاف. بارك الله له وفيه وعليه".
كما قال عنه "الدكتور محمد ضاوي العصيمي": "ما كان لله يبقى.. نحسب -والله المطّلع على الخفيات- أن كتاب "حصن المسلم" لمؤلفه الشيخ سعيد بن وهف القحطاني، كان لله؛ فقد بَقِيَ أثره وعم نفعه وعَظٌم وقعه".
وأضاف: "كتاب صغير تُرجم لعشرات اللغات وطُبع ملايين النسخ ووُزع في العالم أجمع. مؤلفه يسألكم الدعاء له بالشفاء من مرضه الذي نزل به".
يذكر أن كتاب "حصن المسلم" حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، قد حرر في شهر صفر 1409هـ والكتاب يحتوي على أذكار النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مختلف مواضع الحياة اليومية وهو من أكثر الكتب الإسلامية انتشارا لسهولة أسلوبه والتزامه بالصحيح من الأحاديث.