الاردنيون يحيون ميلاد الملك الراحل الحسين بن طلال - فيديو وصور
جو 24 :
عبدالرحمن ملكاوي - يصادف اليوم الأربعاء، الرابع عشر من تشرين ثاني 2018، الذكرى الثالثة والثمانين لولادة الملك الراحل الحسين بن طلال، والذي يحييه الأردنيون بكثير من الحبّ والامتنان.
ويستذكر الاردنيون النهضة التي استطاع ان يحققها الملك الباني في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على مدى سبعة وأربعين عاما من العطاء.
وشهد الأردن خلال تلك الفترة الطويلة الكثير من الأحداث التاريخية، كان أبرزها إنهاء الانتداب البريطاني وتعريب الجيش وتثبيت دعائم النظام السياسي الذي حاولت الجماعات المسلحة والمؤامرات الخارجية خلخلته ووضع العقبات أمامه، إلا أن الحسين وبدعم شعبي تمكن من تجاوز كلّ تلك العقبات.
وكان للملك الراحل دور بارز في القضية الفلسطينية، سواء في زمن الحرب أو في المسيرة السلمية.
ولد جلالة الملك الحسين بن طلال في عمان في 14 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1935م، وحظي برعاية جده الملك عبدالله المؤسس، حيث تلقى علومه التربوية والعسكرية في مدارس الأردن وخارجها، واعتلى جلالته في 11 آب من عام 1952م، عرش المملكة الأردنية الهاشمية، فيما تولى في الثاني من أيار 1953م، سلطاته الدستورية في ظروف عربية ودولية حرجة ودقيقة.
واستطاع جلالته أن يحقق أعلى مستويات النهوض السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن يكون الباني لأردن الاعتدال والوسطية، ويحقق أفضل نوعية حياة لشعبه، مثلما واصل الأردن، في ظل قيادته، أداء دوره العربي والإقليمي والدولي بتكامل وتأثير وبرؤية المستقبل.
وعمل جلالته على تحسين المستوى المعيشي للمواطن الأردني، انسجاما مع الشعار الذي رفعه (الإنسان أغلى ما نملك)، كركيزة أساسية في توجيه الخطط التنموية، وتأكيد ضرورة توزيع مكتسبات التنمية لتشمل كل المناطق وجميع فئات الشعب.
قاد جلالة المغفور له الاردن خلال عدة أزمات اقليمية، في حرب حزيران 1967، قامت اسرائيل باحتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية بما فيها المدينة القديمة.
ويذكر أن الضفتين الشرقية والغربية قد اتحدتا بعد الحرب العربية الاسرائيلية في 1948ـ1949 الى حين التوصل الى حل نهائي للقضية الفلسطينية.
وكان جهد الملك الحسين مشهودا في صياغة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 والذي ينص على الانسحاب الاسرائيلي من جميع الاراضي التي احتلت في حزيران 1967 مقابل السلام، وعلى أساس هذا القرار تستمر محادثات السلام الجارية الآن.
واستمر الملك الحسين بالدفاع عن وحدة وسيادة اراضي الضفة الشرقية من نهر الاردن عندما تم صد محاولة اسرائيل لغزوها في الحادي والعشرين من آذار 1968، وبعد حوالي سنتين من حرب حزيران، وفي أيلول 1970، وضع حد للنشاطات المخلة بالنظام التي قامت بها بعض المنظمات الفدائية المتواجدة في الاردن.
وأولى جلالته القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي - اهتماما خاصا، والتي سطر منتسبوها في معركة الكرامة الخالدة، في 21 آذار/مارس 1968م، أعظم انتصار، أعاد روح الثقة والانتصار لكل العرب، بعد حرب حزيران بين العرب وإسرائيل عام 1967م.
ولما كان اجراء الانتخابات النيابية مستحيلا في الضفة الغربية، التي كانت جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية، نتيجة احتلال إسرائيل لها، جاءت المجالس الإستشارية لملء الفراغ الدستوري.
وعندما كانت إرادة الأشقاء بأن يتولوا المسؤولية بأنفسهم، كان القرار الأردني في مؤتمر الرباط عام 1974م بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلا شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وليتبع ذلك قرار فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية عام 1988م، وبالتالي تسنى للأردن استئناف مسيرته الديمقراطية الدستورية، فكان عام 1989م بداية الديمقراطية الأردنية الحديثة، على قاعدة التعددية السياسية، وتأكيد نهج الشورى، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية لتشمل المرأة، مرشحة وناخبة.
وعلى الصعيد الإقليمي والعربي، كان الأردن من المؤسسين لجامعة الدول العربية، والملتزم والمحترم لقراراتها، وأدى جلالة الملك الحسين دورا محوريا في وحدة الصف والعمل العربي المشترك، ودعم القضايا العربية خاصة القضية المركزية، فلسطين.
وكان جلالته رجل حرب وسلام، ويمتاز بالشجاعة وبعد الرؤية، وظهر ذلك جلياً في كتابه "مهنتي كملك"، بقوله: "..لقد قاتل الهاشميون منذ أربعة أجيال، في سبيل القضية نفسها والهدف والغاية نفسهما، كان الشريف الحسين في مكة أول من رفع الراية، ثم جاء بعده الملك عبدالله وتلاه والدي، أما أنا من أبناء الجيل الرابع الذي قاتل في القضية نفسها والهدف والغاية نفسهما".
ترك الملك الحسين مجموعة من الآثار الأدبية والسياسية وهي: "ليس من السهل أن تكون ملكاً"، "حربنا مع إسرائيل"، "مهنتي كملك".