لماذا كشفت “القسام” عن هوية الوحدة الإسرائيلية السرية ؟
جو 24 :
قال محللون أمنيون ومختصون بالشأن الإسرائيلي إن المعلومات التي كشفت عنها كتائب القسام اليوم بشأن الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي جرى الاشتباك معها في خانيونس تحمل دلالات أمنية واستخبارية "خطيرة”.
ونشرت "القسام” اليوم صورا لوجوه عناصر الوحدة والتمويه الذي استخدمه بعضهم عبر إطلاق لحيته لاكتساب ملامح فلسطينية فضلا عن عنصرين نسائيين ارتدتا غطاء الرأس فضلا عن صور أخذت من هويات شخصية فلسطينية مزورة ولقطتين للحافلات التي استخدمت لتحرك الوحدة الخاصة داخل غزة.
ولفتت كتائب القسام إلى أن "بحوزتها معدات وأجهزة اتصالات” أخرى تتعلق بالوحدة سيطرت عليها مشيرة إلى أن "التحقيقات لا تزال مستمرة بهذا الشأن وقاربت على الانتهاء”.
وكانت مجموعة من مرابطي كتائب القسام في منطقة خانيوس وخلال تفقدهم الليلي اعترضوا حافلة مشبوهة في المنطقة ولدى محاولة التثبت من هويات من فيها وقع اشتباك عنيف تدخل طيران الاحتلال فيه لإنقاذ الوحدة الخاصة فاستشهد 7 مقاومين واعترف الاحتلال بمقتل قائد الوحدة وهو عربي درزي رفض الكشف عن هويته بسبب "سرية الأعمال التي قام بها”.
إحراج إسرائيلي
وقال الخبير الأمني الدكتور إبراهيم حبيب إن الكشف اليوم حمل عدة دلالات خطيرة على الصعيد الداخلي السياسي الإسرائيلي وأيضا على الصعيد العسكري والاستخباري للاحتلال.
وأوضح حبيب أن بيان القسام أشار إلى أنه "استكمال للبيانين السابقين خلال فترة العدوان وهو ما يرسل بإشارة إلى أن التأهب لا يزال قائما ضد أي محاولة تصعيد من قبل الاحتلال الذي يواصل التهديد على كافة مستوياته”.
وأشار إلى أن المعلومات التي خرجت اليوم تضع القيادة الإسرائيلية في "مأزق وحرج كبير” أمام جمهورها بعد وصفهم إياها بالناجحة في حين أن صور عناصرها ومعداتهم وكافة تحركاتهم باتت منشورة على كافة وسائل الإعلام وبأدق التفاصيل.
ولفت حبيب إلى أن "الاحتلال ورغم كل محاولات التعتيم والتضليل للحفاظ على سرية وحدة سييرت ميتكال وهي نخبة النخبة إلا أن كشف صورهم بهذا الوضوح أحرق ورقتهم وبات يشكل خطرا على كل ما قامت به بعض الأفراد في ساحات عربية وإقليمية”.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية اليوم دخلت في حالة مواجهة استخبارية وإلكترونية جديدة عبر نشر حسابات وخطوط آمنة تدعو الفلسطينيين من خلالها لتقديم معلومات عن عناصر الاحتلال بما يشكل خطرا على كافة العناصر المشتركة معهم في العمالة داخل قطاع غزة.
ورقة محروقة
من جانبه قال المختص بالشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي إن المعلومات التي كشف عنها اليوم تبعث بإشارة "خطر” لأجهزة استخبارات الإسرائيلية أن ساحة القطاع "باتت ساحة معقدة للجيش والقوات الخاصة”.
وأشار الرفاتي إلى أننا اليوم بعد هذه المعلومات لا نتحدث عن مجرد اشتباك بل عن "كشف كنز استخباري كبير تحصلت عليه المقاومة فضلا عن تحركات الاستخبارات وشبكة علاقاتها والعملاء المتحركين على الأرض داخل حدود القطاع”.
وتابع: "ما كشفته المقاومة قليل وهي تعتمد نظام القطّارة وتقديم المعلومات بشكل متدرج خاصة وأنها تمتلك الآن أجهزة اتصالات وأجهزة إلكترونية سيطرت عليها بعد الاشتباك ويجري تحليلها ومعرفة حقيقة ما كانت تقوم به الوحدة داخل غزة”.
ورأى الرفاتي أن كشف وجوه عناصر الوحدات الإسرائيلية الخاصة "من أكبر الأخطار التي يخشى منها الاحتلال والأشخاص الظاهرون في بيان القسام ليسوا من المجندين الصغار بل أعمارهم تتراوح ما بين الـ 30 والـ40 عاما ومن الواضح أن لهم خبرات في هذه الأعمال داخل فلسطين وخارجها ربما”.
وأضاف: "باتت ورقة هؤلاء الآن محروقه وغالبا سيخرجون عن الخدمة رغم خبرتهم، وبكل الأحوال خسارة كبيرة للاحتلال لأن هؤلاء أنفقت مبالغ طائلة على إعدادهم فضلا عن الجهود التي بذلوها في أعمال استخبارية باتت الآن في خطر انكشافها”.
وتوقع الرفاتي أن يكون عدد القتلى الذي سقطوا في اشتباك خانيونس "أكبر مما أعلن عنه الاحتلال وقام بإخفاء هويات وأعداد قتلاه بغرض التمويه ولفداحة الخسارة وما تشكله من صدمة على المجتمع الإسرائيلي وهو ما ربما يكشف عنه القسام قريبا”.
عربي 21