jo24_banner
jo24_banner

كامل النصيرات يكتب عن فاجعة البحر الميت : أنا الأطفالُ يا وطني

كامل النصيرات يكتب عن فاجعة البحر الميت : أنا الأطفالُ يا وطني
جو 24 :
كتب كامل النصيرات - معي قلبٌ إذا الأطفالُ أسئلتي..تُكركبني فتبعدُني وتُدنيني..أنا المفقودُ في بحرٍ ؛ أنا المطعونُ من حينٍ إلى حينِ..! أنا الأطفالُ كلّهمو على موتٍ يماشيني..إذا أرخيتُ قافلتي..على طبشورِ مدرستي..فيكتبني على لوحٍ وينعيني..! أنا الأطفالُ يا وطني..بلا دلعٍ ؛ لماذا حينَ زُرْتُكَ راكضاً فيكَ ؛ تركتَ البحرَ يطويني؟؟! تركتَ الغولَ يبلعُني..؟ ولم أمشِ إلى أمّي أودِّعها قبيل الموتِ ؛ ما أقساكَ يا وطني ..وما أقساكَ يا مائي ويا طيني..!

أنا الأطفالُ ؛ مكتوبٌ على ظهري ؛ حكايا الخوفِ والقهرِ..ومكتوبٌ بخطّ النسخِ : تبقى عالياً رطباً..لماذا وقتما أهديتُكَ الأحلامَ والأقلامَ من عمري..على عجَلٍ من الألعابِ – يا وطني- تغافلني وترميني إلى القعرِ..؟ لماذا حينَما سلّمتُكَ الأحضانَ قاطبةً بدفءِ الشمسِ لم تُخبرْ تلاويني عن الجسرِ ..؟! عن الطوفانِ يأتي مسرعاً خلفي؛ ولا يُعطي لقلبي فرصةً يدري..؟!

أنا الأطفالُ أكتبُكم .. بلوح الله محفوظاً ..بعتمِ الليل أشكوكم..بدحنونٍ أعاتبكم..أشيرُ إليكمو وجعاً على روحي..فلي أُمٌّ تناطرني وأنطرُها..وكانت عند باب البيتِ واقفةً ؛ لتأخذَني وتسمعَ ما سأحكيه لها عن رحلةٍ صارتْ..! وقد صارتْ رحيلاً فاجراً للطيرِ ؛ تلك التي طارتْ..! أراها الآنَ مسكونهْ..وحينَ ترى على الحيطان أشيائي؛ تصيرُ الأمُّ مجنونهْ..فتشهقُ شهقةَ الميلادِ في صرَعٍ..وتمسكُها لأشيائي..تقبِّلُها..تقبِّلُ صورتي تلك التي كانت تكلّمها ؛ بها كانت قُبيل اليومِ مفتونهْ..!

أنا الأطفالُ..أتركُكُم بلا خوفِ..وليس بخاطري إلاّ رجوعٌ كي أودّعَكم..وأسرقَ من جيوبِ الأبِّ مصروفي وما يُخفي..فيكشفني ويعرفني..ويضحكُ ساعةَ الكشفِ...يُعيّرُني ويحضنُني ..يقولُ كلامَهُ المألوفَ في أُذني..يوشوشني: خُذِ المصروفَ لكنْ لا تجادلْني ..يطبطبُ باسماً دلعاً على كتفي..!

أنا الأطفالُ..بحرٌ لا يراودني..ولكنّي على أنغامِ مدرستي..يسيرُ الموتُ منتشياً..ويبدأُ عند جسرِ الرعبِ بالقصفِ..!

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير