العمل الاسلامي: قوات امريكية في الاردن تسعى لاختراق قوى الثورة السورية
أكد حزب جبهة العمل الاسلامي وجود تقارير تشير الى وجود قوات أمريكية تسهم في تدريب بعض الكتائب الأردنية والسورية المنشقة عن النظام، والى الزج بعناصر أمنية في أوساط اللاجئين السوريين وبعض فصائل المقاومة السورية، بهدف إحداث اختراق لقوى الثورة، ومحاولة التحكم في مسارها بعد سقوط النظام السوري.
وشدد الحزب في بيان اصدره الاربعاء على رفضه القاطع لوجود قوات أجنبية على الأرض الأردنية، ورفض التدخل العسكري في سوريا، إلا ضمن خطة عربية شاملة لحماية الشعب السوري من حرب الإبادة التي يمارسها نظام بشار الاسد.
وتاليا نص البيان:
عقد المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي اجتماعه الدوري، وبعد التداول في القضايا المدرجة على جدول الأعمال خلص المجتمعون إلى ما يلي :
1. ما زال الرئيس المكلف الدكتور عبدالله النسور يواصل جولاته المكوكية مع النواب وشرائح سياسية ومجتمعية بهدف ضمان أوسع ثقة لحكومته، ولم يحسم أمره حتى تاريخه. ويود المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي أن يؤكد أن هذه المعاناة هي ضريبة الإعراض عن الإصلاح، فلو استجاب صاحب القرار لمطالب الحد الأدنى لمطالب الشعب الأردني، المتمثلة بتعديل قانون الانتخاب، وآلية تشكيل الحكومة وفقاً للأعراف الديموقراطية، لما احتاج الأمر إلى شهرين من اللقاءات والوعود بالتوزير مستقبلاً، والى تلقي مئات الأسماء المرشحة من النواب لتكون جزءاً من الفريق الوزاري .
2. تشير التقارير إلى وجود قوات أمريكية تسهم في تدريب بعض الكتائب الأردنية والسورية المنشقة عن النظام، والى الزج بعناصر أمنية في أوساط اللاجئين السوريين وبعض فصائل المقاومة السورية، بهدف إحداث اختراق لقوى الثورة، ومحاولة التحكم في مسارها بعد سقوط النظام السوري. ويود حزب جبهة العمل الإسلامي أن يؤكد رفضه القاطع لوجود قوات أجنبية على الأرض الأردنية، ورفض التدخل العسكري في سوريا إلا ضمن خطة عربية شاملة لحماية الشعب السوري من حرب الإبادة التي يمارسها النظام، ويستخدم فيها أحدث ما لديه من أسلحة. كما يود التأكيد على دور القوات المسلحة كما حدده الدستور في حماية الوطن، وعدم الانجرار إلى تدخلات في الصراعات بين بعض الأنظمة وشعوبها، لأن من شأن هذه السياسة تعريض الأمن الوطني للخطر .
3. توقف المجتمعون عند الاحتجاجات المطلبية اليومية لشرائح عديدة من العاملين والمتقاعدين، ورأوا في هذه الاحتجاجات مؤشراً على وعي الشعب الأردني وحيويته، وعلى صعوبة الأوضاع الاقتصادية للأغلبية الساحقة من المواطنين، وعلى فشل السياسة الرسمية في معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية .
وطالبوا الحكومة بحلول واقعية لمشاكل هذه الشرائح، لتتوقف هذه الاحتجاجات، ولتتوفر الحوافز المادية والمعنوية لهذه الشرائح، لينعكس ذلك ايجابياً على مستوى الانجاز .
4. ما زالت بعض المستويات السياسية في الدولة الأردنية تواصل هجومها وتحريضها على الحركة الإسلامية، جاهلة أو متجاهلة أن الحركة الإسلامية ما كانت إلا عامل استقرار وبناء وتوحد في هذا البلد، انطلاقاً من تصورها الإسلامي الضابط والموجه لسلوكها . ويود الحزب أن يؤكد أن العزف على هذا الوتر لا يخدم إلا الكيان الصهيوني وحلفاءه، ممن يرون في الحركة الإسلامية نقيضاً للمشروع الصهيوني الأمريكي .
وفي الوقت ذاته يؤكد المجتمعون كجزء من الحركة الإسلامية أن كل هذه الجهود المحمومة لن تخرجها عن منهجها الراشد، ولن تزيد الشعب الأردني الواعي إلا التفافاً حول هذا المنهج، حتى تحقيق الإصلاح الشامل الذي يليق بهذا الشعب الأردني العظيم .
5. إزاء الاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، وآخرها ما جاء على لسان نائب رئيس الكنيست (موشيه فيجلين) بمناسبة عيد الفصح، فان الحزب يؤكد أن مسؤولية حماية المسجد الأقصى وتحريره مسؤولية عربية وإسلامية، وإن التعامل الخجول في مواجهة الاعتداءات المتكررة، والتهديد بهدم المسجد الأقصى، هو الذي أعطى الضوء الأخضر لغلاة الصهاينة للتمادي في عدوانهم .
ويدعو الحزب إلى موقف جاد يحمل العدو على التوقف عن عدوانه، ولنا في رضوخ العدو الصهيوني للمطالب التركية أسوة حسنة، فالمواقف المبدئية والحازمة هي التي تلجم شهوة التوسع والعدوان لدى العدو .
6. ندد المجتمعون بإصرار العدو الصهيوني على سياسته القمعية بحق الأسرى الفلسطينيين، وتعريض حياتهم للخطر، حيث تشير التقارير إلى أن قلب الأسير سامر العيساوي قد يتوقف في أي لحظة .
وأكدو إن هذه السياسة العنصرية التي لم تحظ بإدانة المجتمع الدولي، ولم تشكل قضية حقيقية لدى النظام الرسمي العربي والإسلامي هي التي حملته على التمادي في إرهابه .
7. رحب المجتمعون بتبوء الشيخ احمد معاذ الخطيب المقعد السوري في القمة العربية، واعتبروا ذلك خطوة هامة على طريق نزع الشرعية عن النظام الذي أسرف في تقتيل شعبه وتدمير مقدراته. وطالبوا المنظمات الدولية والإقليمية أن تحذو حذو الجامعة العربية . كما طالبوا دول الجامعة العربية بترجمة هذا القرار في أقطارها بحيث يتم تسليم السفارات السورية لممثلي الائتلاف الوطني، وبتقديم كل أشكال الدعم للثورة السورية بما يمكنها من الدفاع عن الشعب السوري، وبتوفير متطلبات الحياة الكريمة للاجئين السوريين إلى أن يعودوا إلى وطنهم سالمين غانمين إن شاء الله. كما طالبوا الدول التي ما زالت تتعامى عن عذابات الشعب السوري وعن جرائم النظام، أن تبصر الحقيقة، وأن تتوقف عن دعم نظام استخدم كل ما في ترسانته العسكرية في مواجهة شعبه، وأن تدرك أن الانحياز الى الشعوب هو الذي ينسجم مع المبادئ والمصالح العليا للدول. وقد استنكر المجتمعون لجوء النظام السوري الى استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً، حيث شاهد العالم ضحايا استخدام الأسلحة الكيماوية على شاشات التلفزة .
وطالبوا الأمم المتحدة ممثلة بمجلس الأمن باتخاذ العقوبات الرادعة بحق نظام لا يقيم وزناً لحياة شعبه ولا للمواثيق والقوانين الدولية . وناشد المجتمعون الشيخ احمد معاذ الخطيب بسحب استقالته، واحترام إرادة إخوانه ورفاق دربه، وأن يعبر عن رفضه للسياسات الدولية من موقعه المتقدم في الثورة السورية، وألا يسجل سابقة في الاستقالات .
ورحب المجتمعون بالمؤتمر الذي عقدته بعض النخب من الطائفة العلوية في القاهرة، وبانشقاق قاض من الطائفة الدرزية، وناشدوا الشعب السوري بكل مكوناته العرقية والمذهبية الى الانخراط في الثورة السورية لضمان وحدة سوريا أرضاً وشعباً وليؤكدوا للعالم أجمع أن الثورة السورية هي ثورة الشعب السوري بمجموعه في مواجهة نظام مستبد دموي فاسد،وليست ثورة طائفة أو عرق أو منطقة جغرافية.
8. ندد المجتمعون بالتهديدات الصهيونية بالتمدد على حساب الأرض السورية بدعوى حماية الجنود والمستوطنين في هضبة الجولان، وطالبوا الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والمجتمع الدولي بادانة هذه التهديدات. كما طالبوا قوى المقاومة في سوريا وفلسطين ولبنان أن تعتبر أي توسع صهيوني على حساب سوريا عملاً عدوانياً على العرب جميعاً، وأن يتم الرد عليه بحزم .
عمان في: 15 جمادى الأولى 1434هـ حزب جبهة العمل الإسلامي
الموافق: 27 / 3 / 2013م