الشهيد "الباز".. رافق الشهداء وتمنى صحبتهم فلحقهم شهيدًا
"اشتقت إليك، عبدو متى سنلتقي، شهيد و ع قائمة الانتظار" هذه العبارات كانت نبذة مختصرة عنونها الشهيد منتصر الباز على صفحته في "فيسبوك"، ليعبر عن اشتياقه لرفيق دربه الشهيد عبد الكريم عقل، قبل أن يلحق به بعد إصابته برصاصة إسرائيلية في الرأس بمواجهات اندلعت أمس شرقي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
الشهيد الشاب الباز (17 عامًا) من المشاركين الدائمين بفعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار منذ انطلاقها في 30 مارس الماضي، "فكان من المشاركين المواظبين يوميًا على المشاركة"، وفق والدته.
وتروي والدة الشهيد أم إياد، "عشق" نجلها للشهادة واللحاق بأقرانه الذين ارتقوا قبله، "فكان يتمنى الشهادة دومًا وخاصةً بعد رحيل صديقه المقرب عقل في مليونية العودة منتصف مايو الماضي.
وكان الشاب منتصر كثير الإلحاح على أسرته للمشاركة في فعاليات المسيرة فكان يصطحب أسرته للحدود الشرقية لمخيم البريج كل جمعة للمشاركة في الفعاليات المطالبة بكسر الحصار والعودة للديار المسلوبة.
وتلفت الحاجة أم إياد في حديثها لمراسل وكالة "صفا" إلى أن نجلها منتصر لم يكن يمتلك سلاحًا ولا يشكل أي خطر على قوات الاحتلال، "كان سلميًا كما كل مرة، لكن الاحتلال لا يعترف بذلك".
وتشير إلى أن ابنها الشهيد "كان يتمنى رؤية بلاده، والدخول للأراضي المحتلة وهذا هو الدافع الأساس لإصراره على الذهاب والمشاركة في الفعاليات الصباحية والليلية".
"إصرار على الطريق"
أما شقيقة الشهيد والتي تعمل مسعفة متطوعة على الحدود الشرقية لمخيم البريج فكانت رغم ألمها على فقدان أخيها إلا أنها أكثر إصرارًا على مواصلة الطريق الذي حثها "منتصر" على البدء به، وتقول إنها ستشارك الجمعة المقبلة لإسعاف أبناء شعبها من رصاص الاحتلال.
وتشير إلى أن شقيقها الشهيد أصيب خلال المسيرات ثلاث مرات، وأسعفته أكثر من مرة من حالات اختناق وإصابة واحدة بالرصاص الحي، أثناء عملها كمسعفة على الحدود الشرقية لمخيم البريج.
وتقول شقيقة الشهيد لمراسل "صفا"، إن "منتصر من كان يحفزنا على المشاركة وعدم الخوف وسنكمل الطريق بعده، ولن يرهبنا الاحتلال ورصاصه".
"شجاعة كبيرة"
وعن شجاعة الشهيد وإقدامه يروي صديقه محمد العثماني بعض المواقف خلال مشاركته في المسيرات الحدودية، وتقدمه للسياج الحدودي رغم الرصاص الكثيف من القوات الإسرائيلية.
ويقول: "كان منتصر لا يخاف من قنابل الغاز التي يلقيها الاحتلال، فكان يتقدم نحوها ويعيدها للجنود بكل شجاعة".
ويشير إلى أن آخر ما رأي من الشهيد منتصر كان تشجيعه للشبان بالتقدم نحو السياج الفاصل، وقوله "لا تخافوا تقدموا".
ومنذ 30 مارس الماضي، يخرج المواطنون ضمن فعاليات شبه يومية باتجاه السياج الأمني ونقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي شرقي وشمالي وغربي القطاع؛ للمطالبة بحق العودة وكسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 12 سنة.
وقتلت قوات الاحتلال منذ ذلك التاريخ 207 مواطنين بالرصاص الحي المتفجر، دون أن يشكلوا خطرًا على الجنود، وأصابت أكثر من 22 ألفًا آخرين.