فاجعة خريبة السوق.. لماذا لا يستقيل الشواربة؟!
جو 24 :
أحمد عكور - لم يعد بالامكان أن ننحدر إلى مرتبة أسفل من التي نعيش، لقد انهارت القيم ووصلنا القاع بأمن وأمان وهمة مسؤولين لا يأبه أحدهم لشيء إلا أن يبقى جاثما على كرسيه حتى لو كلّفه ذلك المقامرة بسمعة الدولة كلّها..
بالأمس ارتقت روح الشهيد أسيد اللوزي والطفلة لميس إلى بارئها بعد أن اصطادت حفرة امتصاصية الطفلة التي لحق بها اللوزي محاولا انقاذها ليرتقي معها إلى جنان الخلد لا لشيء إلا لأن الطفلة اعتقدت أن هذا المنهل آمن وأن هناك جهة حكومية مسؤولة عن ضمان سلامتها وهي تسير في الطريق العام، وهو ما نسفته أمانة عمان خلال دقائق بثّت فيها بيان براءتها من دم الشهيدين!
تقول الأمانة: "إن الحفرة الامتصاصية تقع في الارتداد الأمامي الخاص بالمجمع التجاري وليس في حرم الشارع"، وتتابع: "إنها منحت اذن أشغال للمجمع بصفته بئر ماء وليس حفرة امتصاصية".. معلنة بذلك عدم مسؤوليتها عن الفاجعة التي آلمت الأردنيين، ومتناسية واجبها بالتحقق من سلامة هذه الحفرة والغاية المخصصة لها والمنهل الذي يغطّيها!
أي بؤس وصلناه؟؟ ولماذا لا يتصفّ المسؤول في بلدنا بالشجاعة الكافية للخروج إلى الرأي العام ويعلن تحمّله مسؤولياته المهنية والأدبية والأخلاقية والسياسية ويستقيل؟! ما هي مسؤوليات أمانة عمان بجيش الموظفين الذين يعملون لديها إن لم تكن التحقق من سلامة المنشآت التي تمنحها ترخيصا؟!
ثمّ كيف تسمح أمانة عمان بوجود منهل في طريق يستخدمه الناس للسير عليه دون التحقق من سلامته؟! هل من المعقول أن يبقى أمين عمان يوسف الشواربة في موقعه بعد هذه الفاجعة؟! هل من المعقول أن لا نرى تحقيقا مع موظفي الأمانة العاملين في المنطقة؟! كيف يمكن أن نقبل وتقبل الأمانة بوجود مصيدة في طريق يظنّه كثير من الناس عامّا؟!
لا يمكن القبول باستمرار رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في نهج توزيع دماء الأردنيين على المؤسسات، لا نفهم لماذا يعمد الرجل في كلّ حادثة إلى تشكيل لجنة! الأمر واضح وجليّ لكل ذي بصر وبصيرة؛ طفلة قطعت الشارع الرئيس وظنّت أنها وصلت برّ الأمان لتقف على منهل معتقدة أن الدولة تحميها لتختفي فجأة بعد أن ابتلعتها المصيدة، إلا إذا كان الرئيس يريد تحميل المسؤولية الجنائية والأخلاقية لمالك المجمع التجاري كما فعل في حادثة البحر الميت أيضا!
يا رئيس الوزراء، أنت تنسف ما تبقى من سمعة الدولة وثقة الناس بمؤسساتها، فلا تعتقد أن المواطن ساذج لدرجة القبول بروايتكم وقرارات لجانك الكثيرة والتي تسارع لتبرئة مؤسسات الدولة صوريا وحماية كبار المسؤولين فيها.. لقد أصبح المواطن في الأردن يموت دون أن يعرف كيف ولماذا.. لقد أصبح كثير من الأردنيين يعتقد أن "الانسان أرخص ما نملك"!