كيف يتذكر الفلسطينيون "ياسر عرفات" بعد 14 عاما على رحيله؟
توافق اليوم الذكرى السنوية الـ14 على رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "أبو عمار"، الذي توفي في العاصمة الفرنسية باريس متأثرا بمرض مفاجئ، لم تعرف أسبابه ولم يعرف المسؤولون عن تنفيذ عملية "التسميم" المشتبهة، في وقت تؤكد فيه السلطة الفلسطينية أن التحقيقات لا تزال مستمرة.
وقال رئيس السلطة محمود عباس في حفل تأبين الذكرى السنوية لوفاة عرفات في مدينة رام الله الأحد، إننا "لن ننسى تضحياته العظيمة وجهوده الجبارة إلى أن استشهد ورفع إلى السماء"، مؤكدا أن "ياسر عرفات حافظ على منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني".
وتحدث عباس عن مخاطر "صفقة القرن"، مضيفا أنه "اليوم كُشفت الأوراق وتبين ماذا كان يحضرون لنا، فهم لا يريدون لهذا الشعب أن يكون له كيان ودولة"، مشددا في الوقت ذاته على أنه "لن يسمح لهذه الصفقة بالمرور".
ولم يتطرق عباس في حديثه إلى ما وصلت إليه التحقيقات حول كشفت ملابسات وفاة ياسر عرفات.
وكانت آخر تصريحات رسمية حول ظروف وفاة عرفات صادرة من رئيس لجنة التحقيق التابعة للسلطة الفلسطينية توفيق الطيراوي، الذي كشف لوكالة "فرانس برس" أن "لجنة التحقيق توصلت إلى الشخص الذي نفذ اغتيال الرئيس عرفات"، لافتا إلى أن "هناك لغزا صغيرا فقط، قد يحتاج إلى وقت لكشف بقية تفاصيل عملية الاغتيال".
ورفض الطيراوي إعطاء المزيد من المعلومات حول المشتبه به وحول سير التحقيق، مشددا في الوقت ذاته على أن "إسرائيل تتحمل مسؤولية عملية الاغتيال التي تعود إلى العام 2004".
وكشف تحقيق لقناة "الجزيرة" القطرية بعد سنوات من وفاة عرفات، إمكانية تعرضه لإشعاعات البلوتونيوم، ما دعا السلطة الفلسطينية إلى فتح تحقيق جديد لهذا الغرض.
وكان محققون فرنسيون استخرجوا رفات الراحل عرفات في محاولة لمعرفة سبب وفاته، إلا أن لغز وفاته لم يُحل بعد تعدد فرضيات ذلك، واستبعد الخبراء المكلفون من قبل القضاة الفرنسيين مرتين فرضية التسمم.
وولد عرفات في القاهرة، واسمه محمد ياسر عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد، وخاض خلال حياته نضالا وجهادا على مختلف الجبهات، وأعاد الحياة لاسم فلسطين ولقضية شعبها في الوعي الإنساني، ووضع القضية الفلسطينية على الخارطة السياسية العالمية.
وكان عرفات وافق في 1993 على اتفاقية أوسلو، وعاد عام 1994 إلى فلسطين رئيسا للسلطة الفلسطينية في غزة وأريحا.
وترصد "عربي21" كيفية تذكر الفلسطينيين لياسر عرفات بعد مرور 14 عاما على رحيله، في ظل افتقاد بعضهم لشخصيته وقيادته في هذه الأيام، وتساءل البعض الآخر عن مصير التحقيقات التي لم تكشف عن هوية القتلة حتى اللحظة.