jo24_banner
jo24_banner

ناجية من كارثة البحر الميت: هذه قصة فاجعة الطلبة الحقيقية

ناجية من كارثة البحر الميت: هذه قصة فاجعة الطلبة الحقيقية
جو 24 :
إبراهيم قبيلات..."يا مس أخوي ضرب راسه بالصخرة وجرفه السيل..يا مس مشان الله أخوي راح" هكذا صرخ أحد طلاب الصف السادس في مدرسة فيكتوريا منهاراً أمام المعلمة مجد الشراري، بعد أن شاهد طوفان الماء يسحب شقيقه التوأم، ويذهب به بعيدا إلى جوف الوادي أمام ناظريه.

"مشهد" لن تنساه الشراري ولن يسقط من ذاكرة طلاب وجدوا أنفسهم في أصعب اختبار...كان طوفان الماء أقسى مما يشاهدونه على شاشات التلفاز، الطوفان لم يمهلمهم كثيرا؛ ليتدبروا أمرهم.. نجا من نجا واستشهد من استشهد.

أدركت الشراري مبكراً أنها في مواجهة صعبة، وعليها أن تنقذ طلابها، لكن كيف والماء يأتي من كل حدب وصوب، ويرتفع منسوبه في الوادي كل لحظة؟.

بصوت تملؤه الحسرة، تروي معلمة الرياضة مجد الشراري لـ"صحيفة نيسان" تفاصيل نجاتها وطلابها الثلاثة عشر من موت قرر فجأة أن يطبق أنيابه على أطفال جاءوا لتجربة المغامرة في نهر وادي عين الزرقاء، بالتعاون مع شركة "سفاري الأردن".

تقول الشراري : "كانت الرحلة تحت عنوان المغامرة، يمشي بها الطلاب ومعلماتهم بصحبة ثلاثة أدلاء عكس تيار الماء في نهر وادي عين الزرقاء نحو 4 ساعات، وتكون محطتهم الأخيرة شلالات من المياه".

وصلنا الساعة العاشرة تركنا الباص عند الجسر وبدأنا برنامج المغامرة بالمسير، حتى وصلنا النهر، وهناك جرى تقسيمنا إلى ثلاث مجموعات، يرأس كل واحدة دليل سياحي ..

"بدأنا المسير عكس التيار في النهر، وبعد ساعات من المسير انقلب الطقس ، وقرر الدليل أن تعود الفرق الثلاث إلى حيث أتت"، حسبما تروي الشراري، التي تستعيد "لصحيفة نيسان" تفاصيل حادثة سيول البحر الميت التي استشهد بها 21 شخصا، ظهر الخميس الفائت.

"مغامرة" تحولت إلى مستوى أخطر، مستوى كان به الموت حاضراً بقوة.

تتابع: كان ذلك حوالي الساعة الواحدة ظهراً، حين بدأ المطر بالسقوط خفيفا، كنا نسير في النهر الذي تحول سريعا إلى سيل عارم بلمح البصر، وكل دقيقة يرتفع منسوب النهر.

لا خيارات أمام الشراري، إما النجاة وإما الموت مع طلابها. فقررت بعد أن اشتد المطر وبدأ منسوب النهر بالارتفاع تدريجياً أن تهرب بالطلاب إلى سيق جبلي، وهذا ما كان.

تسلقت الشراري الجبل وبدأت بتأمين الطلاب واحدا واحدا حتى ابتعدت بهم عن موج لا يرحم أحداً، في الأثناء كانت المياه تجرف أربعة طلاب وسط صراخ ملأ المكان رعباً وعويلاً.

المشهد قاسٍ لكن ماذا بوسع الشراري أن تفعل بعد أن وصل السيل أقصى مداه، خلال دقائق معدودات، ظلت بها واجمة لا تحرك ساكنا، سوى من دعوة الله أن ينجيها وطلابها.

اقتربت الساعة من الثانية ظهراً، ولا أحد في المكان، سوى الشراري وطلابها الثلاثة عشر، فواصلت الدعاء، وطمأنة طلابها حتى هبط المساء، فحضر رجال الدفاع المدني الى المكان.

تقول الشراري: تسلق رجال الدفاع المدني أعلى قمة في الجبل وبدأوا بإنقاذ الطلاب، بعد أن ربطوهم بالحبال، ثم حملوهم على ظهروهم مسافة بعيدة، حتى وصلنا مكان آمن، ثم بداوا بأنقاذ فوج آخر من الطلاب".

تابعو الأردن 24 على google news