هل نكون شهود زور على تدمير البلد؟!
جو 24 :
أحمد عكور - بكلّ جرأة وثقة لا نعرف من اين استمدها الرجل، وقف نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر وسط أعضاء مجلس الأعيان قائلا: "أنتم مجلس الحكماء، لا يفترض أن تلتفتوا إلى ما تقوله وسائل الاعلام". ونحسب أن الحديث جاء ردّا على العين صخر دودين الذي عارض تعديلات على قانون ضريبة الدخل قائلا إن "وسائل الاعلام عرّت مجلس الأعيان ووصفته بأنه بصّيم".
تخيّلوا أن شخصا واصل التنقّل بين الوزارات والمؤسسات منذ 44 عاما، يقف بين مجموعة هم في الغالبية رؤساء حكومات ووزراء سابقون ساهم معظمهم بصناعة وتعميق الأزمة التي نعيشها، ليمنحهم صكّ براءة عمّا اقترفوه ويعزز ايمانهم بكونهم أدّوا مسؤولياتهم على أفضل وجه، والتأكيد على سلامة نهج الجباية الذي ثبت فشله.
حديث المعشر يؤشر ويكشف طريقة تفكير المسؤول الأردني؛ هو يظنّ أنه الوحيد الذين يملك الحقيقة ويجيد ادارة شؤون البلاد، والبقية مجرّد رعايا لا يملكون الوعي الكافي حتى لابداء ارائهم، رغم أن الواقع يقول عكس ذلك تماما؛ فقد أوصلونا إلى قعر الزجاجة وأحكموا اغلاقها.
لا نعلم ما الذي تريده هذه الحكومة من الأردنيين، هل يريدون أن نرى دمار البلد بأعيينا ونشارك معهم في ذلك أو نصمت؟ هل هذا هو المطلوب؟! لماذا إذن يلتقي رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بالصحفيين والاعلاميين بين فترة وأخرى؟ هل يريدهم شهود زور على اداء حكومته؟ أم شركاء في ترويج وتجميل نهجه الذي سيدمّر الأردن؟! كيف يقبل أن يُقلل نائبه من شأنهم وشأن ما ينشرون؟!