"اسمي يوسف".. طفل يتحدث عن عالم متلازمة داون عبر فيسبوك
جو 24 :
نافذة على العالم الأزرق؛ كانت وسيلة مروة الأغواني لشقيقها الصغير يوسف، أنشأت صفحة على موقع "فيسبوك" باسمه، أخذت تُعيد صياغة المواقف التي يمر بها، النشاطات التي ترافقه خلال أداؤها، تغوص معه في حكاياته، تسمع منه ما يضايقه ثم تعيد حياكته بطريقته الطفولية وتنشرها حتى تشرح أن صغيرها ليس به اختلاف لمجرد أنه من أصحاب متلازمة داون.
لم تكن تتوقع الفتاة العشرينية ردّة الفعل، تقطن العائلة في سوريا لكن أتتها المحبة من أماكن شتّى، ما إن تكتب منشور عن شقيقها صاحب الخمسة أعوام حتى تغمرهم الرسائل الطيبة "بس يسمع التسجيلات الصوتية يلي الناس بيبعتوها ع الخاص كتير بينبسط وبيضحك وبضل يقلي شكرًا".
ينزعج يوسف إذ يوصف بالمريض، فما كان من مروة إلا أن تكتب عن شقيقها، تُعبر عن مشاعره وملامحه كأي طفل دون اختزاله في "إنه الولد اللي عنده متلازمة داون". على لسان يوسف أخذت تنقل الشقيقة الكبرى "دقني صغيرة، عيوني صغار، ورقبتي صغنونة. أنا ما بحب ضل مطالع لساني لبرا، بس لساني كبير وتمي (فمي) صغنون مو بإيدي".
على الصفحة كتبت الفتاة العشرينية "عندي ضعف بقدرتي الذهنية ورفقاتي بيفمهو الدرس أسرع مني بس ماما بتتعب عليي وبتخليني أفهمو وكون أحسن حدا، أحيانا بينادوني منغولي، وأحيانًا مريض متلازمة داون، بس نسيو إنو اسمي يوسف".
لم تتوقع مروة أن يلقى المنشور آلاف المشاركات، تمتن لرسائل الدعم التي تصلها، تحكي لشقيقها عنها، تُسمعه إياها "عشان يحس إنه عمل شي حلو"، تقرأ الفتاة العشرينية على يوسف التلعيقات "وبكون معي عشان نرد سوا"، تفكر في أنها نجحت في التعبير عن يوسف "ويقدم لرفقاته شي منيح وتوعية بخصوص متلازمة داون".
تنزعج الأسرة من التصنيف، الحكم لمجرد اختلاف المظهر "لإن أخي عايش معنا بسعادة وكل شي طبيعي متل أي شخص عادي"، تؤمن مروة بذلك، تحدث شقيقها عمن شقوا طريقهم من أصحاب متلازمة داون وحققوا إنجازات، تخبره أن اختلافه لا يُعيبه "وإنه كتير حلو بس يكبر وراح يكون إشي كتير مهم".
مصراوي