إنتر وبرشلونة.. أخيرا أصبحت هناك ملامح لطريقة لعب فالفيردي!
تعادل إنتر وبرشلونة بهدف لكل فريق، في مباراة رائعة على الصعيد الخططي، مع فرص بالجملة للفريق الضيف، ومرتدات ناجحة لأصحاب الأرض، بالإضافة لأداء فني يستحق الدراسة من فالفيردي وسباليتي على حد سواء.
- تشكيلة الفريقين
جزء رئيسي من قوة هجوم إنتر يكمن في الكرات العرضية. رقميا إنتر يلعب قرابة الـ 35 كرة عرضية في المباراة الواحدة بالدوري الإيطالي. إحصائيا أيضا فإن إنتر ميلان يهاجم من اليسار بنسبة تصل إلى 40 % من شكل هجومه بالكامل. أمام لاتسيو كانت النسبة 38 %. نتيجة لذلك، دخل سباليتي بأفضل تشكيلة لديه، 4-3-3 مع تواجد بيرزيتش على اليسار، جناح قوي وسريع ومهاري، وخلفه أسامواه، ويميل لهما باستمرار لاعب ثالث، ناينجولان. وفي اليمين بوليتانو وخلفه فرساليكو، مع غلق منطقة الارتكاز بثنائية بروزوفيتش وفيتشينو، بينما بالمقدمة إيكاردي، وبالخلف كلا من سكرينيار ودي فريج أمام حارس المرمى.
أما برشلونة فكان أمامه خيارين، إما اللعب بنفس طريقة الذهاب، بوضع نصف جناح ونصف لاعب وسط، مثل رافينيا أمام روبرتو، للتغطية أمام الجبهة اليسرى القوية لإنتر، أو الإتجاه إلى المبادرة الهجوم، كما اختار بالإياب في الجوزيبي مياتزا. رسم 4-3-3 مع البدأ بثلاثية ديمبلي، كوتينيو، سواريز في الأمام. وفي المنتصف لا خلاف على راكيتتش، بوسكيتس، وأرثور، أمام رباعي الخط الخلفي، روبرتو، بيكيه، لونجليه، وجوردي ألبا.
- ضغط برشلونة
بدأ برشلونة المباراة بشكل أفضل، من خلال تطبيق الضغط الإستراتيجي في نصف ملعب إنتر، عن طريق سواريز ولاعب الوسط المتقدم، إما بوسكيتس أو أرثور، مع تغطية كوتينيو وديمبلي على الأطراف، وتمركز راكيتتش بالعمق، حتى يقطع الكرات في حالة مرور الطليان من مصيدة الضغط الكاتلوني، لذلك لجأ فريق إنتر إلى الكرات الطولية، وفشل في الخروج من مناطقه بسهولة، نتيجة وجود عدد كبير من لاعبي البارسا في نصف ملعب منافسهم.
استخلص لاعبو برشلونة 16 كرة في نصف ملعب إنتر خلال الشوط الأول، مما يدل على نجاح الجزء الأول من خطة فالفيردي، بحرمان خصمه من الخروج السهل، وفصل الجبهة اليسرى، بالتحديد بيرزيتش، عن بقية زملائه، بقلة الكرات التي تصل للكرواتي أسفل الأطراف، المنطقة المفضلة لشن هجمات فريق سباليتي، سواء في الكالتشيو أو دوري الأبطال.
لويس سواريز
- سواريز رائع.. ولكن!
بنى الكتلان هجومهم على لويس سواريز، المهاجم الذي يستلم كثيرا خارج منطقة الجزاء، وكأنه يلعب كرقم 10 لا 9، لذلك كان المهاجم اللاتيني بمثابة محطة الهجوم. يعود خطوات للخلف، يضغط على بروزوفيتش من دون الكرة، ويستلم في المنطقة بين دفاع إنتر وارتكازه، لكي يبدأ الهجمة عن طريق المراوغة والتسديد، أو لعب التمريرات القصيرة لكوتينيو أو ديمبلي، أقرب ثنائي له داخل الثلث الهجومي الأخير.
أضاع البارسا أكثر من فرصة مؤكدة، لكنه افتقد للاعب الذي ينطلق من وضع الثبات إلى الحركة، بمعنى اللاعب القادر على الاستلام في ظهر المدافعين لا أمامهم، وهو ما لا يجيده ديمبلي وكوتينيو حتى الآن، الثنائي الذي يميل لاستلام الكرة أولا، ثم الحركة والمراوغة، قبل التمرير والتسديد.
- إيكاردي تائه.. ولكن
سجل إيكاردي هدف تعادل فريقه في وقت قاتل، لكن الأرجنتيني ابتعد تماما عن أجواء المباراة، بسبب الضغط القوي لفريق برشلونة، والذي منع وسط إنتر من خلق فرص منظمة، لذلك لمس ماورو الكرة 7 مرات فقط خلال الشوط الأول، كلها بعيدا عن منطقة الجزاء، ليفقد جزء كبير من خطورته، المتمثلة في الحسم أمام المرمى فقط.
إيكاردي مهاجم صندوق، يجيد بشدة تسجيل الأهداف أمام المرمى، لكنه يقل كثيرا عندما يستلم بعيدا عن الشباك، وهذا ما نجح برشلونة فيه لمدة 85 دقيقة تقريبا، لكن خطأ واحد من الدفاع سمح للمهاجم بتسجيل هدف من نصف فرصة.
- التغييرات
ظل الوضع على ما هو عليه في الشوط الثاني، من خلال استحواذ وسيطرة وفرص ضائعة لبرشلونة، مع بعض المرتدات لإنتر ميلان، عند الهروب من الضغط بالتمريرات الطولية، أو باستغلال ضعف ارتداد كوتينيو وديمبلي في بعض الأحيان على الخط، مما جعل بوليتانو وبيرزيتش في وضع مميز أمام أظهرة برشلونة، لكن عاب الفريق الإيطالي اللمسة الأخيرة، مع تسرع واضع بلعب الكرات العرضية بمناسبة ومن دون.
استخدم سباليتي دكته سريعا بدخول فاليرو بدلا من ناينجولان، ثم كاندريفا مكان بوليتانو، وأخيرا لوتارو عوضا عن بروزوفيتش، من أجل محاولة خلق فرص أكبر بين العمق والأطراف. أما فالفيردي فأشرك فيدال ثم مالكوم بدلا من أرثور وديمبلي، مع الحفاظ على رسمه الخططي تقريبا، ليسجل البديل البرازيلي هدفا مهما، قبل أن يتعادل إيكاردي بعدها بدقائق.
- إستراتيجية برشلونة
ربما سيعتمد فالفيردي في القادم على 4-3-3 أو 4-4-2، ميسي مع سواريز وكوتينيو، أو حتى ديمبلي، ويمكن لمالكوم الحصول على فرص أخرى. كذلك هناك إمكانية اللعب بفيدال مع ثلاثي الوسط، والاكتفاء بثنائي هجومي في الأمام. كل هذه الخطط مجرد أرقام، لأن إستراتيجية اللعب هي الأساس والأهم. وبعد عدة مباريات كبيرة للبارسا هذا الموسم، أمام إنتر ذهابا وإيابا، ريال مدريد، وتوتنهام، من الواضح أن أسلوب فالفيردي أصبح واضحا بعض الشيء، من خلال الضغط المنظم في نصف ملعب المنافس، وتحول الجناح الثالث للعمق كلاعب وسط رابع من دون الكرة، مع عودة سواريز إلى المنتصف، لفتح الطريق أمام الأطراف للصعود دون رقابة.
لا تزال هناك بعض المشاكل، سواء من خلال نقص اللياقة وضعفها في بعض الأحيان، بالإضافة لقلة استخدام العناصر البديلة، وهي الخطوة التي يجب أن يذهب إليها المدرب في قادم المواعيد، لأن الإطار الخططي لأي فريق كبير يحتاج إلى عناصر جاهزة وأخرى بديلة، ليبقى هذا التحدي هو الرهان الحقيقي أمام برشلونة، إما تحقيقه أو فقدان البوصلة كالعادة في شهر أبريل!