الأردن ودول الخليج العربي .. قراءة واقعية
جو 24 : كتب: فيصل عاكف الفايز - يعتز الاردنيون بالمستوى الكبير الذي وصلت اليه العلاقات الاردنية الخليجية، في مختلف المجالات، وخاصة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي،وهي علاقات أخوية متينة وراسخة، تقوم على أسس ثابتة من الاحترام المتبادل والتفاهم والتاريخ المشترك واللغة الواحدة والعقيدة الجامعة، توطدت عبر الزمن بحكم الهوية القومية، والجغرافيا والوطن الواحد، ولذلك كانت على الدوام علاقات تعاون وتنسيق، وروابط إخاء ومودة دائمة، ولا تتأثر بالسياسات العابرة والمتغيرات الآنية.
ولم تكن العلاقة الاردنية الخليجية في أي يوم من الايام، مجرد علاقة سياسية قائمة على المصالح المتبادلة فقط، كما هي العلاقات بين الدول، فقد وصلت هذه العلاقة، الى مستويات وحدة الهدف والمصير، والتقارب الاجتماعي، الذي جعل من تشابه القيم والعادات والتقاليد، سمة مشتركة ميزت الاردنيين في ان يكونوا الاقرب للخليجيين، وان يكون الخليجيون هم المرحب بهم دائما في الاردن والاقرب اليه، وهي علاقة تنطلق من ثوابت واستراتيجيات تعزز مفهوم الامن المشترك، فأمن الاردن من أمن الخليج، وأمن الخليج من أمن الاردن، ولهذا فان حرص الخليج، على استمرار ثبات الاردن وصموده امام التحديات كافة، وتمكينه من ان يحقق ذلك، هو بالمقدار نفسه الذي لا يقبل فيه الاردن ان يساء او ان يزعزع أمن اي دولة خليجية او امن مواطنيها .
والعلاقات الاردنية الخليجية كانت على الدوام، محط اعتزاز الاردنيين وقيادتهم،وكانت ذات خصوصية، باهدافها وابعادها الاستراتيجية، ونتحدث اليوم عن هذه العلاقة، بعد ان بدأنا نشّتم من هنا وهناك، محاولات للاساءة لهذه العلاقات التاريخية والمتجذرة منذ عقود طويلة، بناها جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ويحرص على تعزيزها وادامتها جلالة الملك عبدالله الثاني واخوانه ملوك وامراء وقادة وشيوخ دول الخليج العربي .
ولآن هذه المحاولات لايمكن اخذها بحسن النية، باعتبارها تأتي في الوقت الذي وصلت اليه العلاقات، الى مستويات باتت تشكل نموذجا في العلاقات العربية العربية، وفي الوقت الذي ينعم فيه الاردن بالامن والاستقرار، رغم الفوضى والدمار والقتل الذي يعصف بدول الاقليم المجاورة له، وذلك لزعزعة هذه العلاقات، ونشر الفوضى داخل الوطن، بهدف تمرير مخططات مشبوهة، تستهدف اضعافه وسلب قراره السياسي والاقتصادي، وزعزعة امنه واستقراره ووحدة شعبه، وولائهم لقيادتهم الهاشمية.
ولكل من لايعرف او يعرف ولا يريد ان يعرف، نقول ان دول الخليج العربي كانت على الدوام، السند القوي للاردن في كل الاوقات، وكافة الظروف والتحديات التى واجهته، وهذه الحقيقة مترسخة في وجدان كل اردني،واشير هنا الى حقيقة، وهي ان اكثر الناس قدرة على وصف علاقة ما او قضية ما،هم الاشخاص الاقرب لذلك، ومن هذا المنطلق وبحكم اطلاعي ومعرفتي، ومن خلال اللقاءات الكثيرة، التى تشرفت فيها بلقاء العديد من ملوك وامراء وقادة وشيوخ دول الخليج العربي، فانني لمست حرصا اكيدا، على اهتمامهم بامن الاردن واستقراره، ودعمهم له في كافة الظروف والمجالات والتحديات، وكان اصحاب الجلالة والفخامة والسمو، حريصون كل الحرص، على الاردن كحرصهم على بلدانهم وشعوبهم .
ان قادة دول الخليج العربي وشعوبها، يؤمنون ايمانا قاطعا، بان امن الاردن واستقراره هو خط احمر، لايمكن قبول العبث فيه من قبل اية جهة كانت واي شخص كان، ويؤمنون كذلك وبحرص شديد، بضرورة تقديم ما امكن من المساعدات له، لتمكينه من مواجهة التحديات، لقد كنت سعيدا جدا في اخر زيارة قمت فيها الى الكويت، والتقيت خلالها سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت، وهو يتحدث عن الاردن بكل محبة وحرص عليه، ويحث رجال الاعمال في الكويت لاقامة المزيد من الاستثمارات في الاردن، وهي الاستثمارات التى تجاوزت حتى يومنا هذا، اكثر من اثنى عشر مليار دينار، وهذه العواطف والمشاعر الصادقة، هي انعكاس للاحترام الكبير الذي يكنه الكويت الشقيق قيادة وشعبا للاردن وقيادته.
وفي اطار حرص دول الخليج على الاردن، وتقديرهم له ولقيادته، فاشير هنا الى عمق العلاقة الاردنية السعودية، فهذه العلاقات باتت علاقات استراتيجية اخوية عميقة، وهناك حرص دائم من قبل قيادتي البلدين، على تعزيزها وتمتينها لما فيه خير الشعبين الشقيقين، والامتين العربية والاسلامية، وباتت العلاقة بين البلدين تقوم على التعاون والتكامل في كافة المواقف، وفي الاطار العربي والاطار الدولي، حتى وصل التنسيق بين البلدين، حد التطابق الكامل، وتميزت هذه العلاقة ايضا، بالنظرة الخاصة من كلا البلدين للبلد الاخر، كما تجسدت بالمساعدات الاخوية الكبيرة والمقدرة لدى الشعب الاردني.
وفي اطار خصوصية العلاقة الاردنية السعودية المتميزة، كلنا يستذكر ما كان يقوله على الدوام، خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من ان الاردن بالنسبة له هي بمثابة «سؤدد العين»، لذلك لم يبخل جلالته يوما على الاردن وشعبها.
كما ان ولي عهد المملكة العربية السعودية، سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، يحرص على دعم الاردن ومساعدته، وينظر الى العلاقات الاردنية السعودية، بانها علاقات خاصة ومميزة، وبحكم علاقتى الشخصية مع سموه، فانا اعرف جيدا بانه محب للاردن قيادة وشعبا ومن الحريصين على دعم الاردن والحفاظ على امنه واستقراره.
ولابد من التذكير هنا، الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني، دائم الحرص على تعميق العلاقات الأردنية السعودية، التي تشكل نموذجا يحتذى في العمل العربي المشترك، لمواجهة مختلف التحديات، وهو الحريص ايضا، على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، وهذا الموقف والاهتمام الملكي، يحرص عليه جلالته ايضا مع كافة الدول الخليجية الشقيقة، الكويت والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وسلطنة عمان، ولم يقبل الاردن يوما الاساءة لهذه الدول الشقيقة، مهما كانت الظروف والدواعي والمبررات، لذلك تطرح تساؤلات كثيرة، لمصلحة من تتم احيانا،محاولات الاساءة لبعض هذه الدول الشقيقة، وفي هذه الظروف الى يمر بها الاردن تحديدا، فالاردن الذى اقام علاقاته مع هذه الدول عبر عقود من الزمن، على الاحترام والمحبة، لن يقبل بمثل هذه التجاوزات لاي جهة كانت او من قبل أي شخص كان.
ومن ينكر ايضا، العلاقات القوية مع دولة الامارات العربية المتحدة، التى بناها جلالة المغفور له بإذن الله، الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، واخوه الراحل الكبير، المغفور له باذن الله سمو الشيخ زايد ال نهيان، وعزز هذه العلاقات الاخوية الكبيرة والمتجذرة، جلالة الملك عبدالله الثاني، واخوه سمو الشيخ خليفه بن زايد ال نهيان.
ومن من الاردنيين ينكر الدعم الكبير والمتواصل، الذي تقدمه دولة الامارات للاردن، والمحبة الكبيرة التى تكنها له قيادة وشعبا، ومن منا لايرى حجم الاستثمارات الاماراتية المتعددة، في بلدنا، وفي كافة المجالات والتى تقدر بالمليارات.
ومن مِن الاردنيين ينكر علاقات الاحترام والتقدير، القائمة بين الاردن وكل من دولة قطر ومملكة البحرين وسلطنة عمان، والدعم الكبير الذي يقدمونه للاردن على الدوام، والعلاقات الاخوية التى تربط قيادات هذه الدول الشقيقة، مع قيادتنا، فهي علاقات قائمة على الاحترام والتقدير والاعتزاز.
كلنا يعرف في الاردن، ان جلالة الملك عبدالله الثاني، تربطه علاقات قوية وشخصية مع ملوك وامراء وقادة وشيوخ الدول الخليجية، وهي علاقات يحرص جميعهم على ادامتها وتعزيزها، فلماذا اذا يحاول البعض الوقيعة، بيننا وبين الاشقاء الذين يساندوننا على الدوام، بحرص اكيد دون منة.
وهنا أوكد، على ان الاردنيين بوعيهم يدركون تماما، ان الاشقاء في دول الخليج لم يكونوا يوما الا الى جانب الاردن قيادة وشعبا، ولم يبخلوا عليه في اى وقت، فكانوا على الدوام يحرصون على دعمنا معنويا واقتصاديا، وعلى الدوام كانوا الى جانبنا، لتمكيننا من مواجهة الظروف الاستثنائية التي نمر بها، ولا ننسى في هذا الاطار مئات الالاف من ابنائنا الاردنيين العاملين في دول الخليج التي توفر لهم كافة الامكانات والتسهيلات.
لقد كان قادة دول الخليج وشعوبها، يشعرون على الدوام بالأهمية الكبيرة للعلاقة مع الاردن والانفتاح عليه، لدوره الكبير في خدمة قضايا امته، وللتشابه التام، في العادات والتقاليد، ولما يمثله الأردن من خط أمامي لدول الخليج العربي، في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، والجهد الكبير الذي يقوم به الأردن تجاه دول الخليج العربي، في مختلف المجالات، لذا كانت دول الخليج تؤكد على الدوام، بانها لا يمكن ان تتخلى عن الأردن او التفريط فيه.
وجراء الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها الاردن، لم نجد الا دول الخليج العربي، تقف الى جانبنا وتعمل معنا، بشكل مباشر لمواجهة هذه الظروف، لذلك ولتمكين الاردن من تجاوز هذه الظروف والتحديات، لم تتوانى عن دعمها للاردن، فبادرت على الفور تقديم الدعم المالي للخزينة، واودعت الملايين في البنك المركزي لدعم الدينار، واقرت دعماً مالياً لموازنة الدولة، بمقدار مليار وربع المليار دينار سنوياً، وعلى مدار خمس سنوات، لتمكينه من مواجهة الظروف الاقتصادية التى يعاني منها، وكل هذا الدعم لم يكن ليتوفر لولا الحرص على الاردن، وحرصهم على امنه واستقراره، وانعكاساً للعلاقات القويه التى تربط قادة هذه الدول الشقيقة، بجلالة الملك عبدالله الثاني وتقديرهم له وللشعب الاردني.
اصبحنا اليوم وللأسف نعيش في زمن التغيير في المفاهيم والمبادئ، حيث أصبحنا لا نعرف من هو عدوّنا من صديقنا، وبات البعض منا يتعاطى باستخفاف، بالمستوى الرفيع الذي وصلت اليه علاقاتنا مع دول الخليج العربي، فلماذا الاساءات لمن وقف الى جانبنا في احلك الظروف واصعبها، ولماذا الاساءات لدول كانت وما تزال تعتبرنا جزءا منها، ما يصيبها يصيبنا، وما يفرحها يفرحنا، ان الكلام اللامسؤول، الذي يصدر عن البعض من أهل السياسة وغيرهم، لا يوفي هذه الدول الشقيقة حقها، ولايرد الفضل لاهل الفضل، وان مثل هذا الكلام، لايقع إلا في إطار السعي لتعكير صفو العلاقات بين الاردن وهذه الدول الشقيقة، وتعريض استقرار الاردن ومصالحه للخطر، ليكون لقمة سائغة، في فم المشاريع الإقليمية، التي تستهدف المنطقة العربية واستقرارها ونموها الاقتصادي وتطوّرها.
اننا على ثقة تامة، بان يتفهم الاشقاء في دول الخليج العربي بإن ما حصل لايعبر الا عن رأي أصحابه فقط، ولا يعبر عن موقف عن الاردن وشعبه، فعلاقات الاردن مع دول الخليج العربي كانت وستبقى علاقة محبة وأخوة صادقة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تتأثر بموقف من هنا وكلام من هناك، خصوصا أن الغالبية الساحقة من الاردنيين، تثمن وقوف دول الخليج باستمرار إلى جانب الاردن ونهضته وازدهاره.
ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، حريص كل الحرص،على أفضل العلاقات مع الدول العربية، لا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي، وحريص على عدم التدخل في شؤونها الداخلية.
لذلك فاني ادعو الجميع ، الى الاقتداء بنهج جلالة الملك عبدالله الثاني، في محبته للاشقاء في الخليج، فعلاقته مع اشقائه ملوك وامراء وقادة وشيوخ دول الخليج العربي، قائمة على الاحترام والتقدير وبما يخدم الاردن.
(الدستور)
ولم تكن العلاقة الاردنية الخليجية في أي يوم من الايام، مجرد علاقة سياسية قائمة على المصالح المتبادلة فقط، كما هي العلاقات بين الدول، فقد وصلت هذه العلاقة، الى مستويات وحدة الهدف والمصير، والتقارب الاجتماعي، الذي جعل من تشابه القيم والعادات والتقاليد، سمة مشتركة ميزت الاردنيين في ان يكونوا الاقرب للخليجيين، وان يكون الخليجيون هم المرحب بهم دائما في الاردن والاقرب اليه، وهي علاقة تنطلق من ثوابت واستراتيجيات تعزز مفهوم الامن المشترك، فأمن الاردن من أمن الخليج، وأمن الخليج من أمن الاردن، ولهذا فان حرص الخليج، على استمرار ثبات الاردن وصموده امام التحديات كافة، وتمكينه من ان يحقق ذلك، هو بالمقدار نفسه الذي لا يقبل فيه الاردن ان يساء او ان يزعزع أمن اي دولة خليجية او امن مواطنيها .
والعلاقات الاردنية الخليجية كانت على الدوام، محط اعتزاز الاردنيين وقيادتهم،وكانت ذات خصوصية، باهدافها وابعادها الاستراتيجية، ونتحدث اليوم عن هذه العلاقة، بعد ان بدأنا نشّتم من هنا وهناك، محاولات للاساءة لهذه العلاقات التاريخية والمتجذرة منذ عقود طويلة، بناها جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ويحرص على تعزيزها وادامتها جلالة الملك عبدالله الثاني واخوانه ملوك وامراء وقادة وشيوخ دول الخليج العربي .
ولآن هذه المحاولات لايمكن اخذها بحسن النية، باعتبارها تأتي في الوقت الذي وصلت اليه العلاقات، الى مستويات باتت تشكل نموذجا في العلاقات العربية العربية، وفي الوقت الذي ينعم فيه الاردن بالامن والاستقرار، رغم الفوضى والدمار والقتل الذي يعصف بدول الاقليم المجاورة له، وذلك لزعزعة هذه العلاقات، ونشر الفوضى داخل الوطن، بهدف تمرير مخططات مشبوهة، تستهدف اضعافه وسلب قراره السياسي والاقتصادي، وزعزعة امنه واستقراره ووحدة شعبه، وولائهم لقيادتهم الهاشمية.
ولكل من لايعرف او يعرف ولا يريد ان يعرف، نقول ان دول الخليج العربي كانت على الدوام، السند القوي للاردن في كل الاوقات، وكافة الظروف والتحديات التى واجهته، وهذه الحقيقة مترسخة في وجدان كل اردني،واشير هنا الى حقيقة، وهي ان اكثر الناس قدرة على وصف علاقة ما او قضية ما،هم الاشخاص الاقرب لذلك، ومن هذا المنطلق وبحكم اطلاعي ومعرفتي، ومن خلال اللقاءات الكثيرة، التى تشرفت فيها بلقاء العديد من ملوك وامراء وقادة وشيوخ دول الخليج العربي، فانني لمست حرصا اكيدا، على اهتمامهم بامن الاردن واستقراره، ودعمهم له في كافة الظروف والمجالات والتحديات، وكان اصحاب الجلالة والفخامة والسمو، حريصون كل الحرص، على الاردن كحرصهم على بلدانهم وشعوبهم .
ان قادة دول الخليج العربي وشعوبها، يؤمنون ايمانا قاطعا، بان امن الاردن واستقراره هو خط احمر، لايمكن قبول العبث فيه من قبل اية جهة كانت واي شخص كان، ويؤمنون كذلك وبحرص شديد، بضرورة تقديم ما امكن من المساعدات له، لتمكينه من مواجهة التحديات، لقد كنت سعيدا جدا في اخر زيارة قمت فيها الى الكويت، والتقيت خلالها سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت، وهو يتحدث عن الاردن بكل محبة وحرص عليه، ويحث رجال الاعمال في الكويت لاقامة المزيد من الاستثمارات في الاردن، وهي الاستثمارات التى تجاوزت حتى يومنا هذا، اكثر من اثنى عشر مليار دينار، وهذه العواطف والمشاعر الصادقة، هي انعكاس للاحترام الكبير الذي يكنه الكويت الشقيق قيادة وشعبا للاردن وقيادته.
وفي اطار حرص دول الخليج على الاردن، وتقديرهم له ولقيادته، فاشير هنا الى عمق العلاقة الاردنية السعودية، فهذه العلاقات باتت علاقات استراتيجية اخوية عميقة، وهناك حرص دائم من قبل قيادتي البلدين، على تعزيزها وتمتينها لما فيه خير الشعبين الشقيقين، والامتين العربية والاسلامية، وباتت العلاقة بين البلدين تقوم على التعاون والتكامل في كافة المواقف، وفي الاطار العربي والاطار الدولي، حتى وصل التنسيق بين البلدين، حد التطابق الكامل، وتميزت هذه العلاقة ايضا، بالنظرة الخاصة من كلا البلدين للبلد الاخر، كما تجسدت بالمساعدات الاخوية الكبيرة والمقدرة لدى الشعب الاردني.
وفي اطار خصوصية العلاقة الاردنية السعودية المتميزة، كلنا يستذكر ما كان يقوله على الدوام، خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من ان الاردن بالنسبة له هي بمثابة «سؤدد العين»، لذلك لم يبخل جلالته يوما على الاردن وشعبها.
كما ان ولي عهد المملكة العربية السعودية، سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، يحرص على دعم الاردن ومساعدته، وينظر الى العلاقات الاردنية السعودية، بانها علاقات خاصة ومميزة، وبحكم علاقتى الشخصية مع سموه، فانا اعرف جيدا بانه محب للاردن قيادة وشعبا ومن الحريصين على دعم الاردن والحفاظ على امنه واستقراره.
ولابد من التذكير هنا، الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني، دائم الحرص على تعميق العلاقات الأردنية السعودية، التي تشكل نموذجا يحتذى في العمل العربي المشترك، لمواجهة مختلف التحديات، وهو الحريص ايضا، على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، وهذا الموقف والاهتمام الملكي، يحرص عليه جلالته ايضا مع كافة الدول الخليجية الشقيقة، الكويت والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين وسلطنة عمان، ولم يقبل الاردن يوما الاساءة لهذه الدول الشقيقة، مهما كانت الظروف والدواعي والمبررات، لذلك تطرح تساؤلات كثيرة، لمصلحة من تتم احيانا،محاولات الاساءة لبعض هذه الدول الشقيقة، وفي هذه الظروف الى يمر بها الاردن تحديدا، فالاردن الذى اقام علاقاته مع هذه الدول عبر عقود من الزمن، على الاحترام والمحبة، لن يقبل بمثل هذه التجاوزات لاي جهة كانت او من قبل أي شخص كان.
ومن ينكر ايضا، العلاقات القوية مع دولة الامارات العربية المتحدة، التى بناها جلالة المغفور له بإذن الله، الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، واخوه الراحل الكبير، المغفور له باذن الله سمو الشيخ زايد ال نهيان، وعزز هذه العلاقات الاخوية الكبيرة والمتجذرة، جلالة الملك عبدالله الثاني، واخوه سمو الشيخ خليفه بن زايد ال نهيان.
ومن من الاردنيين ينكر الدعم الكبير والمتواصل، الذي تقدمه دولة الامارات للاردن، والمحبة الكبيرة التى تكنها له قيادة وشعبا، ومن منا لايرى حجم الاستثمارات الاماراتية المتعددة، في بلدنا، وفي كافة المجالات والتى تقدر بالمليارات.
ومن مِن الاردنيين ينكر علاقات الاحترام والتقدير، القائمة بين الاردن وكل من دولة قطر ومملكة البحرين وسلطنة عمان، والدعم الكبير الذي يقدمونه للاردن على الدوام، والعلاقات الاخوية التى تربط قيادات هذه الدول الشقيقة، مع قيادتنا، فهي علاقات قائمة على الاحترام والتقدير والاعتزاز.
كلنا يعرف في الاردن، ان جلالة الملك عبدالله الثاني، تربطه علاقات قوية وشخصية مع ملوك وامراء وقادة وشيوخ الدول الخليجية، وهي علاقات يحرص جميعهم على ادامتها وتعزيزها، فلماذا اذا يحاول البعض الوقيعة، بيننا وبين الاشقاء الذين يساندوننا على الدوام، بحرص اكيد دون منة.
وهنا أوكد، على ان الاردنيين بوعيهم يدركون تماما، ان الاشقاء في دول الخليج لم يكونوا يوما الا الى جانب الاردن قيادة وشعبا، ولم يبخلوا عليه في اى وقت، فكانوا على الدوام يحرصون على دعمنا معنويا واقتصاديا، وعلى الدوام كانوا الى جانبنا، لتمكيننا من مواجهة الظروف الاستثنائية التي نمر بها، ولا ننسى في هذا الاطار مئات الالاف من ابنائنا الاردنيين العاملين في دول الخليج التي توفر لهم كافة الامكانات والتسهيلات.
لقد كان قادة دول الخليج وشعوبها، يشعرون على الدوام بالأهمية الكبيرة للعلاقة مع الاردن والانفتاح عليه، لدوره الكبير في خدمة قضايا امته، وللتشابه التام، في العادات والتقاليد، ولما يمثله الأردن من خط أمامي لدول الخليج العربي، في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، والجهد الكبير الذي يقوم به الأردن تجاه دول الخليج العربي، في مختلف المجالات، لذا كانت دول الخليج تؤكد على الدوام، بانها لا يمكن ان تتخلى عن الأردن او التفريط فيه.
وجراء الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها الاردن، لم نجد الا دول الخليج العربي، تقف الى جانبنا وتعمل معنا، بشكل مباشر لمواجهة هذه الظروف، لذلك ولتمكين الاردن من تجاوز هذه الظروف والتحديات، لم تتوانى عن دعمها للاردن، فبادرت على الفور تقديم الدعم المالي للخزينة، واودعت الملايين في البنك المركزي لدعم الدينار، واقرت دعماً مالياً لموازنة الدولة، بمقدار مليار وربع المليار دينار سنوياً، وعلى مدار خمس سنوات، لتمكينه من مواجهة الظروف الاقتصادية التى يعاني منها، وكل هذا الدعم لم يكن ليتوفر لولا الحرص على الاردن، وحرصهم على امنه واستقراره، وانعكاساً للعلاقات القويه التى تربط قادة هذه الدول الشقيقة، بجلالة الملك عبدالله الثاني وتقديرهم له وللشعب الاردني.
اصبحنا اليوم وللأسف نعيش في زمن التغيير في المفاهيم والمبادئ، حيث أصبحنا لا نعرف من هو عدوّنا من صديقنا، وبات البعض منا يتعاطى باستخفاف، بالمستوى الرفيع الذي وصلت اليه علاقاتنا مع دول الخليج العربي، فلماذا الاساءات لمن وقف الى جانبنا في احلك الظروف واصعبها، ولماذا الاساءات لدول كانت وما تزال تعتبرنا جزءا منها، ما يصيبها يصيبنا، وما يفرحها يفرحنا، ان الكلام اللامسؤول، الذي يصدر عن البعض من أهل السياسة وغيرهم، لا يوفي هذه الدول الشقيقة حقها، ولايرد الفضل لاهل الفضل، وان مثل هذا الكلام، لايقع إلا في إطار السعي لتعكير صفو العلاقات بين الاردن وهذه الدول الشقيقة، وتعريض استقرار الاردن ومصالحه للخطر، ليكون لقمة سائغة، في فم المشاريع الإقليمية، التي تستهدف المنطقة العربية واستقرارها ونموها الاقتصادي وتطوّرها.
اننا على ثقة تامة، بان يتفهم الاشقاء في دول الخليج العربي بإن ما حصل لايعبر الا عن رأي أصحابه فقط، ولا يعبر عن موقف عن الاردن وشعبه، فعلاقات الاردن مع دول الخليج العربي كانت وستبقى علاقة محبة وأخوة صادقة، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تتأثر بموقف من هنا وكلام من هناك، خصوصا أن الغالبية الساحقة من الاردنيين، تثمن وقوف دول الخليج باستمرار إلى جانب الاردن ونهضته وازدهاره.
ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، حريص كل الحرص،على أفضل العلاقات مع الدول العربية، لا سيما منها دول مجلس التعاون الخليجي، وحريص على عدم التدخل في شؤونها الداخلية.
لذلك فاني ادعو الجميع ، الى الاقتداء بنهج جلالة الملك عبدالله الثاني، في محبته للاشقاء في الخليج، فعلاقته مع اشقائه ملوك وامراء وقادة وشيوخ دول الخليج العربي، قائمة على الاحترام والتقدير وبما يخدم الاردن.
(الدستور)