مجمع اللغة العربية الأردني يستذكر مناقب المرحوم العلَّامة الأستاذ الدكتور محمود السمرة
جو 24 :
عقد مجمع اللغة العربية الأردني جلسة تأبينية برئاسة معالي الأستاذ الدكتور خالد الكركي رئيس المجمع صباح يوم الأحد الموافق الخامس والعشرين من تشرين الثاني لعام 2018 حضرها عطوفة الأمين العام وعدد من أعضاء المجمع، لعضو المجمع الراحل المرحوم الأستاذ الدكتور العلّامة محمود السمرة، المثقف العالم المتبحر والباحث المنقب والأكاديمي المعطاء الذي قدم وأنجز لوطنه في ميادين التعليم العالي والتربية والثقافة خدمات جليلة خلال توليه مناصب مختلفة، وفي المؤسسات التعليمية كالجامعة الأردنية، وجامعة البترا، وعمله في مجمع اللغة العربية الأردني، وعضويته في عدد من المجامع العلمية والهيئات المحلية والعربية.
وبدأت الجلسة بقراءة الفاتحة على روح الفقيد، تلتها كلمة للدكتور الكركي رثى فيها السمرة ووقف عند بعض المحطات الأثيرة في مسيرته وقال فيها: "أيّها السيد الجليل/ الحاضر والغائب بل أيّها المعلم الذي "يأبى ذكره في القلب إلاّ تجَدُّدا"... و"الذي لا ينساه ما عاش صاحبُه" والذي يظل، ما تقادم الزمان، تقطّع من وجدٍ عليه قلوبُ"!!".
وتابع: "أيّها الأكاديمي والمثقف والإداري... لك هذا كلّه وغيره في الإبداع والكتابة والترجمة والحضور العربي والدولي، ولنا "أنت"! ذكرياتنا في صفوف الجامعة، وملاحظاتك اللاذعة علينا، والأبواب التي كانت مغلقة فشرعتها لنا حرية وفرحاً وعشقاً للحياة والمعرفة... نحن تلاميذك في النقد والبلاغة والأدب الغربي، ها نحن في جنازتك، تمشي جنازتهُ الهوينا، ثم توقفها صنوبرة لتجهش بالبكاء، وتنكّس الأشجار هامتها ليعبر، والطيور على نوافذها؛ تراقب نعشه الغافي، وترمق حبتي عينيه...".
"نم في رحاب عمّان يا أبا الرائد، فكلّ هذه الأرض فيها من تراب الطنطورة، نم فقد علمتنا ما يكفي للتمرد على الخوف والاستسلام.. نحن تلاميذك في "أدباء الجيل الغاضب"، وفي "القاضي الجرجاني" وفي "فلسطين الفكر والكلمة" وفي "مجلة العربي"، وفي الترجمات المتميّزة، وقبل هذا وبعده في الروح التي جعلتنا من نبلاء الصعاليك بعد أن جئنا إلى مجلسك بغبار الفتّاك.. هل ظلّ بعدك في الفؤاد "بقية لفتوة أو فضلةٌ "لِعرِاك"!! وسيطل القلب على وجهته يا أبا الرائد، ولا أستطيع أن أجد لغتي التي تليق برثائك، سوى أن أقول لماذا يتمتني يا أبي، فأنا صاحبُ يتم أول قديم!!".
وألقى الكركي السلام على روح السمرة، منادياً الصباحات التي أعتمت بفقد الراحلين الذين سبقوا من أعضاء المجمع، وكنا نملك لغة كانت تشرق حول هذا المجلس، إلاّ حين نتحدث عنهم فإذا بأشواقنا وأحزاننا وذكرياتنا تغلب اللغة نفسها قائلاً: "صباح الخير يا أبا الرائد، صباح الورد، قم اقرأ سورة العائِدْ، وشُدّ القيِدْ، على بلدٍ حملناه كوشم اليَدْ، هذا زمان التغريبة العربية – تغريبة الأمة إلى فلسطين، وسنحمّل الأجيال الجديدة ألف وعد بالألق والضّحى، والسنابل، والزيتون، والصلوات، والسيوف، والسنابك، حتى يطلّ على فلسطين فجرها الجديد، ويُطردُ الغزو الاستيطاني الاستعماري البغيض".
وختم كلمته مطمئناً روح السمرة: "وستخرج جموعنا واحدة موحّدة، تتقدم بنشيد آخر..."موطني موطني"؛ سيظلّ صوتك حاضراً فينا، كما كان في الجامعة الأردنية الأم، وفي وزارة الثقافة، ومجمع اللغة العربية الأردني، وجامعة البترا... وفي أصوات الآلاف من طلابك الذين امتدوا في الوطن العربي والدنيا، وظلّوا على وفائهم لإيمانك بالحرية والعدل وكرامة الإنسان".
واستذكر زملاؤه وأصدقاؤه في المجمع مناقبه الجمة، وخصاله الطيبة، وحرصه على متابعة أعمال المجمع وإنجازاته، وجهوده الكبيرة في خدمة اللغة العربية، وأشاروا إلى إصداراته طوال مسيرته العلمية والعملية والأوسمة والجوائز التي حصل عليها.