41.3 مليون دينار قيمة دعم البحث العلمي بـ10 سنوات
تعكف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تنفيذ رؤية جديدة لصندوق دعم البحث العلمي والابتكار تحت عنوان "نحو التميز بالابتكار والريادة"، فيما تعمل اليوم على الانتهاء من حوسبة كافة اجراءات الصندوق لتشمل الحوسبة منذ بداية تقديم الباحث للطلب وحتى القرار النهائي من لجنة ادارة الصندوق، وذلك حسب ما اعلنه امين عام الوزارة الدكتور عاهد الوهادنه.
وبين الوهادنه في تصريحات لـ"الغد"، انه ولمواكبة التطور العلمي العالمي وتنفيذا لخطة الاستراتيجية الوطنية للموارد البشرية 2016-2025 "تم مؤخرا إعادة هيكلة الصندوق ليصبح في حلته الجديدة، ضمن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مع التركيز على ربط نشاطات البحث العلمي بأنواعها مع الابتكار والإبداع والريادة".
الصندوق قدم دعما خلال العشر سنوات الماضية بما قيمته 41.3 مليون دينار، غطت مجالات المشاريع البحثية وجوائز الصندوق ومنح طلبة الدراسات العليا والمجلات العلمية والمؤتمرات العلمية والمشاريع الوطنية. فيما بلغ عدد مشاريع البحث العليم المدعومة من الصندوق 386 مشروعاً بحثياً، تصدرتها ابحاث قطاع العلوم الطبية والصيدلانية بنسبة (30 %) تلتها ابحاث قطاع العلوم الأساسية بنسبة (17.1 %) ثم قطاع العلوم الزراعية والبيطرية بنسبة (13.9 %).
واشار الوهادنة بهذا الخصوص الى استحداث قسم خاص بالابتكار والريادة، يعمل على تشجيع ومساعدة الباحثين وأصحاب الأفكار الإبداعية للوصول إلى المنتج النهائي، الذي يخدم المجتمع. وقال انه "للنهوض بآداء الصندوق وفاعليته تم استقطاب كفاءات من الجامعات الاردنية من ذوي الخبرات المحلية والدولية في إدراة وتوجيه مشاريع الأبحاث والابتكار والريادة".
وحسب النظام الجديد للصندوق، كما يقول الوهادنه، فسوف يتم توظيف نشاطات الصندوق البحثية لإحداث أثر اقتصادي واجتماعي، إضافة إلى تشجيع المشاركة العلمية والبحثية والابتكارية والريادية بمؤسسات التعليم العالي، وايضا ليسهم بتحقيق التنمية المستدامة عبر توفير الدعم للابتكار والبيئة المناسبة للجامعات والمراكز العلمية والبحثية والابتكارية مع ربط أنشطتها البحثية باحتياجات المؤسسات والشركات المحلية.
ومن الجديد في أعمال الصندوق، حسب الوهادنه، أنه سيقدم الدعم المالي لبناء القدرات بمجالات البحث العلمي والابتكار والريادة بما في ذلك المتعلق منها بنقل التكنولوجيا والمساهمة في إنشاء حاضنات الأعمال والحاضنات التكنولوجية ومسرعات الأعمال. مؤكدا ان تركيز الصندوق سينصب على المساهمة بحل المشكلات التي تواجهها المؤسسات والشركات الأردنية في تطوير صناعاتها ومنتجاتها وخدماتها وتمكينها من تحسين قدراتها التنافسية وذلك بالتنسيق بين المؤسسات الرسمية والجامعات الأردنية وهذه الشركات.
وقال امين عام الوزارة ان الصندوق سوف يعمل على تحفيز القطاع العام والخاص نحو الابتكار وتشجيع الشركات على إنشاء مراكز الابتكار والبحث العلمي، وتشجيع المؤسسات البحثية على البحوث التطبيقية في القطاعات ذات الأولوية الوطنية.
واكد إن التوجه الجديد لصندوق دعم البحث العلمي والابتكار "يركز على جذب المبتكرين والمخترعين والرياديين من خلال برامج دعم المشروعات البحثية التي دعمها أو سيدعمها الصندوق وكذلك استقطاب الافراد أو القطاعات، بحيث سيكون الصندوق قبلة لهؤلاء لاحتضان ابتكاراتهم التي تحقق الريادة واختراعاتهم".
وبين الوهادنه ان الصندوق سيركز في المرحلة المقبلة على دعم برامج الملكية الفكرية وحمايتها وبالتعاون مع الجهات المختصة محلياً ودولياً. وهو يهدف لرؤية شركات ناشئة عن اختراعات يدعمها الصندوق من خلال مركز تميز وابتكار حقيقية وفاعلة.
وبخصوص انجازات الصندوق، قال الوهادنه انه بناء على الرؤى الملكية السامية في دعم وإعطاء الأهمية لدور البحث العلمي في تنمية المجتمع وتمكين الأردن من المنافسة في مجالات الطاقة والبيئة والتكنولوجيا وتنمية الموارد البشرية، قام الصندوق منذ انطلاقته في العام 2007 بدوره الفاعل في دعم البحث العلمي على مستوى المملكة.
وتركزت نشاطات الصندوق منذ انطلاقه عموماً في أربعة محاور: دعم المشاريع البحثية والوطنية، دعم الطلبة المتفوقين، دعم نشاطات النشر العلمي من دعم للمجلات والمؤتمرات العلمية، والجوائز العلمية، وفق الوهادنه.
وأنفق الصندوق منذ انطلاقه إلى الآن ما يقارب 41.3 مليون دينار تغطي مجالات المشاريع البحثية وجوائز الصندوق ومنح طلبة الدراسات العليا والمجلات العلمية والمؤتمرات العلمية والمشاريع الوطنية. وتشير الاحصاءات الأخيرة الى أن الصندوق استقبل ضمن جميع دوراته البحثية ما مجموعه (3279) طلباً أولياً، رشح منها (987) طلباً للدراسة التفصيلية بما نسبته (30 %)، حصل منها 386 مشروعاً بحثياً على الدعم من صندوق دعم البحث العلمي.
وفيما يتعلق بنسب توزيع المشروعات البحثية المدعومة للأعوام (2008-2018) على القطاعات العلمية، فقد تصدر قطاع العلوم الطبية والصيدلانية أكبر نسبة دعم مالي وبلغت (30 %) بتخصيص ثمانية ملايين و 15 الفا ة825 دينارا لـ(102) مشروع بحثي، وهو ما يشكل أيضاً النسبة الأعلى لعدد المشاريع المدعومة لكل قطاع.
واحتل قطاع العلوم الأساسية المرتبة الثانية بنسبة دعم مالي (17.1 %) وبلغت (4.444.523) دينارا لعدد (51) مشروعاً. يليها قطاع العلوم الزراعية والبيطرية بتخصيص مبلغ (3688605) دنانير بنسبة (13.9 %) لــِ (65) مشروعأ.
أما تركيز الصندوق على مسألة النشر العلمي فعكسها الصندوق بدعمه للمؤتمرات العلمية المحكمة وإصدار المجلات العلمية. فقد دعم الصندوق منذ تأسيسه عقد (117) مؤتمراً علمياً ما بين مؤتمرات دولية ومؤتمر إقليمي ومؤتمر وطني. بمجموع مقداره (1,017,695) دينار. واشار الوهادنة الى أن لجنة إدارة الصندوق ستنظر في المؤتمرات التي تقدمت للاستفادة من دعم الصندوق لمؤتمرات التي ستعقدها في العام (2019) في جلساته القادمة.
أما بالنسبة لدعم المجلات العلمية فإن الصندوق يدعم إنشاء وإصدار المجلات العلمية المتخصصة والمحكمة في الجامعات الوطنية وعددها (23) مجلة أنفق الصندوق فعلياً خلال الأعوام (2008-2017) مبلغ (2,815,991) دينارا عليها.
ويشجع الصندوق المجلات للحصول على التصنيفات العالمية بزيادة الدعم المخصص لكل إصدار لعدد مجلة في قواعد عالمية مثل Scopus حيث نجحت (7) مجلات في الحصول على التصنيف العالمي.
واهتم الصندوق سابقاً بدعم الإبداع والابتكار لدى الباحثين الأفراد من خلال برامج تبناها حيثُ قدم عدة منح وجوائز وهي: منحة ما بعد الدكتوراه ومنحة الباحث الزائر، وجائزة الباحث المميز، وجائزة البحث المميز، وجوائز الابداع والابتكار والاختراع المستحدثة.الغد