أول تعليق لابن سلمان على تلويح ترامب للملك بعدم البقاء في الحكم أسبوعين
جو 24 :
قلل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، من شأن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن عدم قدرة المملكة العربية السعودية على الصمود بدون الولايات المتحدة.
وأكد ولي العهد السعودي، أن المملكة لن تدفع شيئا مقابل أمنها، موضحاً في الوقت ذاته أن بلاده تربطها علاقات عمل مميزة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضاف أن المملكة تشتري الأسلحة من الولايات المتحدة، ولا تأخذها بالمجان.
وقال الأمير في مقابلة حصرية مع وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، نشرت اليوم الجمعة: "أحب العمل مع ترامب، وعليك أن تتقبل من صديقك أن يقول أمورا جيدة وأخرى سيئة".
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحيي أمير الكويت الشبخ صباح الجابر الصباح خلال زيارته للكويت، 30 سبتمبر/أيلول 2018
وأضاف:
"كل الأسلحة التي نحصل عليها من الولايات المتحدة الأمريكية يتم دفع ثمنها، وليست أسلحة بالمجان. ومن ثم فمنذ أن بدأت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، اشترينا كل شيء بالمال ولن ندفع شيئا مقابل أمنا".
وأشار إلى أن "السعودية كانت موجودة منذ 1744، أي قبل ظهور الولايات المتحدة الأمريكية، بأكثر من 30 عاما، وخلال فترتي رئاسة أوباما، عمل ضد العديد من أجندتنا، ليس في المملكة فقط، بل في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة عملت ضد أجندتنا، إلا أننا كنا قادرين على حماية مصالحنا، والنتيجة النهائية أننا نجحنا، والولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس أوباما فشلت، لذا تحتاج السعودية إلى ما يقرب من 2000 عام ربما لتواجه بعض المخاطر، لذلك أعتقد أن تصريحاته كانت غير دقيقة".
ومضى بقوله: "منذ بدأت العلاقة بين السعودية وأمريكا، اشترينا كل شيء بالمال. قبل عامين، كان لدينا استراتيجية لتحويل معظم التسلح إلى دول أخرى، ولكن عندما أتى ترامب رئيسا، قمنا بتغيير استراتيجية التسلح مرة أخرى خلال السنوات العشر القادمة، لنضع أكثر من 60% مع الولايات المتحدة".
وقال محمد بن سلمان "لهذا السبب أنشأنا اتفاقية كبرى بـ400 مليار دولار من المشاريع والأسلحة وفرص الاستثمار الأخرى بين البلدين، وهو إنجاز لترامب وللسعودية أيضا، لأننا اتفقنا على جزء من هذه الأسلحة سيتم تصنيعها في السعودية، وهو ما سيخلق فرص عمل في أمريكا والسعودية".
وقال محمد بن سلمان:
"بالطبع العلاقات السعودية والأمريكية جيدة إذا نظرت إلى الأمور بصورة عامة، لديك 99% من الأشياء الجيدة، وقضية واحدة سيئة، أنا أحب العمل مع ترامب، لقد حققنا الكثير في الشرق الأوسط، خاصة ضد التطرف والأيديولوجيات المتطرفة والإرهاب وداعش والتحركات الإيرانية السلبية، ولدينا استثمارات ضخمة بين البلدين، ولدينا تحسن جيد في مجال التجارة. الكثير من الإنجازات، لذلك هذا رائع حقا".
واعترف قي الوقت ذاته، بوجود ضغوط أمريكية من أجل ترويض ارتفاع أسعار النفط، مشددا على أن المملكة تفي بوعودها لأمريكا لتعويض الإمدادات الإيرانية الخام، التي خسرتها بسبب العقوبات الأمريكية.
وتابع: "الطلب الذي قدمته أمريكا للسعودية ودول أوبك الأخرى هو التأكد من أنه إذا كان هناك أي نقص في الإمدادات من إيران سيتم توريد ذلك، وهذا ما نفذناه".
وأضاف: "نحن نصدر ما يصل إلى برميلي نفط لكل برميل نفط تخلفت إيران عن تصديره في الآونة الأخيرة، بسبب العقوبات الأمريكية، نحن نفي بالتزاماتنا وأكثر من ذلك".
وقال الأمير السعودي إن المملكة تضخ الآن نحو 10.7 مليون برميل نفط يوميا، وهو رقم قياسي، ويمكن أن نضيف 1.3 مليون أخرى، إذا احتاج السوق لذلك.
وأكد ولي العهد أن "السعودية يمكن أن تتجاوز قدرتها الإنتاجية عن 12 مليون برميل نفط يوميا مع استثمارات إضافية، كما أن هناك إمدادات إضافية متاحة من حلفاء السعودية".
وقالت "بلومبرغ" إن ابن سلمان يقصد بالإمدادات الإضافية من الحلفاء، ما يطلق عليه تحالف "أوبك +"، وبعض حلفاء السعودية في الخليج مثل الإمارات، بالإضافة إلى دول من الخارج مثل روسيا.
وقال ولي العهد السعودي "السعر المرتفع الذي حصلنا عليه الشهر الماضي، ليس بسبب إيران، ولكنه يرجع إلى حدوث أشياء أخرى في كندا والمكسيك وليبيا وفنزويلا ودول أخرى".
وللمرة الثالثة خلال أسبوع، تحدث ترامب خلال تجمع انتخابي للجمهوريين خاص بانتخابات التجديد النصفي للكونغرس، في ولاية مينيسوتا، مساء الخميس، عن مطالبته للعاهل السعودي الملك سلمان بأن تدفع المملكة الأموال لأمريكا مقابل حمايتها، وذلك بعد تصريحات مماثلة في تجمعين بولاية ميسيسبي، الثلاثاء الماضي، وولاية ويست فيرجينيا، السبت الماضي.
وقال ترامب: "نحن ندافع عن دول غنية جدا ولا يدفعون مقابلا لذلك أو يدفعون نسبة ضئيلة، ونحن نتفاهم معهم بشكل جيد، خذوا السعودية كمثال، هل تعتقدون أن لديهم بعض المال؟ نحن ندافع عنهم بينما هم يدفعون نسبة ضئيلة في المقابل، إنهم يدفعون ما نسبته 30% فقط".
وتابع: "قلت للملك سلمان وهو صديقي: اعذرني هل تمانع الدفع مقابل الجيش؟ فأجابه الملك: لم يطلب أحد مني ذلك من قبل، فقال ترامب للملك: أنا أطلب منك أيها الملك، فأجابه الملك سلمان: "هل أنت جاد؟، فرد عليه ترامب قائلا: أنا جاد للغاية… ثق بي في ذلك، ليقول متحمسا وكاشفا عن تعهد الملك سلمان بالدفع قائلا: "سيقومون بالدفع"، مشيرا إلى أن الملك سلمان أخبره بأنه لا أحد تطرق لهذه النقطة سابقا.
وتأتي المكالمة بعد تصريحات للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال تجمعين انتخابيين، كان أولهما في ولاية فرجينيا عندما قال: "أنا أحب السعودية وقد أجريت مع الملك سلمان هذه الصباح حديثا مطولا، وقلت له إنك تمتلك تريليونات من الدولارات، والله وحده يعلم ماذا سيحدث للمملكة في حالة تعرضت لهجوم".
وأضاف: "قلت له أيها الملك ربما لن تكون قادرا على الاحتفاظ بطائراتك، لأن السعودية ستتعرض للهجوم، لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه".
وتابع: "نحن ندعم جيوشهم لذلك دعوني أسأل: لماذا ندعم جيوش هذه الدول الغنية؟ أمر مختلف أن نقدم الدعم لدول تعيش وضعا صعبا وخطيرا مع فظائع قد تؤدي إلى مقتل الملايين، لكن عندما تكون لديك دول
ثم عاد ترامب ليقول في تجمع انتخابي في ساوثافن بولاية "مسيسبي" الأمريكية: "قلت صراحة إلى الملك سلمان أنه لن يظل في الحكم لأسبوعين من دون دعم الجيش الأمريكي".
وأوضح ترامب أن هذا كان خلال ضغطه على السعودية من أجل كبح عملية ارتفاع أسعار النفط العالمية.
ووصفت وكالة "رويترز" تصريحات ترامب الجديدة بأنها تصريحات "غير دبلوماسية".