آرسنال وليفربول.. إيمري يكشف عيب جديد في نظام كلوب
إيمري مدرب مرن، ليس هجوميا أو دفاعيا، يستخدم الضغط القوي والبناء من الخلف لتطبيق فلسفته وتحديد أسلوبه، ثم يأتي بعد ذلك الدور الخططي بالرهان على 4-4-2 أو 4-2-3-1 أو أي خطة أخرى. لذلك جاءت قمة ارسنال وليفربول لتمثل اختبار حقيقي للمدرب الإسباني، بعد انطلاقته الرائعة مؤخرا، رغم أول خسارتين في الدوري، أمام مانشستر سيتي ثم تشيلسي.
فريق ليفربول ممتاز في الضغط، يحاصر خصومه في نصف ملعبهم، ويحاول دائما قطع الكرة في أماكن قريبة من المرمى، لتطبيق سلاح الضغط العكسي بالثلث الهجومي الأخير، ليقدم كلوب فريقه كأحد أصعب المنافسين في البريمرليج هذا الموسم. نتيجة لكل هذه العوامل، انتظر الجميع مواجهة إيمري وكلوب، حتى توضع النقاط فوق الحروف، في منافسات الدوري الإنجليزي هذا الموسم.
- تشكيلة الفريقين
بدأ آرسنال بخطته المفضلة مؤخرا، 4-2-3-1 بتواجد تشاكا وتوريرا كثنائي محوري، أمام رباعي الدفاع، كولاسيناك، هولدينج، موستافي، وبيليرين بالخلف. بينما هجوميا تواجد مسعود أوزيل في المركز 10، بين الطرفين أوباميانج ومخيتاريان، وفي المقدمة لاكازيت. رسم يتحول إلى 4-4-2 بالكرة، عند صعود أوباميانج للأمام على مقربة من لاكازيت، وحصول مسعود على الحرية بين العمق والأطراف.
- سير المباراة
هجوم متبادل بين الفريقين، إنها المباراة المفتوحة كما يقول الكتاب، من خلال تبادل الهجمات وصناعة الفرص من الجانبين. افتتح آرسنال شريط الخطورة بعد توغل أوباميانج من اليسار إلى العمق، وصنع صاحب الأرض أكثر من تهديد حقيقي، بفضل استغلال المساحة الموجودة بين صالح وأرنولد على اليمين، وتواجد أوباميانج رفقة أوزيل في هذا الشق أسفل الأطراف، ليحقق الفريق تفوق عددي في هذا الجانب.
في المقابل رد ليفربول سريعا بأكثر من فرصة، مع استغلال سوء ارتداد المهاجم أوباميانج، ووقوف كولاسيناك وحيدا مع بطء تشاكا، لذلك حصل صلاح على المساحة المطلوبة، وأرسل وسط ليفربول أكثر من تمريرة بينية، في القنوات الشاغرة بين قلب دفاع آرسنال وظهيره، ليستلم فيرمينو وماني الكرات في أماكن قريبة من المرمى، لكن عاب الهجوم اللمسة الأخيرة، كما هو الحال مع آرسنال.
- ضغط ليفربول
وضع ليفربول مصيدة ضغطه على مخيتاريان، لاعب وسط آرسنال الذي يعيش فترة صعبة، نتيجة تراجع مستواه بشكل واضح مؤخرا. ليحاول فريق كلوب قطع الكرة كلما استلم الأرميني الكرة، إنها الخطوة الأولى من خطة الضيوف التي اعتمدت في شقها الثاني، على استغلال بطء المدافع الأيسر كوليسيناك، لينطلق صلاح في أكثر من كرة خطيرة.
أما آرسنال فسيطر هو الآخر مع الوقت، ليستغل المساحات الشاغرة بين وسط ليفربول ودفاعه، لكن ابتعاد أوزيل عن مستواه، وسوء لمسة أوباميانج، كلها عوامل حالت دون افتتاح التسجيل.
- شوط المدربين
سيطر آرسنال على مجريات اللعب في بداية الشوط الثاني، لكن نجح ليفربول في تسجيل هدف التقدم، عن طريق لمسة مميزة من ميلنر، وخطأ من الحارس لينو، ليعود زعيم ميرسيسايد إلى مناطقه، ويعتمد أكثر علىالمرتدات السريعة، أملا في استغلال المساحات الشاغرة التي يتركها منافسه لمحاولة التعادل.
تفوق أوناي إيمري في الشوط الثاني بعد إشراك إيوبي مكان مخيتاريان، ونجاح لاعبيه في نقل الكرات بسهولة خلف دفاعات الليفر، خصوصا مع التألق الكبير للدولي النيجيري. إيوبي رائع في الاستلام بين الخطوط، مميز أيضا في النزول للوسط من أجل استلام الكرات، ولعب التمريرات البينية تجاه لاكازيت، بالإضافة إلى تحركاته القطرية من الطرف إلى أنصاف المسافات، ليحرك الجبهة اليسرى ويساهم في تفوق فريقه.
- ثنائية هولدينج وتشاكا
بدون ثنائية هولدينج وتشاكا، لم يكن إيوبي يتألق بهذا الشكل، لأن هذا الثنائي نجح في الهروب من ضغط ليفربول، وخلق البناء المنظم من الخلف إلى الأمام، بالتمريرات المميزة والاحتفاظ السليم دون أخطاء. ومع دخول رامسي مكان أوباميانج، فتح آرسنال الأطراف بثنائية إيوبي وبيليرين، مع اقتراب أوزيل من لاكازيت، مع تغطيته بواسطة البديل الويلزي.
نجح الفريق اللندني في كشف عيوب جديدة داخل نظام كلوب، فليفربول فريق غير معد للدفاع من الخلف، ونتيجة عدم استخدام الألماني لدكته، من خلال إجراء أول تغيير في الدقائق الأخيرة، فشل هجوم الليفر في إجراج دفاعات آرسنال، ليتفوق إيوبي وزملائه بأريحية على فابينيو وميلنر والبقية.
رغم أن آرسنال كان الطرف الأقرب للفوز، ومع لعب المباراة على أرضه ووسط جماهيره، إلا أن ليفربول هو من خسر نقطتين، لحاجته إلى الفوز في سباق المنافسة على اللقب. كذلك أثبتت هذه المباراة أن وسط ليفربول يعاني كثيرا عند فقدان هجومه بوصلة الضغط، لتزيد المساحات في وبين الخطوط، ويجبر الدفاع على ارتكاب هفوات سهلة.