ما هي أخطر آلة في غرفة العمليات؟
إذا كنت مستلقيا على ظهرك ومربوطا من الصدر وقدماك أعلى من مستوى الرأس، ثم تنحدر الطاولة إلى أسفل بزاوية 45 درجة، يمكن حينها القول: إنك جاهز لإجراء العملية الجراحية.
ولكن هذا "الوضع غير المستقر"، كما وصفته المجلة البريطانية للتخدير، يتطلب رعاية كبيرة لحماية المرضى.
فغالبا ما تتطلب العمليات الجراحية البقاء في هذه الوضعية، لمدة طويلة قد تصل إلى أربع ساعات، ما قد يؤدي إلى تطور المضاعفات بما في ذلك إصابات القرنية وتلف الأعصاب في أيادي وأقدام المرضى، فضلا عن تراكم السوائل الخطرة في المخ والرئتين وجلطات الدم، وفقا لتحذيرات أصدرتها دراسة أجريت في العام الماضي من قبل جامعة إمبريال كوليدج لندن ومستشفى رويال مارسدن.
وتبدو الجراحة الآلية عملية لا تشوبها شائبة مع التكنولوجيا الفائقة التي تزودها، حيث أنها مقاومة للصدأ ويمكنها القيام بإجراءات طبية معقدة بدقة فائقة، ولكن، في الواقع، يمكن أن يكون التعامل مع هذه التكنولوجيا معقدا ومضيعة للوقت، حيث أن السيطرة على هذه الآلات تتطلب مهارة وتدريبا هائلين.
وعلى الرغم من أن هذه الآلات تحمل اسم "روبوتات" إلا أنها تخضع إلى سيطرة جراح بشري يحتمل أن يخطئ ويمكن بذلك أن تسوء الأمور بشكل فظيع.
فقد كشفت التحقيقات أن العملية الكارثية التي أجراها الجراح كاروناكاران سوكوماران ناير، والتي أدت إلى وفاة أب لثلاثة أطفال يبلغ من العمر 69 عاما، يجب بالتأكيد أن تعيد النظر في مسألة استخدام الروبوتات الجراحية في الخدمات الصحية.
فقد كشفت الأدلة المقدمة من الطبيب الشرعي، عن الطريقة الخطيرة التي قد يستخدم فيها المسعفون هذه الأدوات المعقدة للغاية دون تدريب تقني شامل.
وقد توفي ستيفن، وهو مدرس موسيقى متقاعد، بسبب فشل العديد من أعضاء الجسم بعد الإجراء الفاشل لإصلاح صمام القلب التالف.
وكان ستيفن مرشحا جيدا في البداية لاستخدام هذه التقنية الآلية غير المختبرة من قبل، حيث كان أول من خضع لجراحة صمام القلب في المملكة المتحدة بمشاركة الروبوت "دا فنشي".
ولكن هذا الروبوت وقع في "مستنقع دموي" من الأخطاء، وكانت الظروف في مسرح العملية متوترة وفوضوية.
واستخدمت الجراحة الروبوتية بشكل متزايد في جراحة سرطان البروستاتا منذ أوائل عام 2000، ولكن لم يتم إخبار ستيفن بأن التقنية لم تجرب على صمامات القلب التاجية من قبل في المملكة المتحدة، مما جعله عرضة لخطر الموت. ولم يخبره الجراح بعدم تدريبه بشكل صحيح.
ومما يثير الدهشة أنه لا توجد إجراءات قانونية بشأن كيفية تدريب الجراحين على تشغيل الآلات، وفي عام 2014، توصل مشروع "RoboLaw" التابع للمفوضية الأوروبية إلى أن الجراحين يجب أن يلبوا المتطلبات المهنية للتدريب على الجراحة الروبوتية. لكن لم يتم تحديد عدد الدورات التدريبية ومدتها التي يجب على الجراحين تلقيها.
المصدر: ديلي ميل