جيمس بيكر يدعو واشنطن لموازنة مصالحها وقيمها الأخلاقية

جو 24 :
الأناضول - دعا وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر، إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى تحقيق التوازن بين القيم الأخلاقية للولايات المتحدة ومصالحها الداخلية، في إطار استجابتها لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال بيكر في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز": "في إطار صياغة السياسة الخارجية، يكون هناك تضارب أحيانا بين القيم الأمريكية وحماية المصالح"، مشيرا إلى أن الوضع يتطلب أحيانا "تنازلات مؤلمة".
وأضاف أن هذا الوضع ينطبق على قضية خاشقجي، معتبرا أن مقتل الأخير داخل قنصلية بلاده في إسطنبول "يتعارض بشكل صارخ مع القيم والمبادئ الأمريكية من جهة"، ومن جهة أخرى تعد السعودية "شريكا استراتيجيا مهما، لا سيما لدورها النفطي، وفي مكافحة الإرهاب والتصدي لنفوذ إيران".
وأوضح أنه "في سبيل ذلك، يتعين على الحكومة السعودية أن تصدر تفاصيل دقيقة وشاملة حول مقتل خاشقجي"، لافتا إلى أن الاستخبارات الأمريكية يمكنها أن تساعد في الكشف عما حدث تحديدا.
وفي حال تبين أن الحكومة السعودية رتبت لقتل خاشقجي، رأى بيكر أنه "يتعين على إدارة ترامب أن تصدر ردا سريعا وحاسما ينم عن تنديد الولايات المتحدة بذلك".
وشدد على "ضرورة ألا يتم النظر إلى الولايات المتحدة على أنها أداة فارغة في الدفاع عن حقوق الإنسان".
ورأى أن رد واشنطن في هذه الحالة يجب أن يتضمن "تقييما رصينا لشراكتنا الاستراتيجية مع السعوديين، واتخاذ الإجراءات المناسبة والحذرة، والتي تأخذ في الحسبان تماما مصالحنا الوطنية ومبادئنا وقيمنا".
وبعد 18 يوما على وقوع الجريمة، أقرت الرياض فجر السبت الماضي بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية، فيما لم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي.
غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، آخرها إعلان مسؤول سعودي في تصريحات صحفية، أن "فريقا من 15 سعوديا تم إرسالهم للقاء خاشقجي في 2 أكتوبر، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبد الله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
وأمس الاثنين، أعرب ترامب عن عدم رضاه عن تفسير السعودية لمقتل خاشقجي، لافتا في الوقت ذاته أنه "لا يريد خسارة الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة".
واليوم، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية بالبرلمان، وجود "أدلة قوية" لدى بلاده على أن جريمة قتل خاشقجي "عملية مدبر لها وليست مصادفة"، وأن "إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية لا يقنعنا نحن ولا الرأي العام العالمي".
ودعا إلى إجراء تحقيق دقيق في مقتل خاشقجي من قبل لجنة عادلة ومحايدة تماما، ولا يشتبه في أي صلة لها بالجريمة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.