رفض والده بيعه مقابل ألف جنيه إسترليني.. فأصبح أقصر طبيب في العالم
لا يحتفي التاريخ إلا بأصحاب الهمم العالية، سواء من المحاربين المنتصرين في المعارك، أو هؤلاء الذين خاضوا غمار التحديات لبناء أنفسهم، متجاوزين الصعاب التي تمر على حياتهم.
ومن بين أصحاب الهمم العالية، والقدرة الخارقة على تجاوز الصعاب، وبناء النفس، ذلك المراهق الصغير، الذي أصبح أقصر طبيب في العالم، بعد أن رفض والده عرضا سخيا لبيعه مقابل ألف جنيه إسترليني.
من هو أقصر طبيب في العالم؟
فاز المراهق الهندي، "غانيش باريا”، صاحب الـ17 عاما، أخيرا، في صراعه مع التعليم، وتمكن من الحصول على التسجيل، كطالب في كلية الطب، رغم أن تعرض للرفض من الجامعة، لكنه نجح لأنه لم يستسلم!
مهرج في السيرك يتحول لطبيب
ألقى تقرير نشره موقع "ديلي ميل”، اليوم، الضوء، على قصة تفوق "غانيش”، حيث قال والده، إنه رفض عرضا من قبل سيرك متنقل، لشراء ابنه مقابل ألف جنيه إسترليني، وهو ما يعادل 6 أضعاف راتب الأب، مشيرا إلى أنه كان دائما يخشى اختطاف ابنه، من قبل أعضاء السيرك بعد رفض بيعه له.
وقالت الأم إنها لاحظت، لأول مرة، شيئا مختلفا بجسد ابنها، عندما بدأ رأسه ينمو أكبر من جسده، لكنهم حين استشاروا الأطباء عرفوا أنه لا يوجد ما يمكنهم فعله، لأن لديه حالة وراثية غير قابلة للشفاء.
وقضى "غانيش” كل وقته في الدراسة، وأظهر علامات ذكاء هائلة منذ سن مبكرة، وفيما كان بعض الطلاب يضايقونه، ويسخرون منه، فإن آخرين ساعدوه على حمل حقيبته، ورافقوه لحمايته من السقوط، لأنه لا يستطيع المشي بشكل صحيح.
وبعد وقت من بدء دراسته، ذهب المراهق "غانيش” إلى مدرسة مملوكة لطبيب يدعى "دالبات كاتاريا”، الذي رعاه وعلّمه، وتكفل به قانونيا، وقال "غانيش” تعليقا على هذا: "اعتاد الناس أن يسخروا مني دائما، لكن لم أكن أهتم بما يقولونه، وكانت لدي خطط في الحياة، وكنت مصمما على تحقيقها”.
وتحت وصاية الطبيب "كاتاريا”، حصل "غانيش”، على أعلى الدرجات، وقدم أوراقه لدراسة البكالوريوس، في الطب والجراحة، لكن بمجرد أن اكتشف المجلس الطبي في الهند حالته، رفضوا تسجيله في كلية الطب، وقالوا إنه لن يكون قادرا على مجاراة الحالات الطارئة، من الناحية العملية، ويجب إجراء ترتيبات خاصة له، وتصنيفه على أنه "معاق جسديا”.
وقال الطبيب "كاتاريا”، تعليقا على رحلة "غانيش” الصعبة: "في المرة الأولى التي قابلته فيها، رأيت شغفه وحلمه، كما وجدته بارعا، لذلك قررت أن أستثمر وقتي في تعليمه، وأعتبره طفلي الثاني، وسأؤيده حتى يصبح الطبيب الذي يريد”.
أصبح غانيش الآن مؤهلا للقبول في أي كلية طبية حكومية في ولايته، لكنه سيتقدم بطلب الالتحاق بكلية "بهفناغار الطبية المحلية” في السنة المقبلة.روتانا