أخيراً: يمكنك التقليل من استخدام الملح دون الاستغناء عن طعمه.. هنا الطريقة!
جو 24 :
الحد من استهلاك الملح هو أحد أهداف الاستراتيجية الصحية الجديدة للحكومات الكبرى. وعلى الرغم من أن جسم الإنسان يحتاج إلى الملح ليعمل بشكل طبيعي، فإن الإكثار من تناوله يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والزيادة من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب. وبما أن الوقاية خير من العلاج، بإمكانك اتباع نصائح الحكومة البريطانية، التي حثت من خلالها الجمهور على استهلاك كميات أقل من الملح.
أهمية الحد من استهلاك الملح
بحسب موقع The Conversation الأميركي، يوصي الأطباء بألا تزيد كمية الملح التي يتناولها الإنسان على 6 غرامات في اليوم (ملء ملعقة صغيرة). ومع ذلك، فإن متوسط الاستهلاك العالمي للملح أقرب إلى 8 غرامات في اليوم.
وتشير الإحصاءات إلى أن تناول 6 غرامات في اليوم سيمنع أكثر من 8000 حالة وفاة مبكرة كل عام. لكن الطعام من دون ملح غير شهي، وغالباً ما تكون المنتجات قليلة الملح غير مستساغة الطعم مقارنةً بنظيراتها. يمنحنا الملح في الطعام مذاقاً طيباً، ما يجعله ممتعاً ولذيذاً. كما أنه يعزز نكهة الطعام، وهي ما نشعر به عندما نمزج التذوق باللسان مع الرائحة التي تلتقطها أنوفنا. إذن، هل يمكننا تقليل الملح في نظامنا الغذائي مع الاحتفاظ بجميع النكهات اللذيذة التي نشتهيها؟ ظلت الصناعة الغذائية تعمل على هذه المشكلة سنوات.
على مدى السنوات الـ15 الماضية، حققت الجهود المتضافرة لحملات الصحة العامة بالدول الكبرى انخفاضاً في متوسط استهلاك الملح بنسبة 10%. ويرجع الفضل في هذا الانخفاض إلى أننا أصبحنا تدريجياً أكثر اعتياداً على الغذاء بملح أقل، كما أن العلماء باتوا على فهم أفضل لمفهوم الملوحة.
بدائل صحية ولذيذة للملح
أحد الأساليب التي اتبعتها صناعة الأغذية في الدول الكبرى (بريطانيا تحديداً) هو تغيير حجم حبيبات الملح وشكلها بحيث يصل المزيد منها إلى مستقبلات براعم التذوق على اللسان. هكذا، لا يشعر الشخص بنقص الطعم المالح عندما تُقلل كمية الملح في الطعام المعالج. ولكن هناك حاجة إلى نهج مختلف لمعالجة فقدان النكهة الكلية للطعام.
يمكننا التغلب على هذا في المنزل بإضافة المزيد من الأعشاب والتوابل. ويمكننا ايضاً إضافة الأطعمة التي تحتوي على محسنات النكهة الطبيعية، مثل الطماطم أو جبنة البارميزان، ودمجها مع صلصة الصويا منخفضة الملح أو كميات ضئيلة من الصلصات المصنعة من الأسماك، مثل صلصة وورسيستر، التي تحتوي على سمك الأنشوجة. سيعطي هذا نتائج جيدة، لأن النيوكليوتيدات الموجودة في الأسماك وفي صلصة الصويا تعمل مع حمض الغلوتاميك الموجود بالطماطم أو في الجبن لإعطاء نكهة لذيذة أكثر قوة. كما يمكننا زيادة الشعور بالملوحة بإضافة كميات منخفضة من الروائح التي ترتبط في أذهاننا بالأطعمة المالحة.
يشبه هذا إضافة الفانيلا إلى المنتجات منخفضة السكر، لإضفاء شعور بأنها أحلى.
قد يكون الحل في خداع الدماغ!
قام الباحثون باختبار إضافة المنكهات المعقدة، بالإضافة إلى مركبات أحادية الرائحة، لقدرتها على إضفاء شعور بوجود ملح أكثر مما يوجد بالفعل. الروائح التي اختُبرت هي روائح اللحوم والسردين والجبن والأنشوجة. ولأننا نربط هذه الأطعمة بالملوحة، فإننا نشعر بأن المنتج أكثر ملوحة، رغم أن كميات الملح فيه لم تزد. بعبارة أخرى، يمكننا خداع أدمغتنا بأن نُشعرها بأننا نتذوق ملحاً. هناك أيضاً خطة احتياطية. فقد أظهر الباحثون بجامعة ريدنغ أنه كلما تناولنا حساءً غير مملح، شعرنا بأن طعمه أفضل. في البداية، لم يُعجب المشاركون في هذه الدراسة بطعم الحساء الخالي من الملح، ولكن بعد تناوله مرة واحدة في اليوم مدة أسبوع، أصبح طعمه مستساغاً أكثر من أول مرة تذوقوه فيها. لذلك، يمكنك دائماً تدريب دماغك على الاستمتاع بنظام غذائي قليل الملح. لا يتطلب الأمر سوى التدريب.