‘‘حرب خاصة‘‘.. شغف الصحافة من وراء خطوط النار
جو 24 : يأتي فيلم "حرب خاصة" A Private War ليتناول سيرة صحفية ومراسلة حرب شجاعة، هي ماري كولفن، كرست نفسها للبحث عن الحقيقة والغوص داخل قصص تروى من وراء خط اطلاق النار في مناطق النزاع، متنقلة بين سيرلانكا والعراق وليبيا وصولا لسورية، حيث فارقت الحياة وهي محاصرة في حمص.
الفيلم الذي أخرجه ماثيو هينمان، وصور جزء كبير من مشاهده في الأردن؛ يبرز شغف الصحفيين خاصة مراسلي الحرب، وسعيهم بشجاعة وراء قصص مليئة بالألم والحزن، متسلحين بالإيمان بأن مهمتهم هي الوصول لما لا يستطيع غيرهم بلوغه.
التركيز بمشاهد الفيلم كان على محطات في حياة غولفن بدءا من العام2001، حيث فقدت عينها اليسرى في سيرلانكا إثر مواجهة مع المتمردين بمنطقة التاميل، وكتبت قصة من 3000 كلمة ونشرت في صحيفتها "صنداي تايمز" عن الوضع الإنساني الكارثي إثر النزاع في تلك المنطقة.
واستوحي الفيلم من مقالات عن سيرتها الذاتية كتبت في العام 2012 من قبل اراش اميل في موقع "فاينيتي فير"، ليحيكها المخرج ماثيو هاينمان الذي سبق وأن قدم قبل عام "مدينة الأشباح" حول نشطاء حركة "الرقة تذبح بصمت"، ورشح عنه لجائزة أفضل فيلم وثائقي في الاوسكار.
معنى أن تكون صحفيا
ما قدمه فيلم "حرب خاصة" من خلال مراحل متعددة في حياة كولفن؛ غني بالمشاعر القوية والضعف أيضا، ولحظات الألم والاستسلام، الرغبة بنسيان كل شيء يرتبط بالحرب والاشلاء المقطعة، وجثث الأطفال والأمهات، الدم وأصوات التفجير، العنف وليالي السهر والتعب والمشي الطويل والخوف المرافق في كل خطوة.
أن تكون صحفيا يقف وراء خطوط النار، بحسب الفيلم لا يعني ان تكون شجاعا، بل ضرب من الجنون ربما، يعيش صاحبه في مهنة هي من تختاره، وتدفعه للبحث دائما والسعي دون توقف أو استسلام عن الحقيقة التي تملك أوجها متعددة، ليكون هو الخيط الرفيع والصلة الوحيدة بين كل تلك الوجوه وربما اصدقها.
وأدت الممثلة روزاماند بايك دور "ماري كولفن" مقدمة الدور الأبرز في مسيرتها وهي التي ترشحت للأوسكار عن دورها في فيلم "اختفاء فتاة" للمخرج ديفيد فينشر في العام2015، لتلفت الأنظار اليها بتجسديها لما مرت به كولفن من صراع نفسي ومهني، ولحظات ضعف وقوة وشجاعة وخوف.
لحظات الانهيار لـ غولفن بعد كل حرب غطتها وخاصة بعد حادثة سيرلانكا والتي لم تثن عزيمتها بل ذهبت بعدها لتغطي أحداث الحرب العراقية، بعدها تواجدت أثناء الحرب الليبية وهي أول صحفية تقوم باجراء مقابلة مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في العام 1986.
وهي من الصحفيين العالميين الذين انتقلوا لتغطية شؤون الشرق الأوسط بعد تأزم الوضع وبدء ثورات الربيع العربي، حيث شهدت ثورة التحرير في 28 كانون الثاني (يناير) والتي سماها المراسلون" جمعة الغضب".
لحظات الضعف التي يمر بها مراسلو الحرب والصدمات النفسية والعاطفية لم تكن سهلة، وهو جزء من تميز غولن في مقالاتها التي تلتقط الجانب الإنساني فيها، حيث تحفر في أعمق التفاصيل ولا تكتفي بما يُملى عليها بل تنقل ما تراه بشهادات وصور حية.
وأظهرت بايك "كولفن" بجوانبها المختلفة، الشرسة، المعقدة، واندفاعها الشديد، بالوقت ذاته المرأة التي تشعر بالضعف أحيانا وهي تبحث عن الحقيقة ولا تتوقف عن ملاحقتها.
الفيلم يتتبع اللحظات التي تخلق منها قصصا لا تنسى، فالصحفي لا يلتزم دائما بالقواعد بل يكسرها وربما يخاطر بحياته من أجل الحصول على قصة تستحق كل هذا العناء، لأنه يؤمن بقناعاته.
ويلفت الفيلم النظر للعنف والخطر الذي تتعرض له الصحافة الحرة، حيث لقي أكثر من 2500 صحفي مصرعهم منذ العام 1990، وبحسب منظمة مراسلون بلا حدود: قتل 65 صحفيا خلال العام 2017 منهم 10 صحفيين في سورية و11 في العراق و12 في افغانستان و13 في المكسيك. والأرقام تتزايد كونهم يتواجدون في مناطق النزاع ويكونون في بعض الأحيان مستهدفين.
الأردن.. وجهة استثنائية لصناع الأفلام العالمية
من سنوات مضت والأردن يستقبل مخرجين عالميين لتصوير أفلام بميزانيات مختلفة، وما جعله وجهة استثنائية هو تنوع التضاريس فيه على غرار مادبا ووادي رم والبترا التي حلت في المرتبة الثانية عالميا كأفضل الوجهات السينمائية في العالم في العام 2015.
وتصوير فيلم "حرب خاصة" في الأردن استغرق 19 يوما، خاصة مشاهد الحرب التي تعكس خمسة بلدان مختلفة في نفس الفيلم: سورية وأفغانستان وسريلانكا وليبيا والعراق.
وجالت عدسة كاميرا صانع الأفلام الفائز بجوائز الأوسكار وإيمي، المخرج "هينمان" في أرجاء الأردن وصور مشاهد فيلمه في سبع مناطق مختلفة منها ام قيس ومادبا والانفاق وأسواق وغيرها من البيئات التي تم تكييفها لتعبر عن المناطق التي أرادها، حيث تعاون هاينمان مع المُصوّر السينمائي الأميركي روبرت ريتشاردسون الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل تصوير سينمائي ثلاث مرات.
وقال هينمان في بيان نشرته الهيئة الملكية للأفلام عن تجربته عن التصوير في الأردن" كان لي تجربة تصوير مذهلة في الأردن. إنه بلد جميل يتمتع بتضاريس متنوعة والناس لطفاء جداً. في غضون ساعتين من عمّان، دُهشت أننا تمكنّا من التصوير".
وأضاف "في مواقع على افتراض أنها سريلانكا والعراق وأفغانستان وليبيا وسورية، وجميعها تبدو فعلا حقيقية. فؤاد خليل وديالا الراعي وصائب أبو الراغب كانوا مهنيين للغاية ومرحبين بنا. ساعدونا في العثور على هذه المواقع الرائعة - من أنفاق أم قيس إلى السوق في مأدبا. كما أنهم جعلوا عملية الإنتاج سلسة وسهلة. أتطلع للعودة إلى الأردن."
وقدمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام خدمات إنتاج شاملة تتمثل بتسهيل تصوير هذا الفيلم من خلال إصدار تصاريح التصوير والمساعدة في التخليص الجمركي والتنسيق مع الجهات المعنية للإجراءات اللوجستية، حيث شارك في الفيلم وكجزء من الطاقم نحو 195 أردنيا رافقوا الطاقم الأجنبي.
وصور في العام 2018 عدد من الافلام التي يعلن عن تواجدها عادة بعد الانتهاء من التصوير كجزء من حماية الخصوصية التي تتبعها هذه الفرق العالمية، ومن أهم الأفلام التي صورت مؤخرا هي "في فم سمكة قرش" للمخرج ايمانويل هامون من فرنسا، فيما صور في العام 2017 محليا فيلم بروذرز "إخوة" للمخرج هانرو سميتزمان من هولندا وفيلم ذي اباريشن "الظهور" للمخرج الفرنسي كزافييه جيانولي.
إلى ذلك، فيلم "كل مال العالم" للمخرج ريدلي سكوت و"مايا" للمخرجة ميا هانسين-لوف من فرنسا، و"علاء الدين" للمخرج غاي ريتشي من أميركا إلى جانب فيلم المخرج هينمان.
وهي ليست المرة الأولى التي يكون فيها الأردن نجما لامعا بمواقعه، فالحكاية تعود للعام 1962 من خلال فيلم المخرج ديفيد لين في فيلمه الشهير بمشاركة عمر الشريف "لورنس العرب" والذي اتبع بفيلم المخرج ستيفين سبيلبيرغ "إنديانا جونز والحملة الأخيرة" في العام 1989 وخلال هذه السنوات صورت أفلام أخرى.
وتلعب الهيئة الملكية للأفلام دورا كبيرا في الترويج للأردن كوجهة سينمائية، وموقع سياحي متميز من خلال ثقافة الصورة كنشاط إنساني وحضاري يقرب ويعزز التواصل بين الشعوب بواحدة من أهم الثقافات العالمية، وهي الفن السابع والتي تعزز الفن وتعكس خصوصية الأردن، والتي أيضا تمد يد العون لمخرجين عرب وأجانب.
وتعمل الهيئة على تقديم التسهيلات والدعم الكامل بشتى أشكاله بدءا من توفير المعدات وتقديم النصائح والإرشادات للمخرجين والمنتجين، فضلا عن توفير دليل مفصل للمعولمات حول صناعة الأفلام المحلية، والمساعدة في إصدار التصاريح، والتنسيق بين الجهات الرسمية، وتسهيل خدمات الإنتاج والمعدات والدعم اللوجستي.
وجدير بالذكر أن عدة استوديوهات في هوليوود اختارت الأردن مؤخرا لتصوير فيلم أو مسلسل تلفزيوني، من بينها ثلاثة مشاريع تابعة لـ "نيتفليكس" هذا العام، منها مسلسل "جن" الذي يسلط الضوء على جمال البيئة المحلية جامعا بين مواضيع الماورائيات وحياة المراهقين، ليقدم للعالم المعاصر لمحة عن الفلكلور الشرق أوسطي الفريد.
ويطرح مواضيع معاصرة حول أساطير الجِنّ من خلال قصة غابرة خارقة للطبيعة عن الصداقة والحب والمغامرة. ومن المتوقع أن يتم عرض المسلسل المكون من ست حلقات على شبكة Netflix حول العالم في العام 2019.
الفيلم الذي أخرجه ماثيو هينمان، وصور جزء كبير من مشاهده في الأردن؛ يبرز شغف الصحفيين خاصة مراسلي الحرب، وسعيهم بشجاعة وراء قصص مليئة بالألم والحزن، متسلحين بالإيمان بأن مهمتهم هي الوصول لما لا يستطيع غيرهم بلوغه.
التركيز بمشاهد الفيلم كان على محطات في حياة غولفن بدءا من العام2001، حيث فقدت عينها اليسرى في سيرلانكا إثر مواجهة مع المتمردين بمنطقة التاميل، وكتبت قصة من 3000 كلمة ونشرت في صحيفتها "صنداي تايمز" عن الوضع الإنساني الكارثي إثر النزاع في تلك المنطقة.
واستوحي الفيلم من مقالات عن سيرتها الذاتية كتبت في العام 2012 من قبل اراش اميل في موقع "فاينيتي فير"، ليحيكها المخرج ماثيو هاينمان الذي سبق وأن قدم قبل عام "مدينة الأشباح" حول نشطاء حركة "الرقة تذبح بصمت"، ورشح عنه لجائزة أفضل فيلم وثائقي في الاوسكار.
معنى أن تكون صحفيا
ما قدمه فيلم "حرب خاصة" من خلال مراحل متعددة في حياة كولفن؛ غني بالمشاعر القوية والضعف أيضا، ولحظات الألم والاستسلام، الرغبة بنسيان كل شيء يرتبط بالحرب والاشلاء المقطعة، وجثث الأطفال والأمهات، الدم وأصوات التفجير، العنف وليالي السهر والتعب والمشي الطويل والخوف المرافق في كل خطوة.
أن تكون صحفيا يقف وراء خطوط النار، بحسب الفيلم لا يعني ان تكون شجاعا، بل ضرب من الجنون ربما، يعيش صاحبه في مهنة هي من تختاره، وتدفعه للبحث دائما والسعي دون توقف أو استسلام عن الحقيقة التي تملك أوجها متعددة، ليكون هو الخيط الرفيع والصلة الوحيدة بين كل تلك الوجوه وربما اصدقها.
وأدت الممثلة روزاماند بايك دور "ماري كولفن" مقدمة الدور الأبرز في مسيرتها وهي التي ترشحت للأوسكار عن دورها في فيلم "اختفاء فتاة" للمخرج ديفيد فينشر في العام2015، لتلفت الأنظار اليها بتجسديها لما مرت به كولفن من صراع نفسي ومهني، ولحظات ضعف وقوة وشجاعة وخوف.
لحظات الانهيار لـ غولفن بعد كل حرب غطتها وخاصة بعد حادثة سيرلانكا والتي لم تثن عزيمتها بل ذهبت بعدها لتغطي أحداث الحرب العراقية، بعدها تواجدت أثناء الحرب الليبية وهي أول صحفية تقوم باجراء مقابلة مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في العام 1986.
وهي من الصحفيين العالميين الذين انتقلوا لتغطية شؤون الشرق الأوسط بعد تأزم الوضع وبدء ثورات الربيع العربي، حيث شهدت ثورة التحرير في 28 كانون الثاني (يناير) والتي سماها المراسلون" جمعة الغضب".
لحظات الضعف التي يمر بها مراسلو الحرب والصدمات النفسية والعاطفية لم تكن سهلة، وهو جزء من تميز غولن في مقالاتها التي تلتقط الجانب الإنساني فيها، حيث تحفر في أعمق التفاصيل ولا تكتفي بما يُملى عليها بل تنقل ما تراه بشهادات وصور حية.
وأظهرت بايك "كولفن" بجوانبها المختلفة، الشرسة، المعقدة، واندفاعها الشديد، بالوقت ذاته المرأة التي تشعر بالضعف أحيانا وهي تبحث عن الحقيقة ولا تتوقف عن ملاحقتها.
الفيلم يتتبع اللحظات التي تخلق منها قصصا لا تنسى، فالصحفي لا يلتزم دائما بالقواعد بل يكسرها وربما يخاطر بحياته من أجل الحصول على قصة تستحق كل هذا العناء، لأنه يؤمن بقناعاته.
ويلفت الفيلم النظر للعنف والخطر الذي تتعرض له الصحافة الحرة، حيث لقي أكثر من 2500 صحفي مصرعهم منذ العام 1990، وبحسب منظمة مراسلون بلا حدود: قتل 65 صحفيا خلال العام 2017 منهم 10 صحفيين في سورية و11 في العراق و12 في افغانستان و13 في المكسيك. والأرقام تتزايد كونهم يتواجدون في مناطق النزاع ويكونون في بعض الأحيان مستهدفين.
الأردن.. وجهة استثنائية لصناع الأفلام العالمية
من سنوات مضت والأردن يستقبل مخرجين عالميين لتصوير أفلام بميزانيات مختلفة، وما جعله وجهة استثنائية هو تنوع التضاريس فيه على غرار مادبا ووادي رم والبترا التي حلت في المرتبة الثانية عالميا كأفضل الوجهات السينمائية في العالم في العام 2015.
وتصوير فيلم "حرب خاصة" في الأردن استغرق 19 يوما، خاصة مشاهد الحرب التي تعكس خمسة بلدان مختلفة في نفس الفيلم: سورية وأفغانستان وسريلانكا وليبيا والعراق.
وجالت عدسة كاميرا صانع الأفلام الفائز بجوائز الأوسكار وإيمي، المخرج "هينمان" في أرجاء الأردن وصور مشاهد فيلمه في سبع مناطق مختلفة منها ام قيس ومادبا والانفاق وأسواق وغيرها من البيئات التي تم تكييفها لتعبر عن المناطق التي أرادها، حيث تعاون هاينمان مع المُصوّر السينمائي الأميركي روبرت ريتشاردسون الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل تصوير سينمائي ثلاث مرات.
وقال هينمان في بيان نشرته الهيئة الملكية للأفلام عن تجربته عن التصوير في الأردن" كان لي تجربة تصوير مذهلة في الأردن. إنه بلد جميل يتمتع بتضاريس متنوعة والناس لطفاء جداً. في غضون ساعتين من عمّان، دُهشت أننا تمكنّا من التصوير".
وأضاف "في مواقع على افتراض أنها سريلانكا والعراق وأفغانستان وليبيا وسورية، وجميعها تبدو فعلا حقيقية. فؤاد خليل وديالا الراعي وصائب أبو الراغب كانوا مهنيين للغاية ومرحبين بنا. ساعدونا في العثور على هذه المواقع الرائعة - من أنفاق أم قيس إلى السوق في مأدبا. كما أنهم جعلوا عملية الإنتاج سلسة وسهلة. أتطلع للعودة إلى الأردن."
وقدمت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام خدمات إنتاج شاملة تتمثل بتسهيل تصوير هذا الفيلم من خلال إصدار تصاريح التصوير والمساعدة في التخليص الجمركي والتنسيق مع الجهات المعنية للإجراءات اللوجستية، حيث شارك في الفيلم وكجزء من الطاقم نحو 195 أردنيا رافقوا الطاقم الأجنبي.
وصور في العام 2018 عدد من الافلام التي يعلن عن تواجدها عادة بعد الانتهاء من التصوير كجزء من حماية الخصوصية التي تتبعها هذه الفرق العالمية، ومن أهم الأفلام التي صورت مؤخرا هي "في فم سمكة قرش" للمخرج ايمانويل هامون من فرنسا، فيما صور في العام 2017 محليا فيلم بروذرز "إخوة" للمخرج هانرو سميتزمان من هولندا وفيلم ذي اباريشن "الظهور" للمخرج الفرنسي كزافييه جيانولي.
إلى ذلك، فيلم "كل مال العالم" للمخرج ريدلي سكوت و"مايا" للمخرجة ميا هانسين-لوف من فرنسا، و"علاء الدين" للمخرج غاي ريتشي من أميركا إلى جانب فيلم المخرج هينمان.
وهي ليست المرة الأولى التي يكون فيها الأردن نجما لامعا بمواقعه، فالحكاية تعود للعام 1962 من خلال فيلم المخرج ديفيد لين في فيلمه الشهير بمشاركة عمر الشريف "لورنس العرب" والذي اتبع بفيلم المخرج ستيفين سبيلبيرغ "إنديانا جونز والحملة الأخيرة" في العام 1989 وخلال هذه السنوات صورت أفلام أخرى.
وتلعب الهيئة الملكية للأفلام دورا كبيرا في الترويج للأردن كوجهة سينمائية، وموقع سياحي متميز من خلال ثقافة الصورة كنشاط إنساني وحضاري يقرب ويعزز التواصل بين الشعوب بواحدة من أهم الثقافات العالمية، وهي الفن السابع والتي تعزز الفن وتعكس خصوصية الأردن، والتي أيضا تمد يد العون لمخرجين عرب وأجانب.
وتعمل الهيئة على تقديم التسهيلات والدعم الكامل بشتى أشكاله بدءا من توفير المعدات وتقديم النصائح والإرشادات للمخرجين والمنتجين، فضلا عن توفير دليل مفصل للمعولمات حول صناعة الأفلام المحلية، والمساعدة في إصدار التصاريح، والتنسيق بين الجهات الرسمية، وتسهيل خدمات الإنتاج والمعدات والدعم اللوجستي.
وجدير بالذكر أن عدة استوديوهات في هوليوود اختارت الأردن مؤخرا لتصوير فيلم أو مسلسل تلفزيوني، من بينها ثلاثة مشاريع تابعة لـ "نيتفليكس" هذا العام، منها مسلسل "جن" الذي يسلط الضوء على جمال البيئة المحلية جامعا بين مواضيع الماورائيات وحياة المراهقين، ليقدم للعالم المعاصر لمحة عن الفلكلور الشرق أوسطي الفريد.
ويطرح مواضيع معاصرة حول أساطير الجِنّ من خلال قصة غابرة خارقة للطبيعة عن الصداقة والحب والمغامرة. ومن المتوقع أن يتم عرض المسلسل المكون من ست حلقات على شبكة Netflix حول العالم في العام 2019.