"كتجارة جحا بالبيض".. انتقادات حادة للحديث عن خسارة الكهرباء الوطنية بوجود "فرق اسعار الوقود"
مالك عبيدات - أشارت تقارير صحفية إلى أن مديونية شركة الكهرباء الوطنية سترتفع مع نهاية العام الحالي بواقع 100 مليون دولار، مقارنة بـ 5 ملايين دينار خسرتها الشركة في العام الماضي 2017.
واستغربت مصادر نقابية مثل تلك التقارير، مشيرة إلى أن شركات الكهرباء الأخرى تحقق أرباحا طائلة بالرغم من وجود مصاريف تشغيلية تفوق مصاريف شركة الكهرباء الوطنية، إلى جانب أن الشركة الوطنية تجني عشرات الملايين الاضافية نتيجة بند "فرق أسعار الوقود" الوارد في فاتورة الكهرباء والذي يجري تحويله إلى حساب الشركة الوطنية.
وحذّروا من أن يكون الهدف خلف تلك التقارير والتسريبات الرسمية هو التمهيد لخصخصة هذه الشركة الوطنية، متسائلين عن سبب عدم افصاح الشركة عن وضعها المالي بشكل تفصيلي.
هنطش: تقارير تخالف المنطق والواقع
عضو لجنة الطاقة في مجلس النواب والخبير في مجال الطاقة، المهندس موسى هنطش، أكد من جانبه وجود تخبّط كبير في ملف "شركة الكهرباء الوطنية" وادارته، مشددا على أن الحديث عن خسائر تتكبدها الشركة يتنافى مع المنطق والواقع "ولا يمكن تصديق أن الشركة تخسر".
وقال هنطش لـ الاردن24 إن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز مطالب بحسم ملف الشركة الوطنية "إما بالتصفية نتيجة خسائرها التي تُقدّر بخمسة مليارات، أو رفع رأس مال الشركة وتقديم ايضاحات للشعب الأردني عن الشركة الممولة من جيوبهم".
وجدد هنطش التأكيد على أن المعلومات التي أُعلنت وتشير إلى وجود خسائر بـ100 مليون دولار في العام الحالي "لا تصحّ بأي حال من الأحوال"، كما أنها تستوجب من الحكومة تقديم البيانات المتعلقة بحجم الأموال التي تجمعها من جيوب المواطنين تحت بند "فرق أسعار الوقود"، وتوضح أين تذهب هذه الملايين، ولماذا يجري الترويج لكون الشركة تخسر.
الزبيدي: كتجارة جحا بـ البيض!
ومن جانبه، وصف الكاتب والمحلل الاقتصادي، خالد الزبيدي، أوضاع الحكومة مع شركة الكهرباء الوطنية بأنها كـ "تجارة جحا بالبيض"؛ لا تغني ولا تسمن من جوع، وغير حقيقية، والمعلومات المنشورة عنها لا يطابق الواقع.
وقال الزبيدي لـ الاردن24: "نريد أن نعرف كم تريد الحكومة لوقف خسائر الكهرباء الوطنية، خاصة وأن جميع ايرادات فرق أسعار الوقود تذهب للشركة الوطنية، ومع ذلك تعلن عن خسائر! كيف ذلك لا نعلم، فلا يوجد نظرية علمية تبرر هذا".
وأضاف: "من المخجل ان يتم السماح بترويج مثل هذه التصريحات التي لا يعلم أحد أهدافها، ومن المخجل الحديث عن خسارة شركة الكهرباء الوطنية إذا ما علمنا أن كلفة توليد كيلو واط من الكهرباء تقدّر بـ( 6-7) قروش، لكنها تباع للمواطنين بـ (12-14) قرشا"، مشيرا إلى احتمالية أن تكون الشركة تريد التنصل من الغاء فرق أسعار المحروقات الذي تفرضه على المواطنين في ظل الشكاوى التي تتزايد من ارتفاع قيم الفواتير.
الطاقة والشركة لا تجيبان..
ومن جانبها، حاولت الاردن24 التواصل مع أمين عام وزارة الطاقة المهندسة أماني العزام للاستفسار عن دقة الحديث عن خسارة الشركة الوطنية، غير أنها لم تُجب، كما لم تُجب شركة الكهرباء الوطنية نفسها على جميع الاتصالات..
مواضيع ذات صلة
تابعو الأردن 24 على 
