الهند تكسر العقلية التقليدية.. وتعلم الإناث التحليق في قطاع الطيران
(CNN) -- "في بلد لا يرغب فيه الكثير من الأشخاص الاستثمار بالإناث، وهذه العقلية التي تتبعها معظم العائلات التقليدية، توفر جامعة باناستالي فيديابيثمكاناً يجعل النساء متساويين في الأهمية مع الذكور". بحسب ما قالته لـCNNالكابتن تارانا ساكسينا.
وفي الهند.. أُسستجامعة "باناستالي فيديابيث" من مأساة هذا الواقع، إذ قالت ساكسينا إن الجامعة "تُقدم للفتيات فرصة تعلم الطيران.. فرصة السفر". ويُذكر أن مؤسسها هو السياسي هيرالال شاستري، الذي كان من عائلة فلاحين في راجستان، ومن ثم انتقل إلى قرية فاناستالي، في العام 1929، مع عائلته.
وفي هذا الموقع الريفي، أسس بدوره برنامجاً اجتماعياً لإعادة بناء القرية وتوعية المزارعين المحليين. وفي الوقت الذي بدأت فيه ابنته تنظيم دروس لأطفال القرية، مرضت ووافتها المنية في سن الـ 12 عاماً.
وبتشجيع من زوجته.. ساهم شاستري في تعليم الشابات وتمكينهن. وهكذا، افتتحت جامعة "باناستالي فيديابيث"، في العام 1935، إذ وصل حينها عدد الطالبات إلى 7 أشخاص. واليوم، تقدم الجامعة أكثر من 28 تخصصاً، بما في ذلك شهادات الدكتوراه.
وقالت الكابتن ساكسينا إن تعليم النساء في الهند يُعتبرخطوة كبيرة، مضيفة: "الفكرة ليست بإبقاء الإناث منفصلين عن الذكور، بل بإعطائهن فرصة للتطور، والتميز في شيءٍ ما، والتعلم، وتطوير قدراتهن".
وبعيداً عن تخصصات العلوم والآداب والقانون، قدمت الجامعة دروساً خاصة لتدريب الإناث على الطيران، وذلك بهدف تعزيز ثقتهن بأنفسهن. ومن ثم تطور البرنامج حتى أصبح أخيراً مدرسة لتعليم الطيران، حيث تستطيع النساء الحصول على درجة البكالوريوس أو رخصة طيار تجاري.
وقالت حفيدة المؤسس هيرالال شاستري، أديتيا شاستري، لـ CNN:"في الوقت الذي اعتبر فيه الأشخاص أنه من غير المعقول للإناث قيادة السيارات، كنا نعلّمهن الطيران".
ومنذ ذلك الحين، تخرّج العديد من الإناث من مدرسة الطيران في الهند، بما في ذلك أفاني شاتورفيدي، التي احتفلت بها البلاد كأول قائدة طائرة في العام 2016.
وفي أول مرة قادت بها ساكسيناالطائرة، قالت:"حذرني مدربي من أنني قد أشعر بالدوار أو بالغثيان قليلاً، لكنني لم أشعر بأي شيء سوى الإثارة". وأضافت "لم أصدق أنني في الهواء.. أردت أن يدوم الأمر إلى الأبد".
وحينما بدأت الجامعة في تعليم الطيران بستينيات القرن الماضي، لم يكن من المعتادرؤية امرأة تجلس في قمرة القيادة. ولكن، لم تبق الهند على حالها، إذ حققت أعلى نسبة من قائدات الطائرةالإناث، والتي تصل إلى 12 في المائة، بينما تبلغ نسبتهن في الولايات المتحدة، حوالي 4 في المائة.