آخر أيام صيف "خديجة وجمال".. حب قتلته الظروف لكن سيذكره التاريخ!
"منهم من أحب فعاش.. ومنهم من أحب فمات"، هكذا انقسمت قصص أشهر العشاق على مر العصور. لكن قصة عصرنا هذا كانت غير كل تلك القصص، فبين الحياة والموت كان هناك ربيع مزهر وخريف ذابل.
على أملأن تعيش معه حياة سعيدة، ارتبطت خديجة بجمال عاطفيا منذ أول لقاء بينهما خلال مؤتمر دولي عُقد في مايو 2018، وقررا تتويج علاقتهما بالزواج.
اللقاء الأخير قبل أيام من دخوله القنصلية للمرة الأخيرة، جمع جمال وخديجة بموظف السجل المدني في بلدية الفاتح بتركيا يوم 28 سبتمبر 2018، لإتمام إجراءات متعلقة بزواجهما.
خديجة جنكيز وجمال خاشقجي في بلدية "فاتح"ثم خرجا مستقلين سيارة أجرة وتوجها إلى القنصلية السعودية في إسطنبول. ولدى وصولهما، ترك خاشقجي هاتفه الجوال مع خديجة ودخل إلى مبنى القنصلية.
بعد ساعة ونصف الساعة خرج ليبلغها بأن الأمور تسير كما يريدان.
افترقت خديجة عن خطيبها بضعة أيام، ليعود إليهايوم 2 أكتوبر قادما من لندن. سويا تناول الخطيبان فطور الصباح، ليتلقى جمال اتصالا من القنصلية، يخبروه فيه أن وثائقه بشأن الزواج جاهزة.
أمسك جمال بيد خديجة وتوجها نحو المجهول.. نحو القنصلية السعودية، وأمام مبنى القنصلية وقفت خديجة بانتظاره، وكلها آمال بأنه سيخرج حاملا ما دخل القنصلية من أجله، غير مدركة أنها تنتظر عبثا.
"كأنني أشهد آخر أيام من الصيف"، هكذا كتبت خديجة على "تويتر" يوم اختفاء جمال، لتبدأ رحلتها في مواجهة رياح الخريف،مع اندلاع جدل كبير في مواقع التواصل الاجتماعيبسبب ظهورها المفاجئ كخطيبة لخاشقجي.
صراع جديد من نوعه خاضته الشابة التركية، بعيدا كل البعد عن أحلامها وخططها السابقة، كان يتوجب عليها السير على الجمر في رحلة البحث عن خطيبها غير آبهة بما سيعترضها.
خديجة جنكيزكانت خديجة أول من اتصل بالسلطات التركية عقب اختفاء خاشقجي، كما اتصلت بصديقه ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي طلب منها جمال أن تتصل به إذا ما أحست بأن مكروها أصابه.
وخديجة جنكيز التي قدمت نفسها كباحثة تركية مهتمة بالشأن العُماني، سبق لخاشقجي أن لفت إليها في إحدى تغريداته، وتحديدا في الرابع من أغسطس الماضي، عندما نشر صورة له مع رجلين وسيدتين أتراك، بينهم خديجة دون أن يحدد حقيقة علاقته بها.
وأثار ظهور خديجة في حياة جمال ردود فعل نشطاء كثر على موقع تويتر، وشكلت لغزا حير الكثيرين، حتى أنها واجهت هجوما إعلاميا كبيرا من صحف سعودية رسمية وصفتها بـ "المرأة اللغز".
"4 أيام مضت على اختفاء خطيبي جمال خاشقجي، ولا زلت واثقة من أن حكومة بلادي العزيزة ستساعدني في معرفة مصيره وإدخال الفرحة لقلبي.. دعواتكم لي فأنا محتاجة لها لأني أمر بأوقات عصيبة جدا"، هكذا غردت خديجة على أمل أن يقدم لها أحد المساعدة في حل شيفرة اللغز، لكن هذا زاد من حدة الشكوك، فطالبها العديد بإثبات صلتها بجمال.
5 أياممرت على اختفاء جمال، وبدأت روايات غير رسمية تتحدث عن مقتله، إلا أن خديجة لم تكن لتصدق ذلك، وتشبثت بالأمل للوصول إلى الحقيقة.
لكن يبدو أن الواقع فرض نفسه عليها، فعقب اعتراف السعودية رسميا بمقتل جمال خاشقجي في القنصلية، رثت جمال قائلة: "رحمك الله يا حبيبي جمال وجعل مثواك الفردوس الأعلى مع سيد الشهداء حمزة".
قصة حب غريبة لانت لها قلوب البعض، بينما قرر البعض الآخر توجيه سهامهم نحو الشابة الحزينة على فراق حبيبها. فعوضا أن تكون عروسا خلال أيام، أصبحت خديجة محط أنظار العالم.
المصدر: RT
