مبادرة (يلا نملي الأردن ورود)... قصة أمل للطفلة زينة
جو 24 :
في رحلة الحياة لابد أن تظهر نافذة للأمل يطل منها الإنسان ليرى مستقبلا مشرقا يزهر بالورود ، وكان إطلاق الأم إيمان أسعد لمبادرة « يلا نملي الأردن ورود « تلك النافذة التي غيرت لون الحياة لابنتها زينة أبو علي والبالغة من العمر ثمانية أعوام بعد أن أصبح تحقيق حلمها في السير والتنقل بشكل طبيعي ممكنا .
تعود أسعد بذاكرتها للوراء لتروي « للرأي « الأحداث التي رافقت ولادة زينة وتقول : « بعد فقداني لشق التوأم لابنتي ، وضعت زينة في قسم الخداج لولادتها في الشهر السابع من حملي ، وبعد مرور خمسة أيام خرجت زينة من المستشفى لإجماع الأطباء على أن وضعها جيد ولا يستدعي البقاء مدة أطول».
وتتابع : « عندما أصبح عمر زينة ستة أشهر لم تستطع الجلوس كبقية الأطفال ، فراجعت الطبيب ليخربني بأن وضعها طبيعي خاصة في ظل ولادتها بوقت مبكر ، ومع مرور الأيام ورؤيتي لحالة ابنتي التي لم تتحسن أصبحت على يقين بأن هناك خطباً ما ، فبدأت بمراجعة عدد من أطباء العظام ، واختلف تشخيص حالة زينة من طبيب لآخر ، وبعد معاناة طويلة مع الأطباء أشارت علي إحدى صديقاتي بالذهاب الى أخصائي للأعصاب ، فتوجهت الى أحدهم ليخبرني بأن ابنتي تعاني من شلل دماغي».
بعد معرفة أسعد بالحالة الصحية لابنتها بدأت رحلة العلاج والتي لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة وتقول : « منذ معرفتنا بالحالة الصحية لزينة خضعت زينة للعلاج الطبيعي وحقن العضلات بالبوتكس ، وبفضل تلك العلاجات تمكنت زينة من الوقوف على قدميها في عمر الثلاث سنوات ، بالرغم من أن حركتها لا تزال بطيئة وغير متوازنة حتى اللحظة«.
وتضيف : « الوضع الصحي لزينة جعلنا نطرق جميع الأبواب كي نجد علاجا تستعيد زينة من خلاله قدرتها على المشي بشكل طبيعي كسائر أقرانها ، وبعد فترة طويلة تمكنا من التواصل مع أحد الأطباء في أميركا ، وأخبرنا بضرورة إخضاع زينة لعملية ZDR كي تتخلص من معاناتها بشكل تام».
ورغم سعادة زينة وعائلتها بإمكانية سير زينة بشكل طبيعي الإ أن تكاليف العملية المرتفعه والتي تصل الى 80 ألف دولار شكلت تحد جديد أمامهم ، وبعد تفكير عميق قررت أبو أسعد إطلاق مبادرة « يلا نملي الأردن ورود « والتي جاءت فكرتها من محبة زينة الكبيرة للورود .
وتوضح بأن: «فكرة المبادرة تتمثل ببيع شتلة مع كوب بقيمة خمسة دنانير، وتهدف المبادرة الى زراعة 12 ألف شتلة ورد في الأردن وتوفير المبلغ المطلوب لإجراء زينة للعملية التي ستنقذها من شلل العضلات وضمورها قبل فوات الأوان».
وتأمل أسعد بأن يتم بيع الشتلات للمؤسسات، الشركات، والمدراس بشكل خاص لتنمية حب الزراعة داخل نفوس الطلبة وللوقوف الى جانب زينة كي تتخطى محنتها .
(الرأي)