في رحلة علاجها من سرطان الثدي... هبة تعيد اكتشاف "حلاوة الدنيا"
عندما تتعرض لأي محنة أو مشكلة عادية أو أزمة صحية، اجعل الأمل رفيقك. تسلح بالصبر واجعل الابتسامة عنوانك وتأكيداً على قوتك.
بطلة قصتنا اليوم، من ذلك النوع. عندما تقابلها تتحدّث معك بابتسامة جميلة لا تفارق وجهها، رغم إصابتها بسرطان لثدي . رفعت شعار عدم الاستسلام والمقاومة، وقاربت حربها على النهاية. بالتوازي مع مقاومتها وعلاجها، قررت بطلتنا أن تدعم حائط الصد الذي بنته ضد سرطان الثدي، بتأسيس فريق "حلاوة الدنيا" لمساعدة المرضى على العودة إلى الحياة.
بطلتنا هي هبة ربيع (35 عاماً)، ابنة محافظة الإسماعيلية، التي تحدثت لـ"النهار" وروت أحداث معركتها ضد المرض.
"أصبت بسرطان الثدي منذ عامين، برغم أنني لم أكن أشكو أي أعراض، وكنت دائماً أرى إعلانات الكشف المبكر في التلفزيون، فاعتدتُ التفتش في صدري، وذات مرة وجدت "تورما"، فأسرعت بالذهاب إلى الطبيب الذي أخبرني بضرورة إجراء فحوص، وكانت النتيجة أنني مصابة بالسرطان. شعرت بالقلق الشديد، لأن ابنيّ حمزة وكارما صغيران. فالأول لم يتجاوز العاشرة، أما كارما فعمرها عامان. رغم الصدمة، فإنني حمدت الله على كشفي المبكر له، وهنا تأتي أهمية التوعية الإعلامية، وضرورة الاهتمام بها وتنفيذ الوصايا والمعلومات. خيّرني الطبيب بين الاستئصال الكلي للثدي أو مكان الورم فقط، مع تكثيف جرعات العلاج. زوجي رفض استئصال الثدي كلياً حفاظاً على نفسيتي، لكنني أصررتُ على ذلك، بل استأصلت الغدد كذلك حتى لا ينتقل لأي جزء آخر في جسمي رغم علمي أنّ ذلك سيؤثّر في شكلي، وخضعت للعلاج الكيميائي وانتهيت منه، وقد تغيّر شكلي وتساقط شعري واختلفت بعض الأشياء في جسدي، ولكنني كنت أمام تحدٍّهو أن أهزم السرطان، بل قرّرت أن أدعم المرضى نفسياً لأنه جزء كبير ومهم من العلاج، كما قررت تقديم التوعية بضرورة الكشف المبكر، لأنه يساعد على تحجيم المرض والسيطرة عليه، وبالتالي يعيش المريض حياته من دون ضرر".
"انتهيت من العلاج الكيميائي، وهي المرحلة الأصعب، وحالياً أنا في مرحلة العلاج الإشعاعي. وخلال رحلة العلاج، حدث التحوّل، حيث كنت أنشر فيديوات على صفحتي في "فايسبوك"، بالإضافة إلى غروبات عبر "واتساب"، فوصلت إليّ رسائل من فتيات بالصعيد والإسكندرية يسألنني ماذا يفعلن مع السرطان، فكنت المرشدة لهن، كما أنّ بعضهن أردن دعماً نفسياً، فكنت أذهب إليهن وأعطيهن الاستشارات اللازمة. كل هذه الخبرة والثقة والقوة اكتسبتها من مرضي ورحلة علاجي، بالإضافة إلى زوجي الذي كان يدعمني ويتحمّلني، وتكفّل بنفقات علاجي، مما جعلني أتحلى بالقوة والشجاعة في مواجهة المرض ودعم الأخريات".
"ذات مرة، كنت أتحدث مع صديقة لي، فأخبرتها بضرورة نشر الوعي حول سرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر، لا سيما أن المرض منتشر بصورة كبيرة. وفكرنا معاً في تأسيس فريق. وبالفعل حدث ذلك. سميناه "حلاوة الدنيا"، وهو مكون من صديقتيّ نشوي وأمنية وأنا، واخترنا هذا الاسم لأن المرض ليس النهاية، بل من خلاله يمكن اكتشاف "حلاوة الدنيا" والتمسك بالأمل فيها، وقررنا معاً تنظيم نشاطات توعوية لغير المرضى، من خلال إحضار أطباء يحاضرون ويتحدّثون عن كيفية الكشف الذاتي، كما ندعم مرضى السرطان نفسياً من خلال عرض فيديوات للمتعافيات وكيف نجحن في هزيمة المرض".
"رغم مرضي، كنت أعيش حياة طبيعية، أرعى أبنائي وأوصلهم إلى المدرسة يومياً، وأمارس شؤون بيتي، كما أنني أعمل بديوان عام محافظة الإسماعيلية لكنني حصلت على إجازة لأُكمل رحلة علاجي نهائيا".النهار اللبنانية